وقالَ ابنُ خالَوَيْه : لم يَجِىء أَزْعَمَ في كَلامِهِم إلَّا في قوْلِهم أَزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقَةُ إذا ظُنَّ أَنَّ في سَنامِها شَحْماً. ويقالُ : أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جَعَلْتُكَ به زَعِيماً.
والمَزْعَمُ ، كمَقْعَدٍ : المَطْمَعُ ؛ وسَبَقَ شاهِدُه مِن قوْلِ عَنْتَرَةَ.
يقالُ : زَعَمَ فلانٌ في غيرِ مَزْعَمٍ : أَي طَمِعَ في غيرِ مَطْمَعٍ ؛ وقالَ الشاعِرُ :
له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهْرِه |
|
فما فيه للفُقْرى ولا الحجِّ مَزْعَمُ(١) |
وزاعِمٌ وزُعَيْم : اسْمانِ.
وقالَ شُرَيْح : زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِبِ.
وفي الحَدِيْثِ : بِئْسَ مَطِيَّةُ الرجُلِ زَعَمُوا ؛ معْناهُ أَنَّ الرجُلَ إذا أَرادَ المَسِيرَ إلى بَلَدٍ رَكِبَ مَطِيَّتَه وسارَ حتى يقْضِي إرْبَهُ ، فشبه ما يقدِّمُه المتكلِّمُ أَمامَ كَلامِه ويُتَوصَّلُ به إلى غَرَضِه مِن قوْلِه زَعَمُوا كذا وكذا بالمَطِيَّة التي يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجَةِ وإِنّما يقالُ : زَعَمُوا في حديْثٍ لا سَنَد له ولا ثَبَتَ فيه ، وإِنَّما يُحْكَى على الأَلْسُنِ على سَبيلِ البَلاغِ ، فذُمَّ مِن الحَديْثِ ما كانَ هذا سَبِيله.
وقالَ الكِسائيُّ : إِذا قالوا : زَعْمَةٌ صادِقَةٌ لآتِينَّكَ ، رَفَعُوا ، وحِلْفَةٌ صادِقَةٌ لأَقُولَنَّ ، وينْصِبُونَ يَمِيناً صادقةً لأَفْعلنَّ.
وتَزاعَمَا : تَدَاعَيا شَيئاً فاخْتَلَفا فيه.
قالَ الزَّمَخْشرِيُّ : معْناهُ تَحادَثا بالزَّعَماتِ ، محرَّكةً ، وهي ما لا يُوثَقُ به مِن الأحادِيثِ.
والزُّعْمُ ، بالضمِّ : الكبرُ ، عامِّيَّة.
[زغم] : الزَّغومُ أَو الزُّغْمُومُ : العَيِيُّ اللِّسانِ. وقد مَرَّ عن الجَوْهَرِيِّ الزَّعومُ بهذا المعْنَى.
وزُغَيْمٌ ، كزُبَيْرٍ : طائِرٌ ، ويقالُ بالراءِ.
وتَزَغَّمَ الجَمَلُ : رَدَّدَ رُغاءَهُ في لهازِيِمِهْ.
قالَ ابنُ سِيْدَه : هذا أَصْلُهُ ثم كَثُرَ (٢) اسْتِعْمالُه حتى قالوهُ للمُتَكَلِّمِ كالمُتَغَضِّبِ. وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : التَّزَغُّمُ التَّغَضُّبُ مع كَلامٍ ؛ وقيلَ : مع كَلامٍ لا يُفْهم.
وقالَ غيرُهُ : التَّزَغُّمُ صوتٌ ضَعيفٌ ؛ قالَ البَعِيثُ :
وقد خَلّفَتْ أَسْرابَ جُونٍ من القَطا |
|
زَواحِفَ إلَّا أَنَّها تَتَزَغَّمُ(٣) |
وقيلَ : التَّزَغُّمُ التَّغَضُّبُ بكَلامٍ أَو غَيْر كَلامٍ ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ :
فأَصْبَحْنَ ما ينطِقْنَ إلَّا تَزَغُّماً |
|
عليَّ إذا أَبْكى الوَليدَ وَلِيدُ (٤) |
وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ لأَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ رجُلاً جاءَ إلى مكَّةَ على ناقَةٍ بينَ نُوقٍ :
فجاءَ وجاءَتْ بينهنَّ وإِنَّهُ |
|
ليَمْسَحُ ذِفْراها تَزَغَّمُ كالفَحْل (٥) |
قالَ الأَصْمَعيُّ : تَزَغُّمُها صياحُها وحِدَّتُها ، وإِنَّما يمْسَح ذِفْراها ليُسكنها. والتَّزَغُّمُ : حَنِينٌ خفِيٌّ كحَنِيْن الفَصِيل ، قالَ لَبيدٌ :
فأَبْلغْ بَني بَكْرٍ إذا ما لَقِيتها |
|
على خيْر ما يُلْقى به من تَزَغَّما(٦) |
ويُرْوَى بالرَّاء.
وقالَ الأَزْهَرِيُّ : أَمَّا التَّرَغُّمُ ، بالراءِ ، فهو التَّغضُّب وإِن لم يكنْ معه كَلامٌ.
وزُغْمَةُ ، بالضمِّ : ع ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ ؛ وأَنْشَدَ :
عليهنَّ أَطْرافٌ من القومِ لم يكن |
|
طعامُهُمُ حَبّاً بزُغْمةً أَسْمَرا (٧) |
ورَوَاه ثَعْلَب بزُغْبَة ، بالباءِ الموحَّدَة ، وقد ذُكِرَ في موْضِعِه.
__________________
(١) اللسان.
(٢) في القاموس : «فكَثُرَ» بدل «ثم كثر».
(٣) اللسان.
(٤) اللسان بدون نسبة.
(٥) ديوان الهذليين ١ / ٤١ برواية «فجئن وجاءت» ونبه بهامشه إلى رواية الأصل ، والبيت في اللسان والصحاح.
(٦) ديوان ط بيروت ص ١٩٨ واللسان والتكملة والصحاح.
(٧) اللسان.