الحَرِيريّ في درَّةِ الغَواص ، والسَّهيليّ في الرَّوْض.
قلْتُ : وجَعَلُوا ما جاءَ في قولِ المَجْنونِ وغيرِهِ مِن ضَرائِرِ الشعْرِ مَحْمولاً على أَنَّه اقْتَصَرَ مِن النِّسْبةِ على ذِكْرِ البَلَدِ.
وذَكَرَ ابنُ الأثيرِ الشَّأْمَة بمعْنَى الخَالِ في الخدِّ ، مَهْموزَة وسَيَأْتي في المُعْتل.
وقد نُسِبَ إلى الشأْمِ خَلقٌ مِن المُحَدِّثِينَ مِن أَشْهرِهِم : أَبو بكرٍ محمدُ بنُ المظفرِ بنِ بكران الشاميُّ قاضِي القُضاةِ الحمويُّ ، ماتَ سَنَة ثَمَان وثَمَانِين وأَرْبَعمائَةٍ ، وغيرُهُ.
والشُّؤَامُ ، كغُرابٍ : جَمْعُ شاميٍّ في النّسْبَةِ.
ومَسْجدُ الشأْمِ ببخارى وقد نُسِبَ إِليه بعضُ المحدِّثِينَ.
والأَشْأَمَانُ : مَوْضِعان في قولِ ذي الرُّمَّةِ :
كأَنَّها بعد أَيام مَضَيْن لها |
|
بالأَشْأَمَيْن يَمانٍ فيه تَسْهِيمُ (١) |
ويقالُ : هُما الأَشْيَمان.
[شبم] : الشَّبَمُ ، محرَّكةً : البَرْدُ.
وفي المُحْكَمِ : بَرْدُ الماءِ.
وقد شَبِمَ الماءُ ، كفَرِحَ : بَرَدَ ، فهو شَبِمٌ ؛ ومنه حدِيْثُ جَريرٍ : «خَيْرُ الماءِ الشَّبِمُ» ؛ ويُرْوَى بالسِّيْن والنونِ وقد تقدَّمَ.
وفي زَواجِ فاطِمَةَ ، رَضِيَ الله تعالَى عنها : «دَخَلَ عليها رَسُولُ الله ، صلىاللهعليهوسلم ، في غَداةٍ شَبمَةٍ» ؛ أَي بارِدَةٍ ؛ ومنه قوْلُ ابْنةِ الخُسِّ وقد قيلَ لها : ما أَطْيَبُ الأَشْياءِ؟ فقالَتْ : لحمُ جَزُورٍ سَنِمةٍ ، في غَداةٍ شَبِمَةٍ ، بشِفارٍ خَذِمَةٍ ، في قُدورٍ هَزِمَةٍ ؛ وفي قَصِيد كعْبِ بنِ زُهَيْرٍ :
شُجَّتْ بذي شَبمٍ من ماءِ مَحْنِيةٍ |
|
صافٍ بأَبْطَحَ أَضْحى وهو مَشْمُول (٢) |
يُرْوى بكسْرِ الباءِ وفتْحِها على الاسْمِ والمصْدَرِ. والشَّبِمُ ، ككَتِفٍ : البَرْدانُ ؛ أَو الذي يَجِدُ البَرْدَ مَعَ جوعٍ قالَهُ أَبو عَمْرٍو ؛ وأَنْشَدَ لحُمَيْدِ بنِ ثورٍ :
بعَيْنَيْ قُطامِيٍّ نَما فوقَ مَرْقَبٍ |
|
غَدا شَبِماً يَنْقَصُّ بين الهَجارِسِ (٣) |
وقولُ الشاعِرِ :
وقد شَبَّهُوا العِيرَ أَفْراسَنا |
|
فقد وَجَدُوا مَيْرهم ذا شَبَمْ |
يقالُ : هو المَوْتُ.
ويقالُ : هو السَّمُّ لبَرْدِهِما. يقولُ : لمَّا رَأَوْا خَيْلَنا مُقْبلَةً ظَنُّوها عِيراً تَحْمِل إليهم مَيْراً ، فقد وَجَدوا ذلِكَ المَيْر بارِداً لأَنَّه كان سَمًّا أَو مَوْتاً.
وبَقَرَةٌ شَبِمَةٌ ، كفَرِحَةٍ : سَمِينةٌ ؛ عن ثَعْلَب ؛ والمَعْروفُ سَنِمةٌ ، بالنُّون والسِّيْن.
والشَّبامُ ، كسَحابٍ : نَبْتٌ يُشَبَّهُ (٤) به لَوْنُ الحِنَّاءِ ؛ عن أَبي حَنيفَةَ ؛ وأَنْشَدَ :
على حين أَن شابَتْ ورَقَّ لرأْسِها |
|
شَبامٌ وحِنّاءٌ معاً وصَبيبُ (٥) |
والشِّبامُ ، ككِتابٍ : عودٌ يُعَرَّضُ في فَمِ الجَدْيِ ؛ وفي المُحْكَمِ : في شِدْقَي السَّخْلةِ يُوثَقُ به من قِبَلِ قَفاهُ ، لئَلَّا يَرْتَضِعَ (٦) أُمَّه ، فهو مَشْبُومٌ ، وقد شَبَمَها (٧) ، وقالَ عَدِيُّ :
ليس للمَرْءِ عُصْرَةٌ من وِقاعِ |
|
الدّهْرِ يُغْني عنه شِبامَ عَناقِ (٨) |
كالشِّبَمِّ ، كخِدَبٍّ.
__________________
(١) معجم البلدان «الأشأمان» وفيه : بعد أحوالٍ.
(٢) اللسان.
(٣) اللسان والصحاح.
(٤) في اللسان : يُشَبّ.
(٥) اللسان وفي كتاب النبات لأبي حنيفة برقم ٦٨٥ بيت نسبه لعلقمة بن عبدة على هذا الروي وتمامه :
فأوردتها ماءً كأن جمامه |
|
من الأجن حنّاء معاً وصبيبُ |
(٦) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : يَرْضَعَ.
(٧) على هامش المطبوعة المصرية : «قوله شبمها ، في اللسان زيادة : وشبّمها أي بتشديد الباء».
(٨) اللسان والتهذيب.