بُزُرْجَ ، وفي غَزْوَةِ الفَتْحِ : «وجَعَلَ أَبا عُبَيْدَةَ على البياذِقَةِ» هُمُ الرَّجّالَةُ ، واللّفْظَةُ فارِسِيَّةٌ مُعَرَّبةٌ ، سُمُّوا بذلِك لخِفَّةِ حَرَكَتِهم ، وأَنَّهم ليسَ مَعَهُم ما يُثْقِلُهُم.
وقال الخَارْزَنْجيُّ : البَذْقُ : الدَّلِيلُ في السَّفَر ، كالبَيْذَقِ.
أَو هو الصَّغِيرُ الخَفِيفُ وفي التَّكْمِلَةِ : القَصِيرُ الخَفِيفُ.
ج : بُذُوقُ قال الشّاعِرُ ، فحَذَفَ الياء :
وللشَّرِّ سُوّاقُ خِفافٌ بُذُوقُها
أَرادَ بَياذِقَها ، كأَنَّه جَعَلَ البَيْذَقَ بَذْقاً ، قالَه ابنُ بُزُرْجَ.
قالَ الخَارْزَنْجِيُّ : والمُبَذِّقَةُ ، كمُحَدِّثَةٍ : مَنْ كَلامُه أَفْضَلُ مِنْ فِعْلِه كما في العُباب.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ :
بَذَقُون ، بالتَّحْرِيكِ وضَمِّ القافِ : كُورَةٌ بمِصْرَ ، من أَعْمالِ الحُوفِ الغَرْبيِّ ، لها ذِكْرٌ في الفُتُوحِ ، كما في المُعْجَمِ.
والبَيْذَقي : قَرْيَةٌ أُخْرَى بالقِبْلِيَّة.
[برق] : البَرْقُ : فَرَسُ ابن العَرَقَة قاله أَبو النَّدَى.
والبَرْقُ : واحدُ بُروقِ السَّحاب وهو الذي يَلْمَع في الغَيْمِ ، جمعُه بُرُوقٌ.
أَو هو : ضَرْبُ مَلَكِ السَّحابِ ، وتَحْرِيكُه إِيَّاه ليَنْساقَ ، فتُرَى النِّيرانُ نَقَل ذلِك عن مُجاهِدٍ ، والذي رُوِيَ عن ابن عَبّاسٍ : أَنَّه سَوْطٌ من نُورٍ يَزْجُر به المَلَكُ السَّحابَ.
وبَرَقَت السَّماءُ تَبْرُقُ ، بَرْقاً ، وبُرُوقاً بالضمِّ وبَرَقَاناً محرَّكَةً ، وهذِه عن الأَصْمَعيِّ : لَمَعَتْ ، أَو جاءَت بَبَرْقٍ.
وبَرَقَ البَرْقُ : إِذا بَدَا.
ومن المجاز : بَرَقَ الرَّجُلُ ورَعَدَ : إِذا تَهَدَّدَ وتَوعَّدَ ، كأَبْرَقَ قال ابنُ أَحمرَ :
يا جَلَّ (١) ما بَعُدَتْ عليكَ بلادُنا |
|
وطِلابُنا فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ |
كأَنّه أَراه مَخِيلَةَ الأَذَى ، كما يُرِي البَرْقُ مَخِيلةَ المَطَرِ. وكان الأَصْمَعيُّ يُنْكِر أَبْرَقَ وأَرْعَدَ ، ولم يكُ يَرَى ذَا الرُّمَّةِ حُجَّةً ، يُشِيرُ بذلِك إِلى قولِه :
إِذا خَشِيَتْ منه الصَّريمَةَ أَبْرَقَتْ |
|
له بَرْقَةً مِن خُلَّبٍ غيرِ ماطِرِ |
وكذلك أَنْشدَ بيتَ الكُمَيْتِ :
أَبْرِقْ وأَرْعِدْ يا يَزي |
|
دُ فما وَعِيدُكَ لي بضائِرْ |
فقال : هو جُرْمُقانيُّ ، إِنّما الحُجَّةُ قولُ عَمْرِو بن أَحْمَرَ الباهليِّ :
يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بلادُنا |
|
وطِلابُنا فابْرُقْ بأَرضِكَ وارْعُدِ |
وقد تقدَّم البحثُ في ذلِك في «ر ع د».
وبَرَقَ الشيءُ كالسَّيْفِ ، وغيرِه ، يَبْرُق بَرْقاً ، وبَرِيقاً ، وبَرَقاناً الأَخِيرة مُحرَّكَة : لَمَعَ وتَلأْلَأَ ، وفي الصِّحاح : بَرَق السيفُ وغيرُه يَبْرُقُ بُروقاً ، أَي : تَلأْلَأَ ، والاسمُ البَرِيقُ.
وبَرَقَ طَعامَه بزَيْتٍ ، أَو سَمْنٍ بَرْقاً : جَعَلَ فيه مِنْه قَلِيلاً ولم يُسَغْسِغْهُ ، أَي : لم يُكْثِرْ دُهْنَه ، وهي التَّبارِيقُ.
ويُقال : لا أَفْعَلُه ما بَرَقَ النَّجْمُ في السَّماءِ ، أَي : ما طَلَعَ عن اللِّحْيانيَّ.
ومن المَجاز : رَعَدَت المَرْأَةُ رَعْداً ، وبَرَقَت بَرْقاً. إِذا تَعَرَّضَت وتَحَسَّنَتْ وقيل : أَظْهَرَتْه على عَمْدٍ وفي الصِّحاحِ : تَزَيَّنَتْ ، كبَرَّقَتْ تَبْريقاً ، وهذِه عن اللِّحْيانيِّ (٢) ، ومنه قولُ رُؤْبَةَ.
يَخْدَعْنَ بالتَّبْرِيقِ والتَّأَنُّثِ
وبَرَقَت النّاقَةُ فهي بارِقٌ : تَشَذَّرَت بذَنَبِها من غيرِ لَقْحٍ ، عن ابن الأَعْرابِيِّ ، وقال اللِّحْيانيُّ : هو إِذا شالَتْ بذَنَبِها وتَلَقَّحَتْ وليسَتْ بلاقِحٍ.
كأَبْرَقَت فِيهمَا أَي : في المَرْأَةِ والنّاقَةِ ، يُقال : أَبْرَقَت المرأَةُ بوَجْهِها وسائِرِ جِسْمِها ، وأَبْرَقَت الناقة بذَنَبِها فهي بَرُوقٌ وهذِه شاذَّةٌ ، ومُبْرِقٌ على القِياسِ مِن نُوقٍ مَبارِيقَ :
__________________
(١) التهذيب برواية : «ما جلّ».
(٢) في اللسان عن اللحياني «وَبَرَقَت» ضبطت بتخفيف الراء. والأصل كالتهذيب بتشديدها.