والرُّجُمُ ، بضمَّتينِ : النُّجومُ التي يُرْمَى بها.
وأَيْضاً : حجَارَةٌ مُرْتفعةٌ تُنْصَبُ على القَبْرِ كالرُّجْمَة ، بالضمِّ ، ج رُجَمٌ ، كصُرَدٍ وجِبالٍ.
وقيلَ : الرِّجامُ ، كالرِّضامِ ، وهي صُخورٌ عِظامٌ أَمْثالَ الجزورِ (١) ورَبَّما جُمِعَتْ على القَبْرِ ليُسَنَّمَ. أَو هُما ، أَي الرَّجَمُ والرّجْمَة ، العَلامَةُ على القَبْرِ.
ورَجَمَ القَبْرَ يَرْجُمُهُ رَجْماً : عَلّمَهُ (٢) ، أَو وَضَعَ عليه الرِّجامَ ؛ ومنه حدِيْثُ عبدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنيّ ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه : قالَ في وصيَّتِه : «لا تَرْجُموا قَبْري» ، أَي لا تَجْعلوا عليه الرَّجَمَ ، هكذا يَرْوِيه المُحَدِّثونَ بالتَّخْفيفِ ، كما في الصِّحاحِ ، وأَرادَ بذلِكَ تَسْويَة القَبْرِ بالأَرضِ ، وأَنْ لا يكونَ مُسَنَّماً مُرْتفِعاً.
وقالَ أَبو بكْرٍ : بل مَعْناه لا تَنُوحُوا عندَ قَبْري أَي لا تَقُولُوا عندَه كَلاماً قَبيحاً مِن الرَّجْم ؛ وهو السَّبُّ والشَّتْمُ.
وجاءَ يَرْجُمُ إذا مَرَّ وهو يَضْطَرِمُ في عَدْوِهِ ، عن اللّحْيانيِّ.
والرُّجْمَةُ ، بالضمِّ : وِجارُ الضَّبُعِ ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
والَّتي تُرَجَّبُ النَّخْلَةُ الكَريمَةُ بها تُسَمَّى رَجْبَةٌ ، وهي الدُّكَّانُ الذي تَعْتمدُ عليه النَّخْلَةُ ، عن كُراعٍ وأَبي حَنيفَةَ ؛ قالا (٣) : أَبْدلوا المِيمَ مِن الباءِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه : وعنْدِي أَنَّها لُغَةٌ كالرَّجْبَةِ.
والمَراجِمُ : قَبيحُ الكَلامِ ؛ ونَصُّ المُحْكَمِ : الكَلِمُ القَبيحَةُ ، ولم يَذْكر لها واحِداً.
ومِن المجازِ : راجَمَ عنه ودَارَى أَي ناضَلَ عنه.
وراجَمَ في الكَلامِ والعَدْوِ والحَرْبِ مُرَاجمةً : بالَغَ بأَشَدِّ مُساجَلَةٍ في كلٍّ منها.
ومَرْجُومُ العَصْرِيُّ : مِن أَشْرافِ عبدِ القَيْسِ في الجاهِليَّةِ ، واسْمُه عامِرُ بنُ مُرِّ بنِ عبدِ قَيْس بنِ شهاب.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ في أَنْسابه : إنَّه مِن بنِي لُكَيْرٍ ثم مِن بنِي جذيمَةَ بنِ عَوْفٍ ، وكان المُتَلَمِّسُ قد مَدَحَ مَرْجوماً.
قلْتُ : وهو مِن بنِي عصرَ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفِ بنِ جذيمَةَ المَذْكُور ، وقد أَسْقَطَ المَدايني وابنُ الكَلْبي جذيمَةَ بينَ عَوْفَيْن.
قالَ الحافِظُ : وولدُهُ : عَمْرُو بنُ مَرْجُومٍ الذي ساقَ يوْمَ الجَمَلِ في أَرْبَعةِ آلافٍ ، فصارَ مَعَ عليٍّ ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه ، وقد تقدَّمَ له ذِكْرٌ في «ع ص ر».
ومَرْجومٌ : رجُلٌ آخَرُ من ساداتِ العَرَبِ فاخَرَ مَلِكَ الحِيرَةِ ، الصَّوابُ : أَنَّه فاخَرَ رجُلاً مِن قوْمِه إلى بعضِ مُلوكِ الحِيرَةِ ، فكأَنّه سَقَطَ لفْظُ ، إلى ، مِن النّسّاخِ ، فقالَ له : قد رَجَمْتُك بالشَّرَفِ* ، فسُمِّي مَرْجُوماً ؛ قالَ لَبيدٌ :
وقَبِيلٌ من لُكَيْزٍ شاهِدٌ |
|
رَهْطُ مَرْجُومٍ ورَهْطُ ابن المُعَلْ (٤) |
أَرادَ : ابنَ المُعَلَّى وهو جَدُّ الجارُودِ بنِ بشيرِ بنِ عَمْرِو بنِ المُعَلَّى. ورِوايَةُ مَنْ رَوَاه مَرْحُوم بالحاءِ خَطَأٌ.
قلْتُ : وهذا الأَخيرُ الذي ذَكَرَه هو بعَيْنِه الأوَّل ، وهو الذي فاخَرَ إلى مَلِكِ الحِيرَةِ ، وليسَ للعَرَبِ مَرْجُومٌ سِوَاه ، ويَشْهدُ لذلِكَ أَيْضاً قَوْلُ لَبيدٍ : وقَبِيلٌ من لُكَيْزٍ ؛ ثم قالَ : رَهْطُ مَرْجُومٍ ؛ ولُكَيْزٌ : هو ابنُ أَفْصَى بنِ عبدِ القَيْسِ. فلو قالَ : ومَرْجُومٌ العَصْرِيُّ مِن أَشْرافِ عبدِ القَيْسِ فاخَرَ إلى مَلِكِ الحِيرَةِ إلى آخِرِه ، لكانَ حَسَناً بَعيداً عن مَزالِّ الوَهمِ.
ومَرْجُومٌ : مَضْحًى من مَضْحَياتِ الحاجِّ بالبادِيَةِ ؛ ضُبِطَ بفتحِ المِيمِ وسكونِ الضادِ فيهما ؛ وايْضاً بضمِ المِيمِ وفتحِ الضادِ وتَشْديدِ الحاءِ المَفْتوحَة على صِيغَةِ اسمِ المَفْعولِ ، وكِلاهُما جائِزَان.
ومُراجِمُ بنُ العَوَّامِ بنِ مُراجِمٍ : مُحَدِّثٌ عن محمدِ بنِ عَمْرٍو الْأُوزاعيِّ ، وعنه إبراهيمُ بنُ الحجَّاجِ الشاميُّ ، ووالِدُه العَوَّامُ حَدَّثَ عن أَبي عُثْمان النَّهديّ وعنه شعْبَةُ. ثم ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه بفتحِ المِيمِ وليسَ كَذلِكَ بل هو بضمِّهما.
وقالَ أَبو سعيدٍ : ارْتَجَمَ الشَّيءُ وارْتَجَنَ إذا رَكِبَ بعضُهُ بعضاً.
__________________
(١) اللسان : الجُزُر.
(٢) على هامش القاموس عن إحدى نسخه «عَمِلَهُ» ومثله في اللسان.
(٣) عن اللسان وبالأصل «قال».
(*) بالأصل ليست من القاموس وهي منه.
(٤) اللسان للبيد أيضاً والتكملة بدون نسبة ولين في ديوانه ط بيروت.