لاوجبت الحال التي
كانوا عليها ، من الهجرة والجهاد ونصرة الاسلام وبذل المهج والاموال وقتل الاباء
والابناء ، والمناصحة في الدين وقوّة الايمان واليقين ، أوجب كلّ ذلك القطع على
تعديلهم ، والاعتقاد بنزاهتهم ، وأنّهم كافّةً أفضل من جميع الخالفين بعدهم ، والمعدّلين
الذين يجيؤون من بعدهم ، هذا مذهب كافّة العلماء ومن يعتمد قوله.
ثمّ روى الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي
زرعة الرازي قال : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاعلم أنّه زنديق ،
وذلك أنّ الرسول حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنّما أدّى إلينا ذلك كلّه
الصحابة ، وهؤلاء يريدون أنْ يجرحوا شهودنا ، ليبطلوا الكتاب والسنّة ، والجرح بهم
أولى وهم زنادقة .
إذن الدليل آياتٌ من القرآن ، وروايات ،
وهذا الدليل الاعتباري الذي ذكرناه.
نصّ العبارة ينقلها الحافظ ابن حجر
ويعتمد عليها ، ثمّ يضيف الحافظ ابن حجر بعد هذا النص ، يقول : والاحاديث الواردة
في تفضيل الصحابة كثيرة.
__________________