يا رُبَّ بَعْلٍ ساءَ ما كان بَعَلْ (١)
وكذلك بَعَلَتِ المرْأَةُ بُعُولَةً إذا صَارَت ذاتَ بَعْلٍ ، كاسْتَبْعَلَ فهو بَعْلٌ ومُسْتبعلٌ. وبَعَلَ عليه إذا أَبَى ومنه حدِيثُ الشُّورَى : «فمن بَعَلَ عَلَيكم أَمْرَكُم فاقْتُلُوه» ، أي أَبَى وخَالَفَ. وتَبَعَّلَتْ المرْأَةُ أَطاعَتْ بَعْلَها ومنه الحدِيثُ : «نعم إذا أَحْسَنْتُنَّ تَبَعُّل أَزْواجكنَّ وطَلَبْتنَّ مَرْضَاتهم». وفي حدِيثٍ آخَرَ : «وجِهَادُ المرْأَةِ حسن التَّبَعُّلِ». أو تَبَعَّلَتْ إذا تَزَيَّنَتْ له. وبُنِي من لَفْظِ البَعْل البِعالُ بالكسر وهو كنايةٌ عن الجِماعِ ومُلاعَبَةِ الرَّجُلِ (٢) أَهْلَهُ كالتَّباعُلِ والمُباعَلَةِ يقالُ : هو يُبَاعلُها أي يُلاعِبُها وبينهما مُبَاعلَةٌ ومُلاعَبَةٌ وهما يَتَبَاعلان. وفي الحديثِ : أَيامُ التَّشْريقِ أَيامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ وبِعَالٍ رَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ ، وقالَ الحُطَيْئةُ :
وكَمْ مِنْ حَصانٍ ذَاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَها |
|
إذا الليل أَدْجَى لم تَجِدْ من تُباعِلُه(٣) |
وباعَلَتْ المرْأَةُ اتَّخَذَتْ بَعْلاً وليْسَ المُفَاعَلة فيه حَقِيقِيَّةً. وباعَلَ القومُ (٤) تَزَوَّجَ بعضُهم بعضاً ومن المجازِ : باعَلَ فلانٌ فلاناً إذا جالَسَهُ تصور فيه معْنَى المُلاعَبَة وتصور من البَعْل الذي هو النَّخْل قيَامه في مكانِه فقيلَ : بَعِلَ فلانٌ بأَمْرِه كفَرِحَ إذا دَهِشَ وفَرِقَ وبَرِمَ وعَييَ وثَبِتَ مكانَه ثُبُوتَ النَّخْلِ في مقرِّه ، فلم يَدْرِ ما يَصْنَعُ فهو بَعِلٌ ككَتِفٍ وذلك كقَوْلِهم : ما هو إلا شجر فيمن لا يَبْرح. والبَعِلَةُ كفَرِحَةٍ من النِّساءِ التي لا تُحْسِنُ لُبْسَ الثِّيابِ ولا إِصْلاحَ شأْنِ النَّفْسِ وهي البَلْهاءُ. وبَعَالٌ كسَحابٍ أَرْضٌ لبنِي غفار قُرْبَ عُسْفانَ وبُعَالٌ كغُرَابٍ (٥) جَبَلٌ بإِرْمِنِيَةِ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : جَبَلٌ بالقصيبة وشَرَفُ البَعْلِ جَبَلٌ بطريقِ حاجِّ الشامِ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ. وبَعْلَبَكُّ د بالشامِ والقَوْلُ فيه كالقولِ في سامِّ أَبْرَص ، وقد ذُكِرَ في الصادِ كما في الصِّحاحِ ، قالَ ابنُ بَرِّي سامُّ أَبْرَص اسمٌ مضافٌ غيرُ مُرَكَّبٍ عنْدَ النَّحويِّين. وقَوْلُ المصنِّفِ ذُكِرَ في «ب ك ك» إِحَالةٌ باطلةٌ فإنَّه لم يَذْكُرُه هناك. أَشَارَ له شَيْخُنا قالَ : وقد ذَكَرُوا أنَّ بَعْلَ إسمُ صَنَمِ ، وبَكَّ اسمُ صاحِبِ هذه البلَدةِ ، والنِّسْبَةُ إليها البَعْلِيُّ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
البَعْلُ : مَنْ تَلْزَمُك طاعَتَه من أَبٍ وأُمٍّ ونَحْوهما ، وبه فسِّرَ الحدِيثُ : «هل لَكَ من بَعْلٍ؟ قالَ نَعَم. قالَ : فانْطَلِقْ فجاهِدْ فإنَّ لك فيه مجاهداً حَسَناً». وقيلَ : البَعْلُ هُنا العِيالُ ومَنْ تَلْزَمه نَفَقَته ، ويَجوزُ أنْ يكونَ مُخَفَّفاً من بعل وهو العاجِزُ الذي لا يهتدي لأَمْرِهِ من بَعِل بالأمْرِ.
والبعليُّ : الرجُلُ الكثيرُ المالِ الذي يعلى الناس بمالِهِ وبه فسِّرَ الحدِيثُ : «فما زَالَ وَارِثه بَعْلِيّاً حتى مَاتَ». وقالَ الخَطَابيُّ : لَسْتُ أَدْرِي ما صحَّة هذا ، ولا أَرَاه شيئاً إلَّا أَن يكونَ نسْبةً إلى بَعْلِ النَّخْلِ يُريدُ أَنَّه قد اقْتَنَى نَخْلاً كَثِيراً من بَعْل النَّخلِ. قالَ : والبَعْلُ أَيْضاً الرئيسُ ، والبَعْلُ : المَالِكُ ، فعلى هذا يكونُ قَوْلُه : بَعْلِيّاً أي رَئيساً مُتَمَلّكاً ، قال : وفيه وَجْهٌ آخَرُ وهو أَشْبَه بالكلامِ وهو أَنْ يكون بَعَلْياء على وَزْنِ فَعْلاء من العَلاء. قالَ الأَصْمَعِيُّ : وهو مَثَلٌ يقالُ : ما زَالَ منها بعَلْيَاء إذا فَعَلَ الرجُلُ الفِعْلَة فيُشْرِفُ بها ويَرْتَفِع قَدْرُه.
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : البَعِلُ ككَتِفٍ البَطَرُ. وامْرَأَةٌ حَسَنَةُ الابْتِعَال إذا كانت حَسَنَة الطّاعةِ لزَوْجِها.
واسْتَبْعَلَ النَّخلُ صَارَ بَعْلا وعَظُم.
[بغل] : البَغْلُ م مَعْرُوفٌ وهو المولدُ من بَيْن الحمارِ والفرسِ ، ج بِغالٌ قالَ الله تعَالَى : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها) (٦). ويقالُ : البَغْلُ نغل وهو له أَهْل أي ابنُ زنية. ومَبْغولاءُ اسمُ الجمعِ والأُنْثَى بهاءٍ ومنه قَوْلُهم : فلانَةٌ أَعْقَرُ من بَغْلة. ومن المجازِ : نَكَح في بنِي فلانٍ ، وبَغَلَهُم كمَنَعَهُم أي هَجَّنَ أَولادَهُمْ كبَغَّلَهُم تَبْغِيلاً وهو من البَغْلِ لأَنَّ البَغْلَ يَعْجَز عن شأْوِ الفَرَسِ. ونصُّ التكملةِ : قالَ ابنُ دُرَيْدٍ (٧) : ويقالُ : نَكَحَ فلانٌ في بَنِي فلانٍ فبَغَّلَهُم وضَبَطَه بالتَّشديدِ. وحَفْصُ بنُ بُغِيْلٍ كزُبَيْرٍ المرهبي محدِّثٌ في بني سُفْيان وزَائِدَة ، وعنه أَبُو كُرَيْبٍ وأَحْمَدُ بنُ بُدَيْلٍ صَدُوقٌ. وبَغَّلَ تَبْغيلاً بَلَّدَ وأَعْيَ* في المَشْي وهو مجازٌ. ومن المجازِ : بَغَّلَتِ الإِبِلُ إذا مَشَتْ بَيْنَ الهَمْلَجَة والعَنَقِ ومنه
__________________
(١) الصحاح واللسان والأساس.
(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «المرءِ».
(٣) ديوانه ط بيروت ص ٨٠ واللسان والمقاييس ١ / ٢٦٥.
(٤) القاموس : والقومُ قوماً تَزَوَّجَ.
(٥) ضبطها في التكملة بالقلم بالفتح.
(٦) النحل الآية ٨.
(٧) الجمهرة ١ / ٣١٨.
(*) في القاموس : «أعيا» بدل : «أَعْيَ».