إلى رتبته ، وجعلهم
الدعاة بالحق إليه والادلاء بالرشاد عليه ، لقرن قرن وزمن زمن ، أنشأهم في القدم
قبل كلّ مدر ومبر ، وأنواراً أنطقها لتحمده ، وألهمها شكره وتمجيده ، وجعلهم الحجج
على كلّ معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبودية ، واستنطق بها الخراسات بأنواع
اللغات ، بخوعاً له بأنّه فاطر الارضين والسماوات ، وأشهدهم على خلقه ، وولاّهم ما
شاء من أمره ، جعلهم تراجمة مشيّته [هذه هي العصمة] وألسنة إرادته ، عبيداً [مع
ذلك هم عبيد] لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم
، ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ، وهم من خشيته مشفقون» .
فهذه مراتب من كان لا يفعل إلاّ بما
يؤمر به ، عبادٌ مكرمون ، أي مقرّبون ، لا يسبقونه بالقول ، أي لا يقولون قبل أنْ
يقول الله سبحانه وتعالى ، هذا بالقول ، وأمّا في الفعل والعمل : لا يفعلون إلاّ
ما يؤمرون.
فحديثنا يدلّ على العصمة.
وهذه في الجهة الاُولى من جهات البحث.
__________________