وأما تطهير
السّرائر فهو أن يتطهر من كل ما يلوّثه ، حتى إذا وصل إلى علم المعرفة أصبح
بمقدوره أن يصل إلى علم المكاشفة والمشاهدة ، وهذا ما يطلق عليه الإشارة. انتهى .
وموضوعه أخلاق
النفس إذ يبحث فيه عن عوارضها الذاتية ، مثلا حبّ الدنيا في قولهم : حبّ الدنيا
رأس كل خطيئة ، خلق من أخلاق النفس حكم عليه بكونه رأس الخطايا ورأس الأخلاق
الرذيلة التي تتضرر بسببها النفس ، وكذا الحال في قولهم : بغض الدنيا رأس الحسنات
؛ وغرضه التقرّب والوصول إلى الله تعالى.
فائدة
ورد في مجمع
السلوك ، أيّها الاخ العزيز : بما أنّ مقامات الناس وأفهامها مختلفة ، وقد قال
النبي صلىاللهعليهوسلم : «نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر
عقولهم» . لذا اتفق الصوفية على اصطلاحات وألفاظ فيما بينهم ،
وأشاروا إلى تلك الألفاظ بالمصالح ، لكي يدرك عنهم كلّ من كان له حظّ من الفهم ؛
وأمّا من كان غير أهل لذلك فإنه يبقى بعيدا .
العلوم
الحقيقية
هي العلوم التي لا
تتغيّر بتغيّر الملل والأديان ، كذا ذكر السيّد السّند في حواشي شرح المطالع ،
وذلك كعلم الكلام إذ جميع الأنبياء عليهمالسلام كانوا متّفقين في الاعتقاديات ، وكعلم المنطق وبعض أنواع
الحكمة. وعلم الفقه ليس منها لوقوع التغير فيه بالنسخ.
__________________