الكلمة الأُولى
إنَّها موجَّهة إلى مركز الدراسات
والبحوث العلميَّة في بيروت.
تحيَّة إجلال وتقدير لمركزكم المُهتمِّ
بالدراسات والبحوث العلميَّة في سبيل الإفادة والتنوير.
إنَّها رسالتكم ـ على ما يبدو ـ ولست
أرى أيَّة قيمة لرسالة ، ما لم تكن في خدمة قضيَّة كبيرة يحتاجها مُجتمع الإنسان ،
ولست أرى أيَّ كاتب يطيب قلمه ما لم يُعالج قضيَّة صحيحة يتبنَّاها ويُرشف منها
لون حبره.
لقد تمنَّى مركزكم المُحترم ، وهو
يوجِّه الدعوة العامَّة لتقديم دراسة جديدة عن الإمام الحسين ، أنْ تكون شَبهة
بالدراسات الناجحة التي قُدِّمت في وقتها عن الإمام عليٍّ ، وفاطمة الزهراء ،
ومؤخَّراً عن الإمام الحسن. وأيُّ واحد منهم لم يكن ذا وجه كريم؟ فقلت في نفسي :
ومَن مِن الأربعة هو كريم لو لم يكن مُشتقَّاً مِن قضيَّة كريمة ، صبغتهم جميعا
بلونها الكريم؟ وذلك كان شأن الكاتب الذي تناول قلمه وراح يرسم فيهم.
مِن أين كان له أنْ يُقدِّم كلمة ناجحة
، لو أنَّه لم يتبنَّ ذات القضيَّة التي غاصوا هم بها ، فانعكست عليه صدقاً
واقتناعاً! إنَّ القضايا الجليلة في الحياة ، هي الشعاع الذي يستضيء به فكرنا ،
وشوقنا ، ووجداننا ، وبالتالي تصرفنا في وجودنا الإنساني الذي هو بالنتيجة
قضيَّتنا الكُبرى.
إنَّ القضيَّة العظيمة التي امتلأ بها
وجود الإمام عليٍّ ، هي ذاتها التي سارت بها الصديقة الزهراء إلى باحة المسجد ،
وهي ذاتها التي قصف بها حُسامه الإمام الحسن