لا تَجْزِي نَفْسٌ) (١) أي فيه. والخبر نحو (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) (٢) أي وعده ، والحال. ومنه حذف المخصوص بالمدح أو الذم نحو (نِعْمَ الْعَبْدُ) (٣) أي أيوب. ومنه حذف الموصول الاسمي أجازه الكوفيون والأخفش وتبعهم ابن مالك ، وشرط في بعض كتبه كونه معطوفا على موصول آخر ، ومن حجتهم (آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) (٤) أي والذي أنزل إليكم لأنّ الذي أنزل إلينا ليس هو الذي نزل من قبلنا ، ولهذا أعيدت ما في قوله (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ) (٥) وهو الذي أنزل من قبلنا. ومنه حذف الموصول الحرفي ، قال ابن مالك لا يجوز إلاّ في أن نحو (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) (٦) أي أن يريكم ، ونحو تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. قال في المغني وهو مطرد في مواضع معروفة وشاذ في غيرها. ومنه حذف الصلة وهو جائز قليلا لدلالة صلة أخرى أو دلالة غيرها. ومنه حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب أو معهما. ومنه حذف التمييز نحو كم صمت أي كم يوما صمت. وقال الله تعالى (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) (٧) وقوله (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ) (٨) ، وهو شاذ في باب نعم نحو من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ، أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة. ومنه حذف الاستثناء أي المستثنى وذلك بعد إلاّ وغير المسبوقين بليس. يقال قبضت عشرة ليس إلاّ وليس غير أي لي إلاّ عشرة. وأجاز البعض ذلك بعد لم يكن وهو ليس بمسموع. وأما حذف أداة الاستثناء فلم يجزه أحد إلاّ أنّ السهيلي (٩) قال في قوله تعالى (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً ، إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ) (١٠) أنّ التقدير إلاّ قائلا إلاّ أن يشاء الله ، فتضمّن كلامه حذف أداة الاستثناء والمستثنى جميعا ، والصواب أن يقال الاستثناء مفرّغ وأنّ المستثنى مصدر أو حال أي إلاّ قولا مصحوبا بأن يشاء الله ، أو إلاّ ملتبسا بأن يشاء الله. وقد علم أنه لا يكون القول مصحوبا بذلك إلاّ مع حرف الاستثناء فطوي ذكره لذلك فالباء محذوفة من أن. ومنه حذف فاء الجواب وهو مختصّ بالضرورة وقد خرّج عليه الأخفش قوله تعالى (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ) (١١) أي فالوصية. وقال غيره الوصية فاعل ترك. ومنه حذف قد في الحال الماضي نحو (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) (١٢) أي قد حصرت. ومنه حذف لا التبرئة ، حكى الأخفش لا رجل وامرأة بالفتح وأصله ولا امرأة. ومنه حذف لا النافية
__________________
(١) البقرة / ٤٨.
(٢) النساء / ٩٥.
(٣) ص / ٣٠.
(٤) العنكبوت / ٤٦.
(٥) البقرة / ١٣٦.
(٦) الروم / ٢٤.
(٧) المدثر / ٣٠.
(٨) الأنفال / ٦٥.
(٩) هو عبد الرحمن بن عبد الله أحمد الخثعمي السهيلي. ولد بمالقة عام ٥٠٨ هـ / ١١١٤ م. وتوفي بمراكش عام ٥٨١ هـ / ١١٨٥ م. حافظ ، عالم باللغة والسير. ضرير. له مؤلفات هامة. الاعلام ٣ / ٣١٣ ، وفيات الاعيان ١ / ٢٨٠ ، نكت الهميان ١٨٧ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٧ ، إنباه الرواة ٢ / ١٦٢.
(١٠) الكهف / ٢٣ ـ ٢٤.
(١١) البقرة / ١٨٠.
(١٢) النساء / ٩٠.