وقال ابنُ عَبَّاد : القِرْقُ : العَادَةُ للنَّاس.
قالَ : والقِرْق أَيضاً : صِغارُ النَّاس وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ : القِرْق : الجماعةُ ، وجَمْعه أَقْراقٌ. يقال : جاءَ قِرْقٌ من الناسِ ، وقِرْق من النِّساءِ.
والقِرْق : لَعِبُ السُّدَّرِ كسُكَّر. وقد قَرِق كفَرِح : إِذا لَعِب به ، وهو لِصبْيانِ الأَعْراب بالحِجاز ، كانوا يَخُطُّون أَربَعاً وعِشْرِين خَطّاً ، وهو خَطّ مرّبع ، في وَسَطه خَطٌّ مُرَبَّع ، في وسطَه خَطّ مربّع ، ثُمَّ يُخَطّ من كُلِّ زاوية من الخَطّ الأَول إلى الخَطّ الثّالث ، وبين كل زاوِيَتَين خَطٌّ فيصير أَربعةٌ وعِشْرِين خَطّاً وصُورتُه هَذا كما تراها (١) ، فيَصُفُّون فيه حُصَيَّات. وقد جاءَ ذِكرُها في الحَدِيث عن أَبِي هُرَيْرة رضياللهعنه : «أَنه كان رُبّما يَراهم يَلْعَبُون بالقِرْقِ ، فلا يَنْهاهم» كذا في غَرِيبِ الحَدِيثِ لإِبْراهِيم الحَرْبِيّ ، رحمهالله تعالى. وقال أُميَّةُ بنُ أَبِي الصَّلت :
وأَعْلاقُ الكَواكِبِ مُرْسَلاتٌ |
|
كخَيْل القِرْقِ غايَتُها النِّصابُ (٢) |
شَبّه النجومَ بهذه الحَصَيات التي تُصَفُّ ، وغايَتُها النِّصابُ ، أَي المَغْرِبُ الذي تَغرُب فيه. ويقال : اسْتَوى القِرْقُ فَقُومُوا بنا ، أَي : استَوَيْنا في اللَّعِب فلم يَقْمُر واحدٌ منا صاحبَه.
والقَرُوقُ ، كَصَبُور : وادٍ بَيْنَ الصَّمَّان وهَجَر.
وقُرَيْق كَزُبَيْر : ع بجَنْبه هكذا ذَكَره الصّاغانِيُّ وقَلَّده المُصَنِّفُ ، والصَّواب فِيهما بالفَاءِ وقد تَقدَّم ذِكْرُهما هناك. أَما القَرُوقُ فإِنها عَقَبَةٌ دونَ هَجَر إِلى نَجْد بينَ هَجَرَ ومَهَبِّ الشِّمالِ.
وأَما قُرَيْق فإِنه جَبَلٌ ، أَو واد بتِهامة ، كما ضَبَطَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة ، ولا شَكَّ أَنَّ الذي ضَبَطه المُصَنِّفُ خطأٌ.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
القِرْق ، بالكسرِ : لُغَة في القَرِق ككَتِف ، عن ابنِ بَرِّيّ ، وأَنشَدَ للمَرَّار :
وأَحَلَّ أَقوامٌ بُيُوتَ بَنِيهِمُ |
|
قِرْقاً مَدافِعُها بُعادُ الأَرْؤُسِ |
والقِرْقان ، بالكسر : أَخَوان من ضَرَّتَيْنِ.
وقَرَقَ ، من حَدِّ ضَرَبَ : هَذَى ، عن أَبِي عَمْرٍو. قال : والقَرْقاءُ : الهَضْبَةُ.
وقال ابنُ عبّاد : القِرْق ، بالكَسْرِ. سَنَنُ الطَّرِيقِ.
[ققق] : القَقَقَة ، مُحَرَّكة أَهمله الجوهَرِيُّ. وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ : هي الغِرْبانُ الأَهْلِيَّة وقد سبق «غ ق ق» عنه أَنَّ الغَقَقَة : الخطاطِيفُ الجَبَلِيّة.
والقَقَقَةُ : حَدَثُ الصَّبِيِّ. قالَ ابنُ سِيدَه : حكاها الهَرَوِيُّ في الغرِيبَيْن ، وهو من الشُّذُوذ والضَّعْفِ بحيث تَراه. وقال الأَزهريُّ : لم يَجِىءْ ثلاثةُ أَحرف من جِنْس واحدٍ فاؤُها وعَينُها ولامُها حرفٌ واحدٌ إِلَّا قَولهم : قَعَد الصبيُّ على قَقَقِه ، وصَصَصِه ، أَي : حَدَثه. قلتُ : وسَبَقَ البَحْثُ فيه حرف الصاد كالقَقَّةِ ، مُشَدَّدَة. رواه شَمِرٌ عن الهَوازِنيّ. قال : وإِذا سَلَحَ الصبيُّ قالَتْ أُمُّه : قَقَّةٌ دَعْه قَقَّةٌ دَعْه قَقَّة دَعْهُ. فرفَعَ ونَوَّن ، وتُكْسَرُ القَافُ أَيضاً على قَوْل بعضٍ. وفي حَدِيث ابنِ عُمَر رضياللهعنهما : «أَنّ الحَنْتَفَ بنَ السِّجْف قالَ له : ما يُبطِىءُ بكَ عن ابْنِ الزُّبَيرِ ـ رضياللهعنهما ـ؟ فقالَ : والله ما شَبَّهتُ بَيْعَتَهم إِلَّا بِقَقَّة. أَتَعْرِف ما قَقَّةُ الصَّبِيِّ؟ يُحْدِثُ فيَضَعُ يَدَه في حَدَثِه ، فتقول أُمُّه : قَقَّةٌ».
وقالَ شَمِرٌ : يُقالُ : وَقَع فلانٌ في قَقَّةٍ أَي : في رَأْيِ سوءٍ. أَو حَدَثُ الصَّبِيِّ : قَقَّةٌ ، كبَقَّة ، وهذا قد تَقَدَّم له قَرِيباً ، فذِكرُه ثانِياً تكرارٌ.
__________________
(١) ذكرت الصورة على هامش القاموس وبهامش المطبوعة المصرية ، ورسمها هكذا :
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وأعلاق الكواكب ، يروى : وأعلاط النجوم ، وقوله : كخيل القرق ، هذا هو الصواب ، ورواه الليث : كحبل الفرق ، وهو خطأ كما أوضحه في التكملة في مادة علط ونقل الشارح عبارته هناك بتمامها ، فتنبه».