قلْتُ : ولبَنِي الحَكَم بَقِيَّةٌ كَثيرَةٌ باليَمَنِ منهم : بَنُو مطيرٍ المُتَقدَّم ذِكْرهم في حَرْفِ الرَّاء ومنهم : الوليُّ المَشْهورُ محمدُ بنُ أَبي بكْرٍ الحَكَمِيُّ صاحِبُ عواجَةَ ، وقد زُرْته ببَلَدِهِ المَذْكورِ ، وابنُ أَخيهِ الشهابُ أَحْمدُ بنُ سَلْمان بنِ أَبي بكْرٍ تُوفي سَنَة سَبْعُمائة وثَلاثِيْن.
وقالَ ابنُ الكَلْبيّ : الحَكَمُ بنُ يتبع بنِ الهونِ بنِ خزيمَةَ دَخَلَ في مذحج منهم رَهْطُ الجَرَّاح بنِ عبدِ اللهِ الحَكَمِيّ عامِل خَرَاسان ، رَوَى عن ابنِ سِيْريْنِ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ : يَرْوِي المَراسِيل.
وممَّنْ نُسِبَ إِلى الجَدِّ جَماعَةٌ منهم : أَحْمدُ بنُ عبدِ الصمَّدِ بنِ عليٍّ الأَنْصارِيُّ الحَكَميُّ المَدَنيُّ مِن شيوخِ أَبي القاسِمِ البَغَويّ ، وأَبو عليٍّ ناصرُ بنُ إِسْماعيل الحَكَميُّ القاضِي بنوقان طوس ، وأَبو معاذ سعدُ بنُ عبدِ الحميدِ الحَكَميُّ المَدَنيُّ سَكَنَ بَغْدادَ رَوَى عن مالِكٍ ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحَكَميُّ أَبي (١) الحَكَم بن عُتَيْبَة قَرَأَ على نافِعٍ ، وأَبو القاسِمِ الحَكِيم هو إِسْحاقُ بنُ محمدِ بنِ إِسْماعيلَ السَّمَرْقَنْديُّ يُضْرَبُ بحِكْمَتِه المَثَلُ وَليَ قَضَاءَ سَمَرْقَنْد مُدَّةً ورَوَى عنه أَبو جَعْفر بنِ منيبٍ السَّمَرْقَنْديُّ وغيرُه ، ومحمدُ بنُ أَحْمدَ بنِ قُرَيْش الحكيميُّ البَغْدادِيُّ مِن شيوخِ الدَّارْقطْنيّ ، وأَبو عَمْر وأَحمدُ بنُ محمدِ بنِ إِبْراهيم بنِ حكيمٍ الحكميُّ المَرُوزيُّ مِن شيوخِ ابنِ مَنْده.
وعبدُ العَزيزِ المِصْريُّ التمَّارُ رَوَى عن البوصيري يُعْرَفُ بالحَكَمَةِ ، محرَّكةً ، وضَبَطَه ابنُ نُقْطَة بكسْرٍ فسكونٍ ، ومحمدُ بنِ عبدِ الحميدِ يُعْرَفُ بالحَكَمَةِ ، محرَّكةً ، صاحِبُ نَوادِر ، كان في حُدودِ الثَّلاثِيْن وسَبْعمائة ، وأَبو تُراب بنُ أَبي حَكَمَة ، محرَّكةً ، ذَكَرَه العلويُّ الكُوفيُّ في تارِيخِه ، وقالَ : مَاتَ سَنَة اثْنَتَيْن وأَرْبَعمائة.
وبكسْرٍ فسكونٍ : حِكْمَةُ بنُ مالِكِ بنِ حذيفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزارِيُّ وبه يُعْرَفُ شَرَفُ (٢) حكمة في الكُوفة.
