العباد ، وادخلوهم فى عز سلطان الله وسلطان احكامه وعبادته.
هكذا كان المسلمون الذين اخلصوا دينهم لله ، ولو لا ما نجم فيهم من النفاق وحب الرياسة والحكومة. والمنافرات التى وقعت بينهم فى الامارة لما كان اليوم على الارض امة غير مسلمة.
ولكن فعلت فيهم السياسة فعلها الفاتك ففرقت كلمتهم ، وازالت وحدتهم ومجدهم ، فصاروا خصوماً متباعدين بعد ما كانوا اخواناً متاحبين واشتغلوا بالحروب الداخلية عوضا عن دفع خصومهم ، واعدائهم ونسوا ما ذكروا به من الامر بالاتحاد ، والاخوة الدينية ، فصرنا ، فى بلادنا اذلة بعد ان كنا فى غير اوطاننا اعزة.
واكثر هذه المفاسد انما اتتنا من ارباب السياسات ، ورؤساء الحكومات الذين لم يكن لهم هم الّا الاستيلاء على عباد الله ليجعلوهم خولا ومال الله دولا ، فاثاروا الفتن ، وقلّبوا الاسلام رأساً على عقب ، وضيّعوا السنن والاحكام ، وعطلوا الحدود ، واحيوا البدع وقضوا بالعبور والتهمة واستخدموا عبدة الدراهم والدنانير ، وامروهم بوضع الاحاديث لتأييد سياساتهم ، وفسروا القرآن ، وحملوا ظواهر السنة وفق آرائهم ، ومنعوا الناس عن الرجوع الى علماء اهل البيت الذين جعلهم النبى صلى الله عليه واله وسلم عدلا للقرآن وامر بالتمسك بهم (١) فراجع بعين البصيرة والانصاف كتب التاريخ و ـ
ــــــــــــــ
(١) فى الاحاديث الكثيرة كحديث الثقلين المتواتر الذى توجد له طرق كثيرة فى كتب الحديث مثل صحيح مسلم ومسند احمد والطيالسى وسنن الترمذى والبيهقى والدارمى واسد الغابة وكنز العمال ، ومشكل الاثار والجامع الصغير ، والصواعق وتهذيب الاثار ومجمع الزوائد وحلية الاولياء وغيرها ، واليك لفظ الحديث فى بعض طرقه! انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى