إِليه الجَوْهرِيُّ ، وبهما رُوِيَ قولُ الأَعْشَى : بساباطَ حتّى ماتَ وَهْوَ مُحَزْرَقُ ومُحَزْرَقُ ، وقد مَرَّ الاخْتِلافُ آنِفاً.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
حَزْرَقَ الرَّجُلُ : إِذا نَظَر نَظَراً قَبِيحاً ، عن ابنِ عَبّادٍ.
وحَزْرَقَ الرَّجُلُ : انضَمَّ واجْتَمَعَ (١) وكذلك حُزْرِقَ ، مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ ، وذلك إِذا خَضَع.
والمُحَزْرَقُ : السَّرِيعُ الغَضَبِ ، وأَصلُه بالنَّبَطِيَّةِ هُزْرُوقَى.
والحَزْرَقَةُ : الضِّيقُ ، وقالَ المُؤَرِّجُ : النَّبَطُ تُسَمِّي المَحْبُوسَ المُهَزْرَقَ ، بالهاءِ قال : والحَبْسُ يُقال له : الهُزْرُوقَى ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ :
أَرِينِي فَتًى ذا لَوْثَةٍ وهو حازِمٌ |
|
ذَرِينِي فإِنِّي لا أَخافُ المُحَزْرَقَا |
وقالَ الأَزْهَرِيُّ : رأَيتُ في نُسَخْةٍ مسمُوعَةِ قال امْرُؤُ القَيْسِ : «ولَسْتُ بحِزْراقَةٍ» (٢) الزّايُ قبل الرّاءِ ، أَي : بضَيِّقِ القَلْبِ جَبان ، قال : ورَواه شَمِرٌ : «بخِزْراقَةٍ» بالخاءِ معجمةً ، وقال : هو الأَحْمَقُ.
[حزق] : حَزَقَ يَحْزِقُ حَزْقاً من حَدِّ ضَرَبَ أَي : حَبَقَ ومنه قولُ عليٍّ رضياللهعنه ـ في حَقِّ المارِقينَ (٣) ـ : «حَزْقُ عَيْرٍ ، حَزْقُ عَيْرٍ» أَي : حُصاصُ حِمارٍ ، أَي ليس الأَمْرُ كما زَعَمْتُم ، قال المُفَضَّل : هذا مثلٌ يُضْرَبُ للرَّجُلِ المُخْبِرِ بَخَبَرٍ غيرِ تامٍّ ولا مُحَصَّلٍ.
وحَزَقَ الرِّباطَ والوَتَرَ حَزْقاً ، أَي : جَذَبَهُما شَدِيداً وكلُّ رِباطِ : حِزاقٌ.
وحَزَقَ الرَّجُلَ يَحْزِقُه حَزَقاً عَصَبَهُ. وحَزَقَ الشيءَ حَزْقاً : عَصَرهَ وضَغَطَه.
وبالحَبْلِ : شَدَّهُ.
ويُقال : لا رَأْيَ لحازِقٍ ، ولا حاقِن ولا حاقِبٍ ، وفي الحَدِيثِ : «لا يُصَلِّي وهو حاقِنٌ ، أَو حاقِبٌ ، أَو حازِقٌ» الحازِقُ : من ضاقَ عليه خُفُّه نقله الجوهرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ ، زادَ الصاغانِيُّ : فحَزَقَ رِجْلَه ، أَي : ضَغَطَها ، فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُول ومثلُه في النِّهايَةِ (٤).
وإِبْرِيقُ مَحْزُوقُ العُنُقِ أَي : ضَيِّقُها كما في الأَساسِ والمُحيط.
والحِزْقُ والحِزْقَةُ ـ بكَسْرِهما ـ والحازِقَةُ ، والحَزِيقُ ، والحَزِيقَةُ ، والحَزاقَةُ كسَحابَةٍ (٥) ، ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيُّ ما عدا الأَخيرَةَ ، ونقَلَها ابنُ سِيدَه ، وقال : هي طائِيَّةٌ بمَعْنَى العِير : الجَماعَةُ من النّاسِ والطَّيْرِ والنَّخْلِ وغيرِها ، كما في الصِّحاحِ ، وفي الحديث : «كأَنَّهما حِزْقانِ من طَيْر صَوافَّ» وقالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْشِ :
كأَنَّه كُلّما ارْفَضَّتْ حَزِيقَتُها |
|
بالصُّلْبِ من نَهْسِه أَكْفالَها كَلِبُ |
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الحَزِيقَةُ : مثلُ الحَدِيقَة ويُقال : مَرَرْتُ بحَدَائِقَ ، رَأَيْتُ فيها حَزائِقَ.
وقِيلَ : الحَزِيقَةُ : القِطْعَةُ من الجَرادِ ، وقِيلَ : القِطْعَةُ من كُلِّ شيءٍ حَتّى الرِّيح ج : حَزائِقُ وحَزِيقٌ وحُزُقٌ هكَذا هو بضمَّتَيْنِ ، كسَفِينَةٍ وسُفُنٍ ، واقتصر الجوهرِيُّ على الأَخِيرِ ، وقالَ : كفِرْقَةٍ وفِرَقٍ (٦) ، وأَنْشَدَ لعَنْتَرَةَ :
تَأْوِي له قُلُصُ النَّعامِ كَما أَوَتْ |
|
حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطمِ. |
وأَنْشَدَ غيرُه في الرِّيحِ :
غَيَّرَ الجِدَّةَ من عِرْفانِها |
|
حِزَقُ الرِّيحِ وطُوفانُ المَطَرْ (٧) |
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : واجتمع ، في اللسان : وخضع.
(٢) كذا وهي في بيت امرىء القيس :
ولست بخذرافة في قعودٍ |
|
ولست بطيّاخة أخدبا |
وفسرها شارح ديوانه ص ٧٤ بالكثير الكلام الخفيف.
(٣) وفي النهاية : وفي حديث علي : أنه ندب الناس لقتال الخوارج ، فلما رجعوا إليه قالوا : أبشر فقد استأصلناهم فقال : حزق ...» وانظر التهذيب واللسان.
(٤) في النهاية : عصرها وضغطها.
(٥) ضبطت بالقلم في اللسان بتشديد الزاي.
(٦) الذي في الصحاح : الحِزْق والحِزْقة : الجماعة من الناس ... والجمع الحِزَقُ مثل فرقةٍ وفِرَقٍ.
(٧) ذكره في اللسان شاهداً على الحِزَق جمعاً للحِزْقة ... وبعد إيراده قال : وهي الحزيقة والجمع حزائق وحزيق وحُزُق.