وأَبو حُكَيْم كزُبَيرٍ ، عن عليٍّ وعنه عبدُ المَلِكِ بنُ شَدَّادٍ. وكجُهَيْنَةَ : أَبو حُكَيْمَةَ ثابتُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْر ، وأَبو حُكَيْمَةَ عصمةُ عن أَبي عُثْمان وعنه قرَّةُ بنُ خالِدٍ وأَبو حكيم (٣) زمعةُ بنُ الأَسْودِ قُتِلَ يومَ بَدْرٍ كافِراً ولابْنِه عبدِ اللهِ صُحْبَةٌ ، وأَبو حُكَيْمَةَ راشدُ بنُ إِسْحاق الكاتِب شاعِرٌ مَشْهورٌ ، وعَمْرُو ابنُ ثعلَبَة (٤) بنِ عَدِيٍّ الأَنْصارِيُّ البَدْريُّ كنَّاهُ الوَاقِديُّ أَبا حُكَيْمَةَ.
وقالَ ابنُ إِسْحاق : أَبو حَكِيْم ، وكأَميرٍ (٥) : حَكِيْمُ الأَشْعريّ ، وابنُ أُمَيَّة وابنُ جابِرٍ وابنُ حزامٍ وابنُ حزنٍ وابنُ سعيدٍ وابنُ طُلَيقٍ وابنُ قَيْسٍ وابنُ مُعاوِيَةَ ، صَحابِيُّون.
واسْتَحْكَمَ عليه الأَمْرُ : أَي الْتَبَسَ ، كما في الأَسَاسِ.
[حلم] : الحُلْمُ ، بالضمِ وبضمَّتَيْنِ : الرُّؤْيا ، وعلى الضمِ اقْتَصَرَ الجوهَرِيُّ وقالَ : هو ما يَراهُ النائِمُ.
قالَ شيْخُنا : فهُما مُتَرادِفان وعليه مَشَى أَكْثرُ أَهْلِ اللُّغَةِ وفرَّقَ بَيْنهما الشارِعُ فَخَصَّ الرُّؤْيا بالخَيْرِ ، وخَصَّ الحُلْم بضِدِّه. ويُؤَيّدُه حَدِيْث : الرُّؤْيا مِن اللهِ والحُلْم مِن الشَّيْطان ، وقد أَوْضَحَ الفَرْقَ بَيْنهما صاحِبُ حاشِيَة المَواهِبِ في الأَوَائِل.
قلْتُ : ويُؤَيّدُه أَيْضاً قوْلُه تعالَى (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) (٦).
وقد يُسْتَعْمَلُ كلُّ منهما في مَوْضِعِ الآخر ، ج أَحْلامٌ كقُفْلٍ وأَقْفالٍ وعُنُقٍ وأَعْناقٍ.
وحَلَمَ في نَوْمِه يَحْلُمُ حُلُماً ، واحْتَلَم وتَحَلَّمَ وانْحَلَمَ ، قالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ :
أَحقٌّ ما رأَيْتَ أَمِ احْتِلامُ؟ (٧)
ويُرْوَى : أَمِ انْحِلامُ. واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الأَوْلَيَيْن ولم يَذْكر ابنُ سِيْده تَحَلَّم.
وتَحَلَّمَ الحُلْمَ : أَي اسْتَعمَلَهُ.
__________________
(١) كذا ولعله «إلى» يعني هذه النسبة إلى الحكم بن عتيبة كما يفهم من عبارة ابن الأثير في اللباب ، وكنية محمد : أبو عبد الله.
(٢) في التبصير ١ / ٤٥٠ سوق حكمه.
(٣) في التبصير ١ / ٤٥٠ أبو حُكَيمة.
(٤) في التبصير ١ / ٤٥٠ ثعلبة بن وهب بن عديّ.
(٥) قوله : وكأمير استدركه الشارح على المصنف ، ولا استدراك هنا فقد ذكر المصنف أسماء من تسموا بحكيم كأمير ، وقد سقطت عبارته من نسخة الشارح. وقد لا حطنا ذلك في موضعه قريبا فراجعه.
(٦) يوسف الآية ٤٤ والأنبياء الآية ٥.
(٧) مطلع قصيدته المفضلية رقم ٩٧ وعجزه :
أم الأهوال إذ صحبي نيامُ