والحِلَّةُ : أَيْضاً المَجْلِسُ ؛ وأَيْضاً المُجْتَمَعُ ج حِلالٌ بالكسرِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : الحِلَّةُ شجرةٌ إذا أَكَلَتْها الإِبِلُ سَهُلَ خُرُوجُ لبَنِها. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : هي شجرةٌ شاكَةٌ أَصْغَرُ من العَوْسَجَةِ إلَّا أَنَّها أَنْعم ولا ثَمَرَ لها ولها وَرَقٌ صِغَارٌ وهي مَرْعَى صِدْقٍ ومَنَابِتُها غِلَظُ الأَرْضِ ، وهي كثيرةٌ في مَنَابِتِها ؛ قالَ في وَصْفِ بَعيرٍ :
يَأْكُلُ من خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَمْ |
|
وحِلَّة لَمَّا يُوَطِّئْهَا النَّعَمْ (١) |
وقالَ غيرُه : هي التي يُسَمِّيها أَهْلُ البادِيَةِ الشِّبْرِق ، وهي غَبْراءُ سَرِيعةُ النَّباتِ تنْبِتُ بالجَدَدِ والآكَامِ والحَصْباءِ ولا تَنْبِتُ في سَهْلٍ ولا جَبَلٍ.
وقالَ أَبُو عَمْرٍو : والحِلَّةُ (٢) القُنْبُلانِيَّة وهي الكَراخَةُ نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ. وقالَ الصَّاغَانيُّ : الكَراخَةُ بلغَةِ أَهْلِ السَّوادِ الشُّقَّةُ من البَوارِي. ولكن وُجِدَ في نسخِ التَّهْذِيبِ مَضْبوطاً بفتحِ الحاءِ وكذا يدُلُّ له سِيَاق العُبَابِ.
والحِلَّةُ المَزْيَدِيَّةُ : د بَناهُ أَميرُ العَرَبِ سَيْفُ الدَّولةِ أَبُو الحَسَنِ صَدَقَةُ بنُ مَنْصورِ بنِ دُبَيْسِ بنِ عليِّ بنِ مَزْيَدٍ بنِ مَرْثدٍ بنِ الدَّيَّانِ بنِ خالِدِ بنِ حيِّ بنِ زنجيّ بنِ عَمْرٍو بنِ خالِدٍ بنِ مالِكٍ بنِ عَوْفِ بن مالِكٍ بنِ ناشِرَة بن نَصْر بنِ سَوَاءَة بنِ سَعْد بن مالِكٍ بنِ ثَعْلَبةَ بنِ دُودَان بن أَسْدٍ الأَسَدِيُّ خَطَبَ له من الفُراتِ إلى البَحْرِ ولُقِّبَ بمَلِكِ العَرَبِ قُتِلَ في سَنَة ٥٠١ ، ووَلَدَاه تاجُ المُلُوكِ أَبُو النَّجْمِ بَدْران له شِعْرٌ حَسَنٌ جَمَعَه بعضُ الفُضَلاءِ في دِيوانٍ ، وسَيْفُ الدَّولةِ أَبُو الأَغَرِّ دُبَيْسُ مَلِكُ الجَزِيرةِ إلى ما بَيْن الأَهوازِ ووَاسِط ، ووَالِدُه أَبُو كامِلٍ بهاءُ الدَّوْلةِ مَنْصور وَلِيَ بعْدَ أَبيهِ أَرْبَع سِنِين تُوفي سَنَة ٤٩٤ ، ووَالِدُه أَبُو الأَغَرِّ نُورُ الدَّولةِ دُبَيْس وَلِيَ سِتّاً وسِتِّين سَنَةً وله أَيادٍ على العَرَبِ تُوفي سَنَة ٤٩٤ ، ووالِدُه سَنَدُ الدَولةِ عليّ مَلَكَ جَزِيرةِ بَنِي دُبَيْس سَنَة ٤٤٥ ، ومَاتَ سَنَة ٤٤٨.
