بدر مِن كبارِ أُمَراء المُعْتَضِد ، حَدَّثَ عن عبدِ اللهِ بنِ رماحس العَسْقلانيّ ، وعنه ابْنُه محمدٌ المَذْكُور ، تُوفي سَنَة ثلثمائة وأَحَد عشر.
وأَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ فَوارِسَ بنِ العُرَيسة سَمِعَ أَبا الوَقْت ، مَاتَ سَنَة ستمائة وعشْرِين ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
وأبو سَعيدٍ ، هكذا في النسخِ والصَّوابُ أَبو سَعْدِ بنُ الطَّيورِيّ ، ويقالُ له : ابنُ الحمَاميّ أَيْضا ، مَشْهورٌ وأَخُوه المباركُ بنُ عبدِ الجبَّارِ الصَّيْرفيّ ابن الطَّيورِيّ وابنُ الحمَامِيّ ، انتخب (١) عليه السّلفيّ وهو مَشْهورٌ أَيْضاً.
وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ السبط أَجازَ الفخر علياً.
ودَاودُ بنُ عَلِيِّ بنِ رَئِيس الرُّؤَساء (٢) عن شهدَةَ ، مَاتَ سَنَةَ ستمائة واثْنَتَي (٣) عشرَةَ ، الحَمامِيُّونَ مُحَدِّثونَ ، وهي نِسْبَةُ مَنْ يطيِّرُ الحَمامَ ويرْسِلُها إلى البِلادِ.
وحَمامُ بنُ الجَموحِ الأنْصارِيُّ السُّلَميَّ قُتِلَ بأُحُد. وآخَرُ غيرُ مَنْسوبٍ من بنِي أَسْلم صَحابِيَّان ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما.
وحُمَّةُ الفِراقِ ، بالضمِ ، ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقالُ : عَجِلَتْ بنا وبكُم حُمَّةُ الفِرَاقِ وحُمَّةُ المَوْتِ أَي قَدَرُهُ ، ج حُمَمٌ وحِمامٌ ، كصُرَدٍ وجِبالٍ.
وحامَّهُ محامةً : قارَبَهُ.
وأَحَمَّ الشيءُ : دَنا وحَضَرَ ، قالَ زُهَيْر :
وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ |
|
مَضَتْ وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو (٤) |
ويُرْوَى بالجيمِ ، ونَقَلَ الوَجْهَيْن الفرَّاءُ كما في الصِّحاحِ ، والمعْنَى : حانَتْ ولزمَتْ.
وقالَ الأَصْمَعِيُّ : أَجَمَّتِ الحاجَةُ ، بالجيمِ ، إِجماماً إِذا دنَتْ وحانَتْ ، وأَنْشَدَ بيتَ زُهَيْر ، ولم يَعْرفْ أَحَمَّتْ بالحاءِ. وقالَ ابنُ بَرَّي : لم يَرِدْ زُهَيْر بالغَدِ الذي بعْدَ يومِه خاصَّةً ، وإنَّما هو كِنايَةٌ عمَّا يُسْتَأْنَفُ مِن الزَّمان ، والمعْنَى أَنَّه كلَّما نالَ حاجةً تطلَّعتْ نفْسُه إلى حاجَةٍ أُخْرَى فما يَخْلو الإنْسان مِن حاجَةٍ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت : أَحَمَّتِ الحاجَةُ وأَجَمَّتْ إذا دَنَتْ ، وأَنْشَدَ :
حَيِّينا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا |
|
إن يكنْ ذلك الفِراقُ أَجَمَّا (٥) |
وقالَ الكِسائيُّ : أَحَمَّ الأَمْرُ وأَجَمَّ : إذا حانَ وقْتُه ، وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت للَبيدٍ :
لِتَذودَهُنَّ وأَيْقَنَتْ إنْ لم تَذُدْ |
|
أَن قد أَحَمَّ من الحُتوفِ حِمامُها(٦) |
قالَ : وكلُّهم يَرْوِيه بالحاءِ.
وقالَ الفرَّاءُ : أَحَمَّ قُدومُهم دَنَا ، ويقالُ أَجَمَّ.
وقالتِ الكِلابيَّةُ : أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائِرُونَ غداً ، وأَجَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائِرُونَ اليومَ إذا عَزَمْنا أَن نسيرَ مِن يومِنا.
قالَ الأصْمَعيُّ : ما كان معْناهُ قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمَّ بالجيمِ ، وإذا قلْت أَحَمَّ فهو قُدِّرَ.
وأَحَمَّ الأمْرُ فلاناً : أَهَمَّهُ كحَمَّهُ. ويقالُ : أَحَمَّ الرجُلُ إذا أخَذَه زَمَعٌ واهْتِمامٌ.
وأَحَمَّ نَفْسَه : غَسَلَها بالماءِ البارِدِ ، على قولِ ابنِ الأعْرَابيِّ ، أَو الماءِ الحارِّ كما هو عنْدَ غيرِه ، وكَذلِكَ حَمَّمَ نَفْسَه.
وأَحَمَّتِ الأَرْضُ : سارَتْ ذاتَ حُمَّى ، أَو كَثُرَتْ بها الحُمَّى.
والحَمِيمُ ، كأَميرٍ : القَرِيبُ الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ ، قالَهُ اللَّيْثُ.
وفي الصِّحاحِ : حَمِيمُكَ قَرِيبُكَ الذي تَهْتمُ لأَمْرِه.
وقالَ غيرُه : هو القَرِيبُ المُشْفقُ الذي يحْتَدُّ حِمايَةً لذَوِيهِ.
__________________
(١) في التبصير ٢ / ٥١٣ اثنى عليه.
(٢) عن القاموس والتبصير ، وبالأصل «الرؤوسا».
(٣) في التبصير سنة ٦١٦.
(٤) ديوانه ط بيروت ص ٥٨ وفيه «مضت وأجَمّت» واللسان وعجزه في التهذيب.
(٥) اللسان والتهذيب والمقاييس ٢ / ٢٤.
(٦) ديوانه ط بيروت ١٧٤ وفيه «مع الحتوف» واللسان والصحاح.