شِفاؤُك في كَذَا وكَذَا ، ويَرَى شَخْصاً يَمْسَحُ بيَدِه على رَأْسِه أَو جَسَدِه فيَبْرَأُ ، وهذا مُسْتَفاضٌ في أَهْلِ حَلَبَ ، ولعَلَّ الأَخْطَلَ إِيّاه عَنَى بقولِه :
وماءٍ تُصْبِحُ القَلَصاتُ منه |
|
كخَمْرِ بُراقَ قد فَرَطَ الأُجُونا (١) |
والبُرْقَةُ ، بالضّمِّ : غِلَظٌ فيه حِجارَةٌ ورَمْلٌ وطِينٌ مختَلِطٌ بعضُها ببعض كالأَبْرَقِ وحِجارَتُها الغالبُ عليها البياض ، وفيها حجارةٌ حُمرٌ وسُودٌ ، والتُّرابُ أَبيضُ وأَعْفَرُ ، يكونُ إِلى جَنْبِها الرَّوْضُ أَحياناً ، والجمعُ بُرَقٌ.
وبُرَقُ دِيارِ العَربِ تُنِيفُ على مائةٍ وقد سُقْتُ في شَرْحِها ما أَمْكَنَنِي الآن منها : بُرْقَةُ الأَثْمادِ قال رُدَيْحُ بن الحارِثِ التَّمِيمِيُّ :
لِمَن الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأَثْمادِ |
|
فالجَلْهَتَيْنِ إِلى قِلاتِ الوادِي؟ |
وبُرْقَةُ الأَجاوِلِ جمعُ الأَجْوالِ ، والأَجْوالُ : جَمْعُ جَوْلٍ ، لجِدارِ البِئْرِ ، قال كُثَيِّرٌ :
عَفا مَيْثُ كُلْفَى بعَدَنا فالأَجاوِل |
|
فأَثْمادُ حَسْنَى فالبِراقُ القَوابِلُ |
وقال نُصَيْبٌ :
عَفا الحُبُجُ الأَعْلَى فبُرْقُ الأَجاوِلِ (٢)
وبُرْقَةُ الأَجْدادِ جمع جَدٍّ ، أَو جَدَدٍ ، قال :
لمَنِ الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأَجْدادِ |
|
عَفَّتْ سَوارٍ رَسْمَها وغَوادِي |
وبُرْقَةُ الأَجْوَلِ أَفْعَلُ ، من الجَوَلانِ ، قال المُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ :
فالْتَطَّ بالبُرْقَةِ شُؤْبُوبُه |
|
والرَّعْدُ حَتّى بُرْقَةِ الأَجْوَلِ (٣) |
وبُرْقَةُ أَحجارٍ قال :
ذَكَرْتُكِ والعِيسُ العِتاقُ كأَنّها |
|
ببُرْقَةِ أَحْجارٍ قِياسٌ من القُضْبِ |
وبُرْقَةُ أَحْدَب قالَ زَبّانُ بنُ سَيّارٍ :
تَنَحَّ إِلَيْكُم يا ابْنَ كُرْزٍ فإِنَّه |
|
وإِن دِنْتَنا راعُونَ بُرْقَةَ أَحْدَبَا |
وبُرْقَةُ أَحْواذٍ جمع حاذَةٍ : شَجَرٌ يَأْلفُه بقرُ الوَحْشِ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ (٤) :
طَرِبْتَ إِلى الحَيِّ الّذِينَ تَحَمَّلُوا |
|
ببُرْقَةِ أَحْواذٍ وأَنْتَ طَرُوبُ |
وبُرْقَةُ أَخْرَم (٥) قالَ ابنُ هَرْمَة :
بلِوَى كُفافةَ أَو ببُرْقَةِ أَخْرَمٍ |
|
خِيَمٌ على آلائِهِنَّ وَشِيعُ |
ويُرْوَى «بلِوَى سُوَيْقَةَ» وهكذا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ.
وبُرْقَةُ أَرْمامٍ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضياللهعنه :
فبُرْقَةُ أَرْمامٍ فجَنْبا مُتالِعٍ |
|
فوادِي المِياهِ ، فالبَدِيُّ فأَنْجَلُ |
وبُرْقَةُ أَرْوَى من بلادِ تَمِيم ، وهو جَبَلٌ ، قال حامِيَةُ بنُ نَصْرٍ الفُقَيْمِيُّ :
ببُرْقَةِ أَرْوَى والمَطِىُّ كأَنَّها |
|
قِداحٌ نَحاهَا باليَدَيْنِ مُفِيضُها (٦) |
وبُرْقة أَعيار (٧) قالَ عُمَرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيُّ :
__________________
(١) ليس في ديوانه.
(٢) عجزه في معجم البلدان «الحبج» :
فميث الربى من بيض ذات الخمائلِ
والحبج موضع من نواحي المدينة.
(٣) معجم البلدان برواية : «فالرعد» وانظر ديوان الهذليين ٢ / ٦.
(٤) في معجم البلدان : وقال شاعر ، وذكر البيت ، وذكر شاهداً آخر لابن مقبل هو قوله :
وهن جنوح إلى حاذةٍ |
|
ضوارب غزلانها بالجرنْ |
(٥) عن القاموس وبالأصل «أخزم» هنا وفي الشاهد ، وقد صوبناها في البيت عن معجم البلدان.
(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «مفيضُ» وهو من أبيات في المعجم مطلعها فيه :
لقد زعمت ظمياء أن بشاشتي |
|
لستة أحوالٍ ، سريعٌ نقوضُها |
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «موجود في المتن قبل برقة أعيار ، «برقةُ أظْلَمَ» وقد سقطت من نسخ الشارح ، واستشهد لها ياقوت بقول حسانٍ :