والسَّكُّ سَدُّ الشَّيءِ يُقالُ سَكّهُ يَسِكُّه سَكّاً فاسْتَكَّ سَدَّه فانْسَدَّ والسَّكُّ اصْطِلامُ الأُذُنَيْنِ يُقالُ : سَكَّه يَسُكُّه سَكّاً إذا اصْطَلَمَ أُذُنيه أي قَطَعَهما. والسَّكُّ تَضْبيبُ البابِ أو الخَشَبِ بِالحدِيدِ وقد سَكَّهُ سَكّاً والسَّكُّ إِلْقاءُ النَّعامِ ما في بَطْنِهِ كالسّجِّ بالجيمِ وقَدْ سَكَّ به إذا ذَرَقَه ، وأَيْضاً الرَّمْيُ بالسَّلْحِ رَقيقاً وقَدْ سَكَّ بسَلْحِه وهَكَّ إذا حَذَفَ به. وقالَ الأَصْمَعِيُّ : هو يَسُكُّ سَكّاً ويَسُجُّ سَجّاً إذا رَقَّ ما يجِىءُ مِنْ سَلْحه. وقالَ أبو عَمْروٍ : زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أي رَمَى به واخَذَه ليلتَه سَكٌّ إذا قَعَدَ مَقاعِدَ رِقَاقاً ، وقالَ يَعْقُوب : أَخَذَه سَكٌّ في بطنِه وسَجٌّ إذا لانَ بطنُه ، وزَعَمَ أنَّه مُبْدَلٌ ولم يَعْلَم أَيُّهما أُبْدِلَ مِن صاحِبِه. والسَّكُّ الدِّرْعُ الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ وفي العُبَابِ : اللَّيِّنَةُ الحَلَقِ. والسُّكُّ بالضمِّ جُحْرُ العَقْرَبِ كما في الصِّحَاحِ زَادَ ابنُ عَبَّادٍ في لُغَةِ بنِي أسَدٍ وجُحْرُ العَنْكَبوتِ أَيْضاً لضِيقِهِ وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : السُّكُّ لُؤْمُ الطَّبْعِ وقَدْ سَكّ إذا لَؤُمَ يُقالُ : هو بسُكِّ طَبْعِه (١). والسُّكُّ الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ من الدُّروعِ كالسَّكَّاءِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
والسُّكُّ من الطُّرُقِ المُنْسَدُّ يُقالُ : طرِيقٌ سُكٌّ أي ضَيِّقٌ مُنْسَدّ عنِ اللّحْيَانيّ. والسُّكُّ جَمعُ الأَسَكِّ من الظِّلْمانِ ومنه قَوْل الشاعِرِ :
إنَّ بَنِي وَقْدانَ قومٌ سُكُّ |
|
مثلُ النَّعامِ والنعامُ صُكُّ (٢) |
وسُكَّ أي صُمَّ. قالَ اللّيْثُ : يُقالُ : ظليمٌ أَسَكُّ لأَنَّه لا يَسْمَعُ قالَ زُهَيْرُ :
أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَجْنَى |
|
له بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ (٣) |
والسُّكُّ : طِيبٌ يُتَّخَذُ من الرَّامَكِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : عَرَبيٌّ ، وأَنْشَدَ :
كأَنَّ بين فكها والفك |
|
فأرة مسك ذبحت في سُكّ (٤) |
وقالَ غَيْرُه : يُتَّخَذُ منه مَدْقوقاً مَنْخُولاً مَعْجوناً بالماءِ ويُعْرَكُ عَرْكاً شديداً ويُمْسَحُ بدُهْنِ الخَيْرِيِّ لئلَّا يَلْصَقَ بالإناءِ ويُتْرَكَ ليلةً ثم يُسْحَقُ المِسْكُ ويُلْقَمُه ويُعْرَكُ شديداً ويُقَرّصُ ويُتْرَكُ يَومينِ ثم يُثْقَبُ بمِسَلَّةٍ ويُنْظَمُ في خَيْطِ قِنَّبٍ ويُتْرَكُ سَنَةً وكلما عَتُقَ طابتْ رائحتُه ومنه حدِيثُ عائِشَة رَضِيَ اللهُ تعَالَى عنها : «كنا نُضَمِّدُ جِباهَنا بالسُّكِّ المُطَيِّبِ عند الإِحْرَامِ». والسَّكَكُ محرَّكةً الصَّمَمُ وقِيلَ : صِغَرُ الأُذُنِ ولُزوقُها بالرأسِ وقِلَّةُ إشْرافِها وقِيلَ : قِصَرُها ولصُوقُها بالخششاءِ أو صِغَرُ قُوفِ الأُذُنِ وضِيقُ الصِّماخِ وقَدْ وُصِفَ به الصَّمَمُ يكونُ ذلك في الناسِ وغيرِهِم يُقالُ : سَكِكْتَ يا جُدَيُّ وقد سَكَّ سَكَكاً وهو أَسَكُّ وهي سَكَّاءُ قالَ الرَّاجِزُ :
ليلةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ |
|
أَحُكُّ حتى ساعِدِي مُنْفَكُّ |
أَسْهَرَني الأُسَيْوِدُ الأَسَكُّ (٥)
يعنِي البَرَاغِيْث ، وأَفْرَدَه على إرَادةِ الجنسِ. والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلِكَ القَطَا ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : يُقَالُ للقطاةِ حَذَّاءُ لقِصَر ذَنَبِها ، وسَكَّاءُ لأَنَّه لا أُذُن لها ، وأَصْلُ السَّكَكِ الصَّمَمُ وأَنْشَدَ :
حَذَّاءُ مُدْبِرَةً سَكَّاءُ مُقْبِلَةً |
|
للماءِ في البحرِ منها نَوْطَةٌ عَجَبُ (٦) |
وأُذُن سَكَّاءُ صغيرةٌ ، ويُقالُ : كلُّ سَكَّاءٍ تَبِيضُ ، وكلُّ شَرْفاء تَلِدُ ، فالسَّكَّاءُ : التي لا أُذُن لها ، والشَّرْفاءُ : التي لها أُذُن وإِنْ كانت مَشْقُوقةٌ. وفي الحدِيثِ : «أنَّه مَرَّ بِجَدْي أَسَكَّ» أي مُصْطَلِم الأُذْنَيْن مَقْطُوعُهما. والسُّكاكَةُ كثُمامةٍ الصغيرُ الأُذُنِ هكذا في المُحْكَمِ ، وفي نَصِّ ابنِ الأَعْرَابيِّ : الأُذُنَيْنِ وأنشد :
يا رُبَّ بَكْرٍ بالرَّادفى*واشِجِ |
|
سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ (٧) |
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : هو بسك طبعه ، عبارة اللسان : هو بسك طبعه يفعل ذلك».
(٢) اللسان والتهذيب.
(٣) ديوانه ط بيروت ص ٩ برواية «أصك» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.
(٤) اللسان «زكك» من خمسة أشطار منسوبة فيه لمنظور بن مرثد الأسدي.
(٥) اللسان.
(٦) البيت للنابغة الذبياني وهو في ديوانه ط بيروت ص ٢٤ برواية «للنحر» بدل «للبحر» وهو في التهذيب واللسان بدون نسبة ، وفيه في مادة حذد ونوط منسوباً للنابغة.
(٧) اللسان.
(*) كذا بالأصل ، وباللسان : (بالرُّدافى).