وكُنْتُ إِذا أَرَى زِقًّا مَرِيضاً |
|
يُناحُ على جِنازتِه بَكَيْتُ |
أُرَجِّلُ لِمَّتِي وأَجُرُّ ذَيْلِي |
|
وتَحْمِلُ شِكَّتِي أُفُقٌ كُمَيْتُ (١) |
وأُفِقَ الرَّجُلُ كفَرِحَ يَأْفَقُ أَفَقاً : بَلَغَ النِّهايَةَ في الكَرَمِ كما في الصِّحاحِ والعُبابِ أَوْ فِي العِلْمِ ، أَو في الفَصاحَةِ وغيرِها من الخَيْرِ من جَمِيع الفَضائِلِ ، فهو آفِقٌ على فاعِلٍ ، ومنه قولُ الأَعْشَى يَمْدَحُ إِياسَ بنَ قَبيصَةَ :
آفِقاً يُجْبَى إِليهِ خَرْجُه |
|
كُلّ ما بَيْنَ عُمانٍ ومَلَحْ (٢) |
وكذلِكَ أَفِيقٌ.
وقالَ ابنُ بَرِّي : ذَكَر القَزَّازُ أَنّ الآفِقَ فِعْلُه أَفَقَ يَأْفِقُ ، أَي : من حَدِّ ضَرَبَ ، وكذا حُكِيَ عن كُراع ، واسْتَدَلَّ القَزّازُ عَلَى أَنَّه آفِقٌ على زِنَةِ فاعِلٍ بكونِ فِعْلِه على فَعَلَ ، وأَنشَدَ أَبو زِيادٍ شاهدًا على آفِقٍ بالمَدِّ لسِراجِ بنِ قُرَّةَ الكِلابِيِّ :
وهيَ تَصَدَّى لرِفَلٍّ آفِقِ |
|
ضَخْمِ الحُدُولِ بائِنِ المَرافِقِ |
وأَنْشَد غَيْرُه لأَبِي النَّجْمِ :
بَيْنَ أَبٍ ضَخْمٍ وخالٍ آفِقِ |
|
بَيْنَ المُصَلِّي والجَوادِ السّابِقِ |
وأَنشَدَ أَبو زَيْدٍ :
تَعْرِفُ في أَوْجُهِهَا البَشائِرِ |
|
آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ |
وقالَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ : «أَفِقٍ مُشاجِرِ» بالقصرِ لا غيرُ ، قال : والأَبْياتُ المُتَقَدِّمةُ تَشْهَدُ بفسادِ قولِه.
وهي بهاءٍ عن ابنِ فارِسٍ ، وقال غيرُه : لا يُقال في المُؤَنَّثِ على القياسِ.
والآفِقُ : فَرَسٌ كانَ لفُقَيْمِ بن جَرِيرِ بنِ دارِمٍ ، قال دُكَيْنُ بنُ رَجاءٍ الفُقَيْمِيُّ :
بَيْن الخُبَاسِيّاتِ (٣) والأَوافِقِ |
|
وبَيْنَ آلِ ساطِعٍ وناعِقِ |
كُلُّها أَسامِي خُيُولِ فُقَيْم.
وأَفَقَ فلانٌ يَأْفِقُ من حَدِّ ضَرَبَ : إِذا رَكِبَ رَأْسَه ، وذَهَبَ في الآفاقِ وفي الصِّحاحِ : أَفَقَ فُلانٌ : إِذا ذَهَب في الأَرْضِ ، والَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ هو قولُ اللَّيْثِ.
وأَفَقَ في العَطاءِ أَفْقاً ؛ أَي : فَضَّلَ ، وأَعْطَى بَعْضاً أَكْثَرَ من بَعْضٍ نقله الجَوْهَرِيُّ ، وأَنشَدَ للأَعْشَى يَمْدَحُ النُّعْمانَ :
ولا المَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لقِيتُه |
|
بنِعْمَتِه يُعْطِي القُطُوطَ ويَأْفِقُ(٤) |
ويُرْوَى : «بغِبْطَتِه» وأَرادَ بالقُطُوطِ : كُتُبَ الجَوائِزِ ، قيل : مَعْنَى يأْفِقُ : يُفَضِّلُ (٥) ، وقِيلَ : يَأْخُذُ من الآفاقِ.
وأَفَقَ الأَدِيمَ يَأْفِقُه أَفْقاً : إِذَا دَبَغَه إِلَى أَنْ صارَ أَفِيقاً نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وأَفَقَ : أَي كَذَبَ كأَفَك ، عن ابنِ عَبّادٍ.
وأَفَقَ يَأْفِقُ أَفْقاً : إِذا غَلَبَ عن كُراعٍ ، وابنِ عَبّادٍ.
وأَفَقَ أَفْقاً : خَتَنَ عن ابنِ عَبّادٍ.
وأَفَقُ الطَّرِيقِ ، مُحَرَّكَةً : سَنَنُهُ ، وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : وَجْهُه ، ج : آفاقٌ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ ، ومنه قولُهم : قَعَدَ فلانٌ على أَفَقِ الطَّرِيقِ.
والأَفِيقُ كأَمِيرٍ : الفاضِلَةُ من الدِّلاءِ قاله أَبو عَمْرٍو ، ونَصُّه عَلَى الدِّلاءِ.
وأَفِيقٌ : ة ، بينَ حَوْرانَ والغَوْرِ وهو الأُرْدُنُّ ومنه عَقَبَةُ أَفِيقٍ ، ولا تَقُلْ : فِيقٍ فإِنّها عامِّيَّةٌ ، وهي عَقَبَةٌ طَوِيلَةٌ نحوَ مِيلَيْنِ ، قال حَسّانُ بنُ ثابِتٍ :
لِمَن الدّارُ أَقْفَرَتْ لِمَعانِ |
|
بين أَعلى اليَرْمُوكِ فالصَّمّانِ (٦) |
__________________
(١) في اللسان : «بزتي» بدلاً من «شكتي» وفي التهذيب : «أجر ثوبي» بدلاً من «أجر ذيلي».
(٢) ديوانه ط بيروت ص ٣٨ «وخرجه» عن الديوان وبالأصل «ضرحه» وفي الديوان «فملح» بدل «وملح».
(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «الجناسيات».
(٤) ديوانه ص ١١٧ برواية «بإمته» بدل «بنعمته» والإمة : النعمة.
(٥) أي يعطي بعضاً أكثر من بعضٍ.
(٦) ديوانه برواية «بمعان» بدلاً من «لمعان».