قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٥ ]

    189/424
    *

    حتى يُدْرَك ثم يُؤْكَلْ كما تُؤْكَلُ البُقولُ المُرَبَّبة على المَوائِدِ فيكونُ هاضُوماً ، واحِدَتُه فُلْفُلَةٌ.

    وقالَ دَاودُ الحَكِيمُ في التَذْكرةِ. وَرَقُه رَقِيقٌ أَحْمَر ممَّا يَلي الشَّجرَةَ أَخْضَر مِن الجهَةِ الأُخْرَى ، وعُودُهُ سبطٌ وهو أَبْيضُ وأَسْودٌ ، والأبْيضُ أصْلَحُ في الاسْتِعْمالِ ، وكِلاهُما إمَّا بُستانيٌّ أَو بَريٌّ ، وثَمرتُه عَناقِيدُ كالعِنَبِ حارٌّ يابِسٌ نافِعٌ لقَلْع البَلْغَمِ اللّزِجِ مَضْغاً بالزِّفْتِ ، ويَجْلُو الصَّوتَ ، ولتَسْخينِ العَصَبِ والعَضَلاتِ تَسْخِيناً لا يُوازيهِ غيرُه ، وللمَغَصِ والنَّفْخِ واسْتِعْمالُه في اللّعوقِ للسُّعالِ البارِدِ وأَوْجاعِ الصَّدْرِ وضيقِ النفسِ ، ويَنْفَعُ في الأَكْحالِ فيَجْلُو الظُّلْمةَ والبَياضَ ، ويُذْكى ويُقَوِّي الحفْظَ ، ولا شي‌ءَ مِثْلُه في تَحْميرِ الأَلْوانِ. ومِن المَشْهورِ أَنَّ قَلِيلَه يَعْقِلُ البَطْنَ وكَثيرَهُ يُطْلِق ويُجَفِّفُ الرُّطُوبات ويُدِرُّ البَوْلَ ، ويُبَدِّدُ المَنِيَّ بعدَ الجماعِ ، ويُفْسِدُ الزَّرْعَ بقُوَّةٍ ، وقد جاءَ في قوْلِ امْرى‌ءِ القَيْسِ :

    تَرَى بعرَ الصيرار في عَرَصاتِها

    وقِيعَانِها كأَنَّه حَبُّ فُلْفُلِ(١)

    وقالَ المُرَقِّشُ الأَكْبر ، وقيلَ : الأَصْغَر :

    فكأَنَّ حَبَّةَ فُلفُلٍ في جفنه

    ما بَين مَضْجِعِها إلى إمسَائِها (٢)

    وأَمَّا الدارَفُلْفُلَ وهو شجرُ الفُلْفُلِ أَوَّلَ ما يُثْمِرُ ؛ قالَ شيْخُنا : صرَّحَ جماعَةٌ بأَنَّ شَجَرَ دارفُلْفُل غيرَ شَجَرِ الفُلْفُلِ ؛ فيزيدُ في الباءَةِ ويُحْدِرُ الطعامَ ، أَي يَهْضمُه ويُزيلُ المَغَصَ والنَّفخَ ، ويَنْفَعُ من نَهْشِ الهَوامِّ طِلاءً بالدُّهْنِ.

    قلْتُ : ويُعرَفُ الدارفُلْفُل بمِصْرَ بعِرْقِ الذَّهَبِ ، وبالفارِسِيَّة پلپل دراز.

    والفُلْفُلُ ، كهُدْهُدٍ : الخادِمُ الكَيِّسُ ؛ زادَ منلا عليّ في نامُوسِه : وكزِبْرِجٍ أَيْضاً مِثْلُ ذلِكَ ، بل هو الأَكْثَر في اسْتِعْمالِه.

    قالَ شيْخُنا : كذا قالَ وفيه تأَمُّل. والفُلْفُلُ : اللّيف.

    وفُلْفُلٌ : اسْمُ (٣) رجُلٍ.

    وتَفَلْفَلَ الرَّجُلُ : قارَبَ بين الخُطا [وتَبَخْتَرَ]* ، وبه فُسِّرَ الحَديْثُ عن أَبي عبدِ الرّحمن السُّلميِّ قالَ : «خَرَجَ علينا عليٌّ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه ، وهو يَتَفَلْفَلُ» وكان كَيِّسَ الفِعْل (٤) ، ورَوَى عَبْد خَيْرٍ أَنَّه خَرَجَ وهو يَتَفَلْفَلُ فسَأَلْته عن الوِترِ ، فقالَ : نعم ساعَة الوِترِ هذه ؛ هكذا فَسَّره النَّضْرُ.

    وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : تَفَلْفَلَ شاصَ فاهُ بالسِّواكِ ، وبه فُسِّر الحَديْثُ وفَسَّره النَّضْرُ أَيْضاً هكذا.

    ونَقَلَ ابنُ الأثيرِ عن الخطَّابيِّ يقالُ : جاءَ فلانٌ مُتَفَلْفِلاً إذا جاءَ والمِسْواك في فِيهِ يَشُوصُه.

    وقالَ القتيبيُّ : لا أَعْرفُ يَتَفَلْفَل بمعْنَى يَسْتاكُ ، قالَ : ولعلَّه يَتَتَفَّلُ لأنَّ من اسْتَاكَ تَفَل ، كفَلْفَلَ فيهما ؛ عن النَّضْرِ.

    وتَفَلْفَل : قادِمَتا الضَّرْعِ إذا اسْوَدَّتْ حَلَمَتاهُما ؛ ووُجِدَ في بعضِ نسخِ الصِّحاحِ : حَلَمَتاها ؛ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ ناقَةً :

    فمرَّتْ على أَظْرابِ هِرٍّ عَشِيَّةً

    لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا (٥)

    التَّوْأَبانِيَّان : قادِمَتا الضَّرْع.

    وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : الفِلِّيَّةُ ، بالكسْرِ كالعِلِّيةِ : الأَرْضُ التي لم يُصِبْها مَطَرُ عامِها حتى يُصيبَها المَطَرُ من العامِ القابِلِ ، ج الفَلالِيُّ.

    وثَوْبٌ مُفَلْفَلٌ ، بالفتحِ ، أَي على صيغَةِ المَفْعولِ : مُوَشًّى دارَاتُ وَشْيه كصَعارِيرِ الفُلْفُل ، أَي تَحْكي اسْتدارَتَه وصِغَرَه.

    وشَرابٌ مُفَلْفَلٌ يَلْذَعُ لَذْعَةً ، قالَ :

    كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً

    صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل(٦)

    __________________

    (١) من معلقته ، ديوانه ص ٣٠ برواية : بعر الأرآم.

    (٢) للمرقش الأكبر كما في المفضليات مفضلية رقم ٥١ بيت رقم ٢ برواية : في عينه ما بين مصبحها.

    (٣) ضبطت في القاموس بالضم منونة.

    (*) ساقطة من الأصل.

    (٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وكان كيس الفعل ، هكذا في خط الشارح.

    (٥) اللسان وعجزه في الصحاح.

    (٦) البيت لامرى‌ء القيس ، من معلقته ، ديوانه ص ٦٣ واللسان بدون نسبة.