والأَسَكُّ الأَصَمُّ بَيّن السِّكَكِ. والأَسَكُّ فَرسٌ كانَ لبعضِ بني عبدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ كُلْثومِ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ.
وتَسَكْسَكَ أي تَضرَّعَ وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : السَّكاكُ كغُرابٍ المَوْضِعُ الذي فيه الرِّيشُ من السَّهْمِ يقُولُون : هو أَطْولُ مِنَ السُّكَاكِ ، قالَ : وانْسِكاكُ القَطا أنْ يَنْسَكَّ على وُجوهِهِ ويُصَوِّبَ صُدورَهُ بعد التَّحْلِيقِ ونَصّ المُحِيْطِ : وُجُوهها وصُدُورها ، قالَ : الصَّاغَانيُّ : والترْكِيْب يدلُّ على ضِيْقٍ وانْضِمَامٍ وصِغَرٍ وقَدْ شَذَّ عن هذا الترْكِيْب السُّكَاك والسَّكَاكَة.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
يُقالُ ما اسْتَكَّ في مَسَامِعِي مِثْلُه أي ما دَخَلَ. وما سَكَّ سَمْعِي مثلُ ذلِكَ الكَلام أي ما دَخَلَ.
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : يُقالُ : أَيْن تَسُكُّ أي أَيْنَ تَذْهَبُ يُقالُ : سَكَّ في الأَرْضِ أي سَكَعَ قالَ : والسِّكِّيُّ : بالكسرِ البَرِيدُ نُسِبَ إلى السِّكَّةِ وبه فسَّرَ أَيْضاً قَوْل الأَعْشَى.
ومنْبَرٌ مَسْكُوكٌ مُسَمَّرٌ بمَسَامِيْرِ الحَدِيْدِ ، ويُقالُ أَيْضاً بالشِّيْن المُعَجمةِ أي مَشْدُودٌ ، ومنه سكّ الأَبْواب مُوَلَّدَةٌ.
والسَّكَائِكُ : الأَزِقَّةُ ومنه قَوْل العَجَّاج :
نَضْرِبُهم إِذا أَخَذُوا السَّكَائِكَا (١)
والسكاكة مُشَدَّدَةٌ أَبْنَاءُ السَّبِيْهلِ وأَيْضاً مَحَلَّةٌ بنَيْسَابُور ومنها السَّكاكيُّ صاحِبُ المُفْتاحِ. والسَّكَّاكُ : مَنْ يَضْرِبُ السِّكَّة. وأَبو عَبْد الله محمَّد بن السَّكَّاكِ مَغْرِبيٌّ مَشْهُور.
والسُّكُكُ بضمَّتَيْنِ الحُبَارَيَات.
ومِنَ المَجازِ : فلانٌ صَعْبُ السَّكَّةِ أي لا يقرُّ لنَزَاقَةٍ فيه نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبَّادٍ.
وذَكَرَ ابنُ عَبَّادٍ السِّكِّين في هذا الترْكِيْبِ وقالَ : مأْخُوذٌ مِنَ السَّكُّ وهو التَّضْبيْبُ وتَرْكِيْبُ نَصْلِه في مقْبَضِه.
قالَ : وانسَكَّتِ الإِبِلُ إذا مَضَتْ على وُجُوهِها.
[سكرك] : السُّكْرُكَةُ بالضمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ. وظاهِرُ سِيَاقِهِ أَنَّه مِثْل نمرَقَةٍ وضَبَطَه ابنُ الأَثِيْرِ بضمِ السِّين والكافِ وسُكُونِ الرَّاءِ وهو شَرابُ الذُّرَةِ يُسْكِرُ ، وهو خَمْرُ الحَبَشَةِ ، وذَكَرَه أَيْضاً أبو عُبَيْدٍ في كتابهِ وهي لَفْظَةٌ حَبَشِيَّةٌ وقَدْ عُرِّبَتْ. وقِيلَ : السُّقُرْقُع كما مَرَّ في حَرْفٍ العَيْنِ. وفي الحدِيثِ : أَنَّه سُئِلَ عَن الغْبَيْراء فقالَ : لا خَيْر فيها ، ونَهَى عنها ، وقالَ مالك : فسأَلْتُ زَيْد بن أَسْلَم : ما الغُبَيْراءِ؟ فقالَ : هي السُّكُرْكَةُ.
[سلك] : سَلَكَ المَكانَ والطَّريقَ يَسْلِكُهُما سَلْكاً بالفتح وسُلُوكاً كقُعودٍ وسَلَكَهُ غَيْرهُ وفيه وأسْلَكَهُ إيَّاهُ وفيه وعليه لغَتَان ، ومِنَ الأَوَّلِ قَوْله تعَالَى : (كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) (٢) ، وقَوْله تعَالَى : (فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ) (٣) ؛ وقالَ عُدَيُّ بنُ زَيْدٍ :
وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرّدْ |
|
وهمْ سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ (٤) |
ومِنَ الثانيةِ قَوْل ساعِدَة بن العَجْلان :
وهمْ مَنَعُوا الطَّريق وأَسْلَكُوهُمْ |
|
على شَمَّاءَ مَهْواها بَعِيدُ (٥) |
قالَ أبو عُبَيْدٍ عن أَصْحَابِهِ سَلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَكْتُه بمَعْنَىً واحِدٍ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْرِي ، قالَ : ويَجوزُ أَسْلَكْتُه غَيْرِي. وسَلَكَ يَدَهُ في الجَيْبِ والسِّقاء ونَحْوهما ، وأسْلَكَها أَدْخَلَها فيه والسِّلْكَةُ بالكسرِ الخَيْطُ الذي يُخاطُ به الثَّوْبُ ج سِلْكٌ بحذفِ الهاءِ جج جَمْعُ الجَمْعِ أَسْلاكٌ وسُلُوكٌ والسُّلْكَى بالضمِّ الطَّعْنَةُ المُسْتَقيمَةُ تِلْقاءَ الوَجْهِ قالَ امْرُؤُ القَيْس :
نَطْعَنُهُمْ سُلْكَى ومَخْلُوجَةً |
|
كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ (٦) |
ويُرْوَى : كَرَّكَلامَيْنِ كما في الصِّحاحِ. ورَوَى أبو حاتمٍ : لفَتْكِ لامَيْنِ. وقَرَأْتُ في كتابِ ليْسَ لابنِ خَالَوَيْه : قَرَأْتُ بخطِّ أبي حَنِيْفَةَ عن اللَّيْثِ قالَ : حدَّثنِي أبي سأَلْتُ رُؤْبَةَ بن العَجَّاجِ عن قَوْلِ امْرِىءِ القَيْس المَذْكورِ فقالَ : حدَّثنِي أبي ، عن أَبيهِ ، عن عَمَّتهِ وكانَتْ في بنِي دَارِمٍ قالَتْ سأَلْنَا امْرَأَ القَيْسِ عن هذا البيتِ فقالَ : مَرَرْت ببابِلَ برجلٍ
__________________
(١) ديوانه ص ٤١ واللسان والتكملة.
(٢) سورة الشعراء الآية ٢٠٠.
(٣) سورة الزمر الآية ٢١.
(٤) اللسان.
(٥) ديوان الهذليين ٣ / ١١٠ برواية : وهم تركوا ...... «مسلكها بعيد» والمثبت كرواية اللسان والسكري.
(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٤٨ والصحاح واللسان والتهذيب.