جميعهم منهمكين معه على التنعم ، واللذات لا يراعون له صلاحاً وفى بعض الامثال « الخائن لا يسمع صياحاً » ، وكتب له الرقاع من العوام ، وفيها انواع التحذير ، والقيت ، وفيها الاشعار فى دار الخلافة فمن ذلك « مجتث ».
قل للخليفة مهلا |
|
اتاك مالا تحب |
هاقد ذهتك فنون |
|
من المصائب عزب |
فانهض بعزم والا |
|
غشاك ويل وحرب |
كسر وهتك واسر |
|
ضرب ونهب وسلب |
وفى ذلك يقول بعض شعراء الدولة المستعصمية من قصيدة اولها :
يا سائلى ولمحض الحق يرتاد |
|
اصخ فعندى نشدان وانشاد |
واضعية الناس والدين الحنيف وما |
|
تلقاة من حادثات الدهر بغداد (١) |
قتل ، وهتك ، واحداث يشيب بها |
|
رأس الوليد ، وتعذيب واصفاد |
كل ذلك ، وهو عاكف على سماع الاغانى واستماع المثالث والمثانى وملكه قد اصبح وهى المبانى ، ومما اشتهر عنه انه كتب الى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل يطلب منه جماعة من ذوى الطرب ، وفى تلك الحال وصل رسول السلطان هلاكو اليه. يطلب منه منجنيقات وآلات الحصار ، فقال بدر الدين : انظروا الى المطلوبين وابكوا على الاسلام واهله ، وبلغنى
ــــــــــــــــ
(١) قبله :
ان جئت او شارفت ساحتها |
|
فقل لمن انزلت فى حقه صاد |
الكفر اضرم فى الاسلام جذوته |
|
وليس يرجى لنار الكفر اخماد |
(يراجع تاريخ ابن الفوطى البغدادى الموسوم بالحوادث الجامعة ص٣٢١).