يابِسَةً كالشَّيْمَلِ ، كحَيْدَرٍ ، والشَّأْمَل بالهَمْزِ مَقْلوبٌ من الشَّمْأَلِ الآتي ذِكْرُه والشَّمَلِ محرَّكةً ، قالَ :
ثَوَى مَالِكٌ ببِلادِ العَدُ |
|
وِّ تَسْفِي عليه رِياحُ الشَّمَل(١) |
قالَ ابنُ سِيْدَه : فإمَّا أَنْ يكونَ على التَّخْفِيفِ القِياسِيّ في الشَّمْأَلِ ، وهو حَذْفُ الهَمْزةِ وإلْقاء الحَرَكَة على ما قَبْلِها ، وإمَّا أَنْ يكونَ المَوْضُوع هكذا. قالَ : وتُسَكَّنُ ميمُهُ ، هكذا جاء في شعْرِ البَعِيْث ولم يُسْمَع إلَّا فيه ، قالَ :
أَهَاجَ عليك الشَّوْقَ أَطلالُ دِمْنَةٍ |
|
بناصِفَةِ البُرْدَيْنِ أَو جانِبِ الهَجْلِ |
أَتَى أَبَدٌ من دون حِدْثانِ عَهْدِها |
|
وجَرَّت عليها كُلُّ نافحةٍ شَمْلِ(٢) |
والشَّمْأَلُ بالهَمْزِ ، كجَعْفَرٍ ، قالَ الكُمَيْتُ :
مَرَتْه الجَنُوبُ فلَمَّا اكْفَهَ |
|
رَّ حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ(٣) |
وقالَ أَوْسُ :
وعَزَّتِ الشَّمْأَلُ الرِّيَاحَ وإذ |
|
بَاتَ كَمِيعُ الفَتَاةِ مُلْتَفِعا (٤) |
وقد تُشَدُّ لامُهُ وهذا لا يكونُ إلَّا في الشِّعْرِ ، قالَ الزَّفَيانُ :
تَلُفُّه نَكْباءُ أَو شَمْأَلُّ (٥)
والشَّوْمَل ، كجَوْهَرٍ ، والشَّمِيْلُ ، كأَمِيرٍ (٦) ، ففيها لُغَاتٌ ثَمَانيةٌ ، وإنْ قُلْنا إنَّ مشدَّدَة اللَّامِ لَيْسَتَ لضَرُورَةِ الشِّعْرِ فتِسْعَة. ويقالُ أَيْضاً : الشَّامَلُ كهَاجَرَ من غيرِ هَمْزِ ، والشَّمَلُّ محرَّكةً مع شَدِّ اللامِ ، وهَاتَان نَقَلَهما شيْخُنا ، فتكونُ اللُّغاتُ إحْدَى عَشَرَةَ على قَوْلٍ قالَ : وزَادَ الكاف في الأَخِيْرَيْن إطْناباً وخُرُوجاً عن اصْطِلاحِه إذ لو قالَ : كجَوْهَرٍ وصَبُورٍ وأَمِيرٍ لكَفَى ، فتأَمَّلْ.
ج الشَّمَالُ شَمَالاتٌ قال جَذِيمةُ الأَبْرش :
رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ |
|
تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ(٧) |
فأَدْخَلَ النُّونَ الخَفِيفَةَ في الوَاجِبِ ضَرُورَةً.
وأَشْمَلُوا : دَخَلوا فيها ، كقَوْلِهم : أَجْنَبُوا من الجَنُوبِ.
وشَمِلُوا ، كفَرِحُوا ، أَصابَتْهم ، وهم مَشْمُولُون.
ومنه غَدِيرٌ مَشْمُولٌ : إذا نَسَجَتْه ريحُ الشَّمَالِ أَي ضَرَبَتْه فبَرَدَ ماؤُهُ وصَفَا.
ومنه شَمَلَ الخَمْرَ يَشْملُها شَملاً : عَرَّضَها للشمَالِ فَبَرَدَتْ وطابَتْ ، ولذا يقالُ لها مَشْمُولَةٌ ، وهو مجازٌ.
وفي قَوْلِ كعْبِ بنِ زُهَيْرٍ رَضِيَ الله تعالى عنه :
صَافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَى وهو مَشْمولِ
أَي ماءٌ ضَرَبَتْه الشَّمَالُ.
والشِّمَالُ ، ككِتابٍ ، سِمَةٌ في ضَرْعِ الشاةِ.
وأَيْضاً : كُلُّ قَبْضَةٍ من الزَّرْعِ يَقْبِضُ عليها الحاصِدُ.
وأَيْضاً : شيءٌ شبْهُ مِخْلاةٍ (٨) يُغَطَّى به ضَرْعُ الشَّاةِ ، ولو قالَ : وكيْسٌ يُغَشَّى به ضَرْعُ الشاةِ ، كانَ أَحْسَن وأَخْصَر وقَوْلُه : إذا ثَقُلَتْ ، الأَوْلَى إذا ثَقُلَ لأَنَّ الضَّرْعَ مُذَكَّرٌ. أو خاصٌّ بالعَنْزِ ، وكذلِكَ النَّخْلَةُ إذا شُدَّت أَعْذاقُها بقِطَعِ الأَكْسِية لئَلَّا تُنْفَض.
وشَمَلَها يَشْمُلُها من حَدِّ نَصَرَ ، ويَشْمِلُها من حَدِّ ضَرَبَ ، الكَسْرُ عن اللّحْيانيِّ ، عَلَّقَ عليها الشِّمالَ وشَدَّهُ في ضَرْعِها ؛ وشَمَلَ الشَّاةَ أَيْضاً.
وفي التَّهْذِيبِ : وقيلَ شَمَلَ الناقَةَ عَلَّقَ عليها شِمَالاً ، وأَشْمَلَها جَعَل لها شِمَالاً أَو اتَّخَذَه لها.
وشَمِلَهُمُ الأَمْرُ ، كفَرِحَ ونَصَرَ ، وهذه أَعْنِي الأَخيرَةَ لُغَةٌ
__________________
(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.
(٢) اللسان وفيه «نافجة شمل».
(٣) اللسان.
(٤) ديوانه ط بيروت ص ٥٤ برواية : «وقد أمسى» بدل «وإذ بات» واللسان.
(٥) اللسان والصحاح والتكملة قال الصاغاني : وليس الرجز للزقيان.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وكأمير ، في نسخ المتن المطبوعة قبله زيادة : وكصبورٍ ، وعليها قول شيخه وزاد الكاف في الأخيرين الخ ، وقد سقطت من نسخ الشارح ولذا قال : ففيها لغات ثمانية ا ه وتأمل».
(٧) اللسان والصحاح.
(٨) في القاموس : وشيءٌ كمِخْلَاةٍ.