والحائِلُ : المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ من كلِّ شيءٍ من حَالَ لَوْنُه إذا تَغَيَّر واسْوَدَّ عن أَبي نَصْرٍ ، ومنه الحدِيثُ : نَهَى عن أَنْ يَسْتَنْجِي الرجُلُ بعَظمٍ حائِلٍ.
والحائِلُ ع بجَبَلَيْ طَيِّءٍ عن ابنِ الكَلْبي قالَ امْرُؤُ القَيْسِ :
يا دارَ ماويّةَ بالحائلِ |
|
فالفردِ فالجبتينِ من عاقل (١) |
وقالَ أَيْضاً :
تَبِيتُ لَبُوني بالقُرَيَّةِ آمِناً |
|
وأَسْرَحُها غِبًّا بأَكْنافِ حائِلِ(٢) |
والحائِلُ أَيْضاً ع بنَجْدٍ.
والحَوالَةُ تَحْويلُ نَهْرٍ إلى نَهْرٍ ، كما في المُحْكَمِ ، قالَ : والحالُ كِينَةُ الإِنْسانِ وما هو عليه من خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وقالَ الرَّاغِبُ : الحالُ ما يخْتصُّ به الإِنْسانُ وغَيْرُهُ من الأُمورِ المُتَغَيِّرةِ في نفْسِه وبَدَنِه وقنيته ؛ وقالَ مَرَّة : الحالُ يُسْتَعْملُ في اللغَةِ للصِّفَةِ التي عليها المَوْصوف ، وفي تعارفِ أَهْلِ المَنْطقِ لكيفيةِ سَريعة الزَّوالِ نَحْو حَرَارةٍ وبُرُودةٍ ورُطُوبةٍ ويُبُوسةٍ عارِضَةٍ كالحالَةِ ؛ وفي العُبَابِ : الحالَةُ واحِدَةٌ حالُ الإِنْسانِ وأَحْواله.
وقالَ اللَّيْثُ : الحالُ : الوَقْتُ الذي أَنْتَ فيه.
وشَبَّه النَّحَويون الحالَ بالمَفْعُولِ وشَبَّهَها به من حيثُ أَنَّها فُضْلَةٌ مِثْله جاءَتْ بعْدَ مُضِي الجُمْلَةِ ، ولها بالظَّرفِ شَبَهٌ خاصُّ من حيثُ أَنَّها مَفْعولٌ فيها ومَجِيئها لبيانِ هَيْئةِ الفاعِلِ أو المَفْعولِ.
وقالَ ابنُ الكمالِ : الحالُ لغَةٌ : نِهَايَةُ المَاضِي وبدَايَةُ المُسْتَقْبَلِ ، واصْطِلاحاً ما يبين هَيْئة الفاعِلِ أَو المَفْعولِ به لَفْظاً نَحْو : ضَرَبْت زيداً قائماً ، أو معْنَى نَحْو : زَيْدٌ في الدَّارِ قائماً ؛ يؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ ، والتأْنِيثُ أَكْثر ج أَحْوالٌ وأَحْوِلَةٌ هذه شاذَّةٌ.
وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ والوَصِيَّةِ : تَوَخَّى الحالَ التي يَنْشَطُ فيها لِقَبُولِها ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو وبه فَسَّر الحدِيث : «كان يَتَحَوَّلُنا بالموْعِظَةِ» ، ورَوَاه بحاءٍ غَيْر مُعْجمةٍ ، وقالَ : هو الصوابُ. وحالاتُ الدَّهْرِ وأَحْوالُهُ صُروفُهُ جَمْعُ حالَةٍ وحالٍ.
والحالُ أَيْضاً : الطينُ الأَسْوَدُ من حال اذا تَغَيَّرَ ، وفي حدِيثِ الكَوْثَرِ : «حالُه المِسْكُ. وأَيْضاً التُّرابُ اللَّيِّنُ الذي يقالُ له السَّهْلة. وأَيْضاً وَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنْفَضُ في ثَوْبٍ يقالُ : حالٌ من وَرَقٍ ونُفاضٌ من وَرَقٍ. وأَيْضاً الزَّوْجَةُ ، قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : حالُ الرجُلِ امرَأَتُه ، هُذَلِيَّةٌ وأَنْشَدَ :
يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع |
|
تَرَكْتها مُدنِيَةَ القِنَاعِ (٣) |
وأَيْضاً اللَّبَنُ كما في المُحْكَمِ. وأَيْضاً الحَمْأَةُ هكذا خَصّه بعضُهم بها دونَ سائِرِ الطِّين الأَسْوَدِ ، ومنه الحدِيثُ : «أَن جِبْريلَ أَخَذَ من حالِ البَحْرِ فأَدْخَلَه فَافِرْعَوْن.
والحالُ : ما تَحْمِلُهُ على ظهرِكَ كما في العُبَابِ ، زَادَ بنُ سِيْدَه : ما كانَ وقد تَحَوَّلَه إِذا حَمَلَه وتقدَّمَ. وأَيْضاً العَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ إِذا مَشَى وهي الدَّرَّاجَةُ قالَ عَبْدُ الرَّحْمن بن حَسَّان :
ما زَالَ يَنْمِي جَدُّه صاعِداً |
|
مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ(٤) |
كما في العُبَابِ. وفي اقْتِطَافِ الأَزَاهِرِ تَجْعَل ذلِكَ للصَّبيِّ يَتَدَرَّبُ بها على المَشْي.
وأَيْضاً مَوْضِعُ اللِّبْدِ من الفَرَسِ أَو طَريقَةُ المَتْنِ وهو وَسَطُ ظَهْرِه قالَ امْرُؤُ القَيْسِ :
كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه |
|
كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ (٥) |
وأَيْضاً الرَّمادُ الحارُّ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وأَيْضاً الكِساءُ الذي يُحْتَشُّ فيه كما في العُبَابِ. وأَيْضاً د : باليَمَنِ بدِيارِ الأَزْدِ كما في العُبَابِ زَادَ نَصْرُ : ثم لبارِقٍ وشكْر (٦) منهم قالَ أبُو المنْهَالِ عُيَيْنَةُ بنُ المْنَهالِ : «لمَّا جاءَ الإِسْلامُ سارَعَتْ إِليه شكْرٌ وأَبْطَأَتْ بارِقُ» ، وهُم إِخْوتهم ، واسمُ شكروالان.
__________________
(١) ديوانه ط بيروت ص ١٤٨ وفيه : «فالسهب فالمحبتين ...».
(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٦ والتكملة ومعجم البلدان «حائل».
(٣) اللسان والتكملة ، وبالأصل «مدينة القناع» ونبه الى ذلك بهامش المطبوعة المصرية».
(٤) اللسان والصحاح والتهذيب.
(٥) ديوانه ط بيروت ص ٥٣ ، من معلقته ، وبالأصل «الصفراء» والصفواء : الحجر الصلب ، وصدره في اللسان.
(٦) في معجم البلدان «الحال» : «يشكر» في كل مواضع الخبر.