وقِيلَ : المُرَهَّقُ : مَنْ يُظَنُّ به السُّوءُ أَو يُتَّهَمُ ويُؤَبَّنُ بشَرٍّ أَوْ سَفَهٍ ، ومنه الحَدِيثُ : «أَنَّهُ صَلّى على امْرَأَةٍ كانَتْ تُرَهَّقُ».
والمُرَهَّقُ : مَنْ يَغْشاهُ النّاسُ كَثِيراً. وتَنْزِلُ به الأَضْيافُ قالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنانٍ :
ومُرَهَّقُ النِّيرانِ يُطْعِمُ (١) في الَّ |
|
لأْواءِ غَيْرُ مُلَعَّنِ القِدْرِ |
وقالَ ابنُ هَرْمَةَ :
خَيْرُ الرِّجالِ المُرَهَّقُونَ كما |
|
خَيْرُ تِلاعِ البِلادِ أَوْطَؤُها (٢) |
وراهَقَ الغُلامُ مُراهَقَةً : قارَبَ الحُلُمَ فهو مُراهِقٌ ، والجارِيَةُ مُراهِقَةٌ.
وفي حَدِيثِ سَعْدٍ ـ رضياللهعنه : «أَنّه كانَ إِذا دَخَلَ مَكَّةَ مُراهِقاً خَرَج إِلى عَرَفَةَ قبلَ أَنْ يَطُوفَ بالبَيْتِ وبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ ، ثم يَطُوف بعدَ أَنْ يَرْجِعَ» أَي : مُقارِباً لآخِرِ الوَقْتِ كأَنّه كانَ يَقْدُمُ يومَ التَّرْوِيَةِ أَو يَوْمَ عَرَفَةَ ، فيَضِيقُ عليه الوَقْت حَتّى (٣) كادَ يَفُوتُه التَّعْرِيفُ كذا في النِّهاية والعُبابِ ، وهو مَجازٌ.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
الرَّهَقُ ، مُحَرَّكَةً : التُّهْمَةُ والإِثْمُ ، عن قَتَادَةَ.
ورَجُلٌ مُرَهَّقٌ ، كمُعَظَّمٍ : موصوفٌ بهِ ، ولا فِعْلَ له.
والمُرَهَّقُ أَيضاً : الفاسِدُ ، ومَنْ بهِ حِدَّةٌ وسَفَهٌ.
والمُتَّهَمُ في دِينِه.
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : إِنَّهُ لرَهِقٌ نَزِلٌ ، أَي : سَرِيعٌ إِلى الشَّرِّ (٤) ، قال الكُمَيْتُ :
وِلايَة سِلَّغْد أَلَفَّ كأَنَّهُ |
|
من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنَّوْكِ أَثْوَلُ |
والرَّهَقُ (٥) ، مُحَرَّكَةً : التُّهَمَةُ والإِثْمُ ، عن قَتادَةَ ، والذِّلَّةُ والضَّعْفُ ، عن الزَّجّاجِ ، والغَيُّ ، عن ابنِ الكَلْبِيِّ ، والفَسادُ ، والعَظَمَةُ ، والكِبْرُ ، والعَنَتُ ، واللَّحاقُ ، والهَلاكُ ، ومن الأَخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ يصِفُ حُمُراً وَرَدَت الماءَ.
بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَرْنَ من خَوْفِ الرَّهَقْ (٦)
أَي : من خَوْفِ الهَلاكِ.
والرَّهَقُ أَيضاً : الهَلاكُ.
والرَّهْقَةُ : المَرْأَةُ الفاجِرَةُ.
ورَهِقَ فُلانٌ فُلاناً : إِذا تَبِعَهُ وقارَبَ أَنْ يَلْحَقَهُ.
وأَرْهَقْناهُم الخَيْلَ : أَلْحَقْناهُم إِيّاها.
وبه رَهْقَةٌ شَدِيدَةٌ ، وهي العَظَمَةُ والفَسادُ.
وأَرْهَقَكُم اللَّيْلُ فأَسْرِعُوا ، أَي : دَنا ، وهو مَجازٌ.
ورَهِقَتْنا الصّلاةُ رَهَقاً ، أَي : حانَتْ ، وهو مَجازٌ.
وأَتَيْنا في العُصَيْرِ المُرْهَقة ، وهو مَجازٌ أَيضاً.
ويُقال : جارِيَةٌ راهِقَةٌ ، وغُلامٌ راهِقٌ ، وذلِكَ ابنُ العَشَرِة إِلى إِحْدَى عَشَرَة ، ومنه قَوْلُ الشاعِرِ :
وفَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها |
|
في عَلالِيّ طِوالٍ وظُلَلْ |
ورَجُلٌ رَهِقٌ ، ككَتِفٍ : مُعْجِبٌ ذو نَخْوَةٍ.
ورَهِقَهُ الدَّيْنُ : غَشِيَهُ ورَكِبَهُ ، وهو مَجازٌ.
ويُقال : صَلَّى الظُّهْرَ مُراهِقاً ، أَي : مُدَانِياً للفَواتِ ، وهو مَجازٌ أَيضاً.
[ريق] : الرَّيْقُ : تَرَدُّدُ الماءِ على وَجْهِ الأَرضِ من الضَّحْضاحِ ونَحْوِه نقله اللَّيْثُ.
والرَّيْقُ : الباطِلُ يُقال : أَقْصِر عن رَيْقِكَ ، أَي : عن باطِلِكَ ، قالَ الشاعِرُ :
حِمارَيْكِ ـ سُوقِي وازْجُرِي إِنْ أَطَعْتِنِي |
|
ولا تَذْهَبِي في رَيْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ |
والرَّيْقُ من كُلِّ شَيْءٍ : الأَوَّلُ والأَفْضَلُ من المَطَرِ ، والشَّبابِ ، وغيرِهما ، وهو مُخَفَّفٌ من الرَّيِّق كسَيِّدٍ ، وقد تَقَدَّمَ شاهدُه من قَوْلِ لَبِيدٍ (٧) في «روق» كالرَّيُّوقِ ، كتَنُّورٍ عن أَبي عُبَيْدَةَ.
ورَيْقُ السَّيْفِ : اللَّمَعانُ ومنه حَدِيثُ بَدْرٍ : «فإِذا بِرَيْقِ
__________________
(١) في الديوان واللسان : يحمد في اللأواء.
(٢) في الصحاح واللسان والتكملة «ألكؤها» بدلاً من «أوطؤها» والمثبت كرواية التهذيب ، وقد صوّبها الصاغاني.
(٣) في التهذيب واللسان والتكملة : حتى يخاف فوت الوقوف (في التكملة : التعريف) وزيد في التهذيب : بعرفة في وقته.
(٤) في التهذيب : سريع إلى الشرّ سريع الحدّة.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : والرحق محركة : التهمة والإثم عن قتادة مكرر ، ذكره في أول المستدرك ، كما أن قوله بعد شعر رؤبة : والرحق أيضاً : الهلاك مكرر مع ما قبله ا هـ».
(٦) في ديوانه : الزهق.
(٧) كذا بالأصل هنا ومثله في اللسان ، وقد تقدم في مادة روق الشاهد المعني للبعيث وروايته : مدحنا لها ريق ...... أعجما وقد صوب الصاغاني نسبته : للبعيث وقال : وليس البيت للبيد.