وأَيْضاً ة قُرْبَ الحُوَيْرَةِ بَنَاهَا ملكُ العَرَب أَبُو الأَغَرِّ دُبَيْسُ بنُ عَفَيفٍ الأَسَدِيُّ يَجْتَمِع مع المَزْيَدِيِّين في ناشرة ملك الجزيرةِ والأَهْوازِ ووَاسِط وتُوفي سَنَة ٣٨٦ وخَلَفَ ثَلاثَةَ عَشَرَ ابْناً آخِرُهم همامُ الدَّولةِ أَبُو الحَسَنِ صَدَقَةُ بنُ مَنْصورِ بنِ حُسَيْن بنِ دُبَيْس مَاتَ سَنَة ٤٧٤ وانْقَرَضَ به ذلِكَ البَيْتُ.
وحِلَّةُ ابنُ قَيْلَةَ بلدٌ من أَعْمالِ المَذارِ (٣) والحُلَّةُ بالضمِ إِزارٌ ورِدَاءٌ بُرْدٌ أَو غيرُه كما في المُحْكَمِ. ويقالُ أَيْضاً لكل واحدٍ منهما على انْفِرَادِهِ حُلَّةٌ ؛ وقيلَ : رِداءٌ وقميصٌ وتمامُها العِمامَةُ. وقيلَ : لا يَزَالُ الثَّوبُ الجَيِّدُ يقالُ له من الثِيابِ حُلَّةٌ ، فإذا وَقَعَ على الإِنْسانِ ذَهَبَتْ حُلَّتُه حتى يَجْمَعهنَّ له إمَّا اثنانِ أَوْ ثَلَاثَة.
وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الحُلَلُ بُرودُ اليَمَنِ من مَوَاضِعَ مخْتَلِفَةٍ منها ، فُسِّرَ الحدِيثُ : «خَيْرُ الكَفَنِ الحُلَّةُ». وقالَ غيرُه : الحُلَلُ الوَشْيُ والحبْرُ (٤) والخَزُّ والقَزُّ والقُوهِيُّ والمَرْوِيُّ والحَرِيرُ. وقيلَ : الحُلّةُ : كلُّ ثوب جِيِّدٍ جَديدٍ تَلْبسه غليظٍ أو رقيقٍ (٥) ، قيلَ : ولا تكونُ حُلَّةً إلَّا من ثَوْبَيْنِ كما في المُحْكَمِ ؛ زَادَ غيرُه : من جنسٍ واحِدٍ كما قيّد به في المِصْباحِ والنِّهايَةِ ، سُمِّيَتْ حُلَّةٌ لأَنَّ كلَّ واحِدٍ من الثَّوْبَيْنِ يَحلُّ على الآخَر كما في إِرْشادِ السَّارِي أَوْ لأَنَّها من ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْن كما حلّ طَيّهُما ثم اسْتَمر عليها ذلِكَ الإسم كما قالَهُ الخَطَابيُّ ونَقَلَه السهيليُّ في الرَّوضِ ؛ أو من ثَوبٍ له بِطانَةٌ ، وعنْدَ الأَعْرَابِ من ثلاثَةِ أَثْوابٍ القَمِيصُ والإِزارُ والرِّداءُ.
والحُلَّةُ السِّلاحُ يقالُ : لَبِسَ فلانٌ حُلّتَه أي سِلاحُه نَقَلَه الصَّاغانيُّ ج حُلَلٌ وحِلالٌ كقُلَلٍ وقِلالٍ.
وذو الحُلَّةِ لَقَبُ عَوْف بن الحَارِثِ بنِ عبدِ مَناةَ بن كنانَةَ بن خُزَيْمة بن مُدْركَةَ بن إلياس بن مُضَرَ.
والمَحَلَّةُ المَنْزِلُ ينْزِلُه القَوْمُ قال النابغَةُ الذُّبْيانيُّ :
مَحَلّتُهمْ ذاتُ الإلَهِ ودينُهُم |
|
قويمٌ فما يَرجُونَ غيرَ العَوَاقِبِ (٦) |
__________________
(١) التكملة.
(٢) ضبطت بالكسر بمقتضى سياق القاموس على أنها معطوفة على ما قبلها ومثله في التكملة بالكسر ، وضبطت في التهذيب واللسان ضبط قلم بالضم.
(٣) في معجم البلدان : بشارع ميسان بين واسط والبصرة.
(٤) التهذيب واللسان : والحبرة.
(٥) الأصل والتهذيب ، وفي اللسان : دقيق.
(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٢ وقد تقدم في مادة جلل.