يعترضه ، لا بسؤال ،
ولا بتعليق ، ولا بأيٍّ نَفَسٍ ؛ فاستفهم بعينيه ، وفهم الحسن القصد فأسرع وقال :
كنت معك ، هنالك في الجلسة الملعب ، وهنا
في الشرح الأشهب ، لم تفتني حاشية واحدة مِن حواشي المَهزلة ، لكنِّي أُدرك ـ الآن
ـ أنَّنا لم نتوفَّق أبداً بَعْدُ في توسيع رئتي أُمَّتنا ، حتَّى تعرف كيف
تتنفَّس ، لهذا كان التمثيل عليها هو في مفعوله الجاري!.
أَحبُّ إليَّ الآن أنْ أتمنَّى عليك ـ
يا أبي ـ أنْ تبقى مُعتكفاً في بُرجك الكبير ، أليست لك الساعة التي يرغب هؤلاء
القوم أنْ تصمت؟! وهي التي لن تصمت.
وقال الحسين ، وفي صوته أنَّة مِن جَزعٍ
:
وأنا ـ يا أبي ـ أرى أخي الحسن مُصيباً
في تشبيهه أُمَّة جَدِّي بالرئة التي لم تتوسَّع بَعْدُ للتنفُّس ، هذا صحيح ...
لو أنَّ رِئتها أصبحت أوسع ، فهل كان لابن عوف أنْ يُقرِّر. ولأبي طلحة أنْ
يُبيِّضَ؟!
سيكون لنا ـ يا أبي ـ أنْ يَبْيضُّ
السيف بيدنا ـ سيفنا نحن ـ في سبيل أنْ نوسِّع رِئة الأُمَّة ، التي هي أُمَّة
جَدِّي!!!.
يا للرسالة! يدَّعي صيانتها ابن عفَّان
، وابن عوف ، أبو طلحة!!! ليت لي سِتَّة أعناق أُفجرِّها أوردة في سبيل استرداد
شَجرة الأراك ، التي كان يتظلَّل بها جَدِّي وأبي ، وأُمِّي وأخي الحسن ، وأنا ـ
الحسين ـ!!!.