المصحف الشريف على الحجر ، وقبل المصحف.
ومن افظع الوقايع الحادثة فى خلافة المستعصم تخريب محلّه الكرخ فى بغداد ، وقتل جماعة كثيرة من بنى هاشم وغيرهم ، ونهب اموالهم ، واسر البنات ، وحملهن عاريات على الخيول فى السوق بامرا ابى العباس احمد بن المستعصم (١)
ـــــــــــــــ
(١) يراجع فى ذلك تاريخ روضة الصفا ج٥ ص٢٣٦ ومجالس المؤمنين ص٤٣٧ والفخرى ص٢٤٤ وتاريخ ابن كثير ج١٣ ص١٩٦ وتاريخ ابن الفوطى ص٣١٤ ـ وقد استبيحت دماء الشيعة ووضع السيف فيهم فى بغداد غير مرة فراجع تاريخ ابن الاثير وغيره حتى تعلم ما فعلت جهالات السفهاء وعصبياتهم الباطلة فمن ذلك ما ذكره ابن الاثير فى حوادث سنة ثلاث واربعين واربعمائة فاقرأ فى تاريخه تفصيل هذه الحادثة وما ظهر من الجهال من سوء الادب الى المشهد الكاظمى (ع) والحرب والحرق والهدم والقتل وما جرى من الامر الفظيع مما لم يجر فى الدنيا مثله مما تركنا ذكر تفاصيله حدراً من جرح عواطف الشيعة ونكتفى بذكر ابيات من قصيدة انشأها المؤيد فى الدين ابو نصر هبة الله بن موسى بن ابى عمران فى هذه الحادثة.
الا ما لهذا السماء لا تمور |
|
وما للجبال ترى لا تسير |
فموسى يشق له قبره |
|
ولما انى حشره والنشور |
ويسعر بالنار منه حريم |
|
حرام على زائريه السعير |
وتقتل شيعة آل الرسول |
|
عتواً وتهتك منهم ستور |
فوا حسرتا لنفوس تسيل |
|
ويا غمتا لرؤس تطير (القصيدة) |
وقد جرى على الشيعة مثل هذه الحادثة الفظيعة فى سنة خمس واربعين ورابعمائة وفى غيرها.