تلقاءه وجهته. وكلها (١) بمعنى واحد : وإن كانت بألفاظ مختلفة.
قال خفاف بن ندبة :
ألا من مبلغ عمرا رسولا |
|
وما تغنى الرّسالة شطر عمرو |
وقال ساعدة بن جؤيّة :
أقول لأمّ زنباع : أقيمى |
|
صدور العيس ، شطر بنى تميم |
وقال لقيط الإيادىّ (٢) :
وقد أظلّكم من شطر ثغركم |
|
هول له ظلم تغشاكم قطعا |
وقال الشاعر :
إنّ العسيب بها داء (٣) مخامرها |
|
فشطرها بصر العينين مسحور |
قال الشافعىّ (رحمه الله) : يريد : [تلقاءها] (٤) بصر العينين ونحوها ـ : تلقاء (٥) جهتها.». وهذا كله ـ مع غيره من أشعارهم ـ يبيّن : أنّ شطر الشيء : قصد عين الشيء : إذا كان معاينا : فبالصواب ؛ وإن (٦) كان
__________________
ـ بدليل تفسير الشافعي إياه عقيبه. وإذن : فلا خطأ فى زيادة الواو فى قوله «وجهته» ، وإن خالفت نسخة الربيع التي خلت من الواو. إذ ليست معصومة من الخطأ.
(١) فى الرسالة : «وإن كلها».
(٢) فى عينيته المشهورة التي أنذر بها قومه غزو كسرى إياهم ، والتي صدر بها ابن الشجري مختاراته القيمة.
(٣) كذا ببعض نسخ الرسالة ؛ وفى الأصل : «هذا مخامرها» ، وهو تحريف مخل بالمعنى والوزن. وقد وقع فى رواية هذا البيت اختلاف كبير ، فارجع إلى ما كتبه الشيخ شاكر خاصا به ، فيما علقه علي الرسالة (ص ٣٦ ـ ٣٧ و ٤٨٧ ـ ٤٨٨) فإنه مفيد.
(٤) زيادة عن الرسالة (ص ٣٧).
(٥) هذا بدل من «تلقاءها» المتقدم. لبيان أن الضمير عائد إلى جهة العسيب.
(٦) فى الرسالة. «وإذا».