وفي الصِّحاحِ : الزَّنَقُ : موضِعُ الزِّناقِ وأَنْشَد لرُؤْبَةَ :
كأَنَّه مُسْتَنْشِقٌ من الشَّرَقْ |
|
أَو مُقْرَعٌ مِنْ رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ |
والزُّنُقُ بضَمَّتَيْنِ : العُقولُ التّامَّةُ عن ابنِ الأَعرابِيِّ.
قالَ : وزَنَقَ على عِيالِه يَزْنِقُ من حَدِّ ضَرَبَ : إِذا ضَيَّقَ على عِيالِه بُخْلاً أَو فَقْراً ، كأَزْنَقَ وزَنَّقَ وكذلِك زَهَدَ وأَزْهَدَ ، [وزَهَّدَ] (١) وقاتَ وقَوَّتَ ، وأَقاتَ ، وأَقْوَتَ.
وزَنَقَ فَرَسَه يَزْنِقُه زَنْقاً : جَعَلَ تَحْتَ حَنَكِه الأَسْفَلِ حَلْقَةً في الجُلَيْدَةِ ، ثُمَّ جَعَلَ فيها خَيْطاً يُجْعَلُ في رُؤُوسِ البَغْلِ الجمُوحِ ، واسم تلك الحَلْقَةِ : زِناقَةٌ ، قاله اللَّيْثُ.
وزَنَقَ البَغْلَ وكذا الفَرَسَ يَزْنِقُه ، ويَزْنُقُه : إِذا شَكَّلَه في قَوائِمِه الأَرْبَعِ ، قاله ابنُ دُرَيْدٍ (٢).
وكُلُّ رِباطٍ في الجِلْدِ تَحْتَ الحَنَكِ فهو زُناقٌ ، كغُرابٍ هكَذا في سائِرِ النَسَخ ، والصوابُ : ككِتابٍ ، كما هو مَضْبُوط هكَذا في كِتابِ اللَّيْثِ ، زادَ : وما كانَ في الأَنْفِ مَثْقُوباً فهو عِرانٌ ، ومنه قَوْلُ الشاعِر :
فإِنْ يَظْهَرْ حَدِيثُكَ يُؤْتَ عَدْواً |
|
برَأْسِك في زِناقٍ أَو عِرانِ |
والمَزْنُوق : فَرَسُ عامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ وهو القائِلُ فيه :
وقد عَلِمَ المَزْنُوقُ أَنِّي أَكُرُّه |
|
عَلَى جَمْعِهم كَرَّ المَنِيحِ المُشَهَّرِ |
كما في الصِّحاحِ.
والمَزْنُوق أَيْضاً : فَرَسُ عَتّابُ بنِ ورْقاءَ الرِّياحِيَّ ، قالَ سُراقَةُ بن مِرْداسٍ الباتل :
سَبَقَ مَكْحُولٌ وَصلّى نادِرُ |
|
وخُلِّفَ المَزْنُوقُ والمُساوِرُ |
مَكْحُول : فَرَسُ عليِّ بنِ شَبِيبِ بن عامِرٍ الأَزْدِيِّ ، والمُساوِرُ لعَتّابٍ أَيْضاً.
والزِّناقُ ككِتابٍ : المُخْنَقَةُ مِنَ الحُلِي نَقَلَه الجَوْهَرِي ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ : هو مِن فِضَّة للنِّساءِ.
والزَّنِيقُ كأَمِيرٍ : المُحْكَمُ الرَّصِينُ* يُقال : رأْيٌ زَنِيقٌ ، وأَمرٌ زَنِيقٌ ، أَي : وَثِيقٌ ، وكذا تَدْبِيرٌ زَنِيقٌ ، وهو مَجازٌ.
* ومما يُسْتَدركُ عليه :
الزِّناقُ ، بالكسرِ : الشِّكالُ.
والزَّنَقَةُ ، مُحَرَّكَةً : السِّكَّةُ الضَّيِّقَةُ ، وقالَ اللَّيْثُ : هو مَيْلٌ في جِدارٍ أَو سِكَّةٍ ، أَو ناحِيَةِ دارٍ (٣) ، أَو عُرْقُوب وادٍ يكونُ فيه الْتِواءٌ كالمُدْخَلِ ، والالْتِواءُ ، اسمٌ لذلِكَ بِلا فِعْلٍ ، وقال ابنُ عَبّادٍ : الزَّنَقَةُ فِي الأَوْدِيَةِ : المَضِيقُ ، وفي حَدِيثِ عُثْمان رضياللهعنه : «مَنْ يَشْتَرِي هذِه الزَّنَقَةَ ، فيَزِيدَها في المَسْجِدِ؟».
قلتُ : والعامَّةُ تُسَمِّيه الآن الزّنْقُورَ.
والمَزْنُوقُ : المَرْبُوطُ بالزِّناقِ.
والمَزْنُوق أَيضاً : المَأْسُورُ بالبَوْلِ.
وزَنِيقٌ ، كأَمِيرٍ : اسمُ رَجُلٍ ، قالَ الأَخْطَلُ :
ومِنْ دونهِ يَخْتاط (٤) أَوْسُ بنُ مُدْلِجٍ |
|
وإِيّاهُ يَخْشَى طارِقٌ وزَنِيقُ |
وإِزْنِيقُ ، بالكسرِ : بَلَدٌ بالرُّومِ ، ويُقالُ بالكافِ ، وسَيَأْتِي.
[زوق] : الزُّوقُ ، بالضَّمِّ : ة ، عَلَى شَطِّ دِجْلَةَ ، بينَ الجَزِيرَةِ والمَوْصِلِ ، وهُما زُوقانِ كما في العُبابِ.
وقالَ أَبُو عَمْرٍو : الزُّوَقُ كصُرَدٍ (٥) : الزِّئْبَقُ ، كالزّاوُوقِ وهي لُغةُ أَهْلِ المَدِينَةِ ، يَقُولونَ : هو أَثْقَلُ من الزّاوُوقِ.
ويُفْهَمُ من كَلامِ ابْنِ بَرِّيّ : أَنَّ الزُّوَقَ : جَمْعٌ للزّاوُوقِ ، وأَنْشَدَ القَزّازُ :
قَدْ حَصّلَ الجِدُّ مِنّا كُلَّ مُؤْتَشِبٍ |
|
كما يُحَصِّلُ ما في التِّبْرَةِ الزُّوَقُ |
ومنه التَّزْوِيقُ للتَّزْيِينِ والتَّحْسِين ؛ لأَنَّه يُجْعَلُ مع الذَّهَبِ ، فيُطْلَى به ، فيُدْخَلُ في النّارِ ، فيَطِيرُ الزّاوُوقُ ، ويَبْقَى الذَّهَبُ ، ثم قِيلَ لكُلِّ مُنَقَّشٍ ومُزَيَّنٍ : مُزَوَّقٌ وإِن لَمْ
__________________
(١) زيادة عن التهذيب واللسان.
(٢) الجمهرة ٣ / ١٥.
(*) في القاموس : «الرصين» تقديم على «المحكم».
(٣) التهذيب : ناحية من الدار.
(٤) في الديوان : يحتاط بالحاء المهملة.
(٥) ضبطت في اللسان ، بالقلم ، زَوَق بالتحريك هنا وفي الشاهد.