قالوا بهذا
الإيجاب حيث ذهبوا إلى وجوب الأصلح وامتناع الترجيح بلا مرجّح. والرابع وجوب
الصدور بعد الاختيار ، وهذا الوجوب مؤكّد للاختيار ولا خلاف في ثبوته والاختيار
الذي يقابله. وإذا تعيّن ذلك علمت أنّ أثر الموجب على النحوين الأوّلين يجب أن
يكون دائما بدوامه ، أي بدوام ذلك الموجب لامتناع تخلّف المعلول عن العلّة التامة
وأثر الموجب على المعنيين الأخيرين ، وكذا أثر المختار على هذه المعاني كلّها
يحتمل الأمرين. هذا ما ظهر لي في هذا المقام ، والجمهور في غفلة عنه فظنّ بعضهم
أنّ محلّ الخلاف بين الحكماء والمتكلّمين هو الإيجاب بالمعنى الأول ، وكلام أكثرهم
مبني عليه ، وظنّ بعضهم أنه لا خلاف بين الحكماء والمعتزلة إلاّ في قدم العالم
وحدوثه مع اتفاقهما على أنّ إيجاد العالم ممكن بالنسبة إلى ذاته تعالى بدون اعتبار
الإرادة وواجب مع اعتبار الإرادة التي هي عينه ، انتهى كلامه.
فالاختيار على
المعنى الأول إمكان الصدور بالنظر إلى ذات الفاعل مع قطع النظر عن الإرادة التي هي
عين الذات ، وكذا عن الغاية ، ومرجعه إلى كون الفاعل بحيث إن شاء فعل وإن لم يشأ
لم يفعل ، وعلى المعنى الثاني إمكان الصدور بالنظر إلى ذات الفاعل مع قطع النظر عن
الخارج ومرجعه إلى كون الفاعل بحيث يصحّ منه الفعل والترك وهو الذي نفاه الحكماء
عنه تعالى. وأما تفسيرهم القدرة بصحة صدور الفعل ولا صدوره بالنسبة إلى الفاعل
فمبني على ظاهر الأمر أو بالنسبة إلى ما وراء الصادر الأول. هكذا ذكر مرزا زاهد
أيضا. وعلى المعنى الثالث إمكان الصدور نظرا إلى إرادة الفاعل والمصلحة. وعلى
المعنى الرابع إمكان الصدور بعد الاختيار.
هذا ثم الاختيار
عند المنجّمين يطلق على وقت لا أحسن منه في زعم المنجّم من الأوقات المناسبة لشروع
أمر مقصود فيها ، وتعيّن مثل ذلك الوقت يحصل بملاحظة أمور كثيرة ، منها ملاحظة
الطالع. هكذا ذكر الفاضل عبد العلي البرجندي في شرح بيست باب .
ـ العشرين بابا ـ.
الأخذ
: [في الانكليزية] Theft ـ [في
الفرنسية] Vol
بفتح الأول وسكون
الخاء المعجمة هو السرقة كما سيجيء.
الآخذة
: [في الانكليزية] Numbne ، drowsine ـ [في الفرنسية] Engourdiement
بالهمزة الممدودة
والخاء والذّال المعجمتين والهاء هي الجمود ، كذا في حدود الأمراض.
الإخفاء
: [في الانكليزية] Disguise ـ [في
الفرنسية] Deguisement
لغة السّتر. وفي
اصطلاح القرّاء نطق حرف بصفة هي بين الإظهار والإدغام عارية من التّشديد مع بقاء
الغنّة في الحرف الأول.
ويفارق الإدغام
بأنه بين الإظهار والإدغام وبأنه إخفاء الحرف عند غيره لا في غيره بخلاف الإدغام.
واعلم أنه يجب الإظهار في النون الساكنة والتنوين عند حروف الحلق نحو : من آمن ،
ويجوز الإدغام عند حروف يرملون نحو من وّال ، والإقلاب بالميم عند حرف واحد وهو
الباء الموحدة نحو من بعد ، والإخفاء عند باقي الحروف ، كذا في الدقائق المحكمة والإتقان.
__________________