وجعل الامان والنجاة والامن من الضلال فى التمسك بهم.
وقد احتج بروايات رجال الشيعة جمع من علماء اهل السنة (١) ورواة احاديث الشيعة الاثبات الثقات معروفون فى كتب الرجال ومن راجع كتب الجرح ، والتعديل للشيعة يقف على اهتمامهم بتعرف احوال الرجال ، وعدم احتجاجهم باحاديث الضعاف سواء كان الراوى شيعيّا ام سنياً. ولو كان للخطيب ادنى خبرة بكتب الشيعة لعلم مبلغ اعتنائهم بتحقيق حال والرواة. ولو قرء كتاب « تأسيس الشيعة » لعرف تقدمهم فى علم الحديث. والفحص عن احوال الروات ، وسائر الفنون الاسلامية
والاصول التى يعتمد عليها الشيعة فى استخراج الاحاديث الصحاح والحسان فى غاية المتانة. والانضباط والحاصل ان كثيراً من الروايات المأثورة فى اخبارهم عن الحوادث المستقبلة. والامور الغيبية من صحاح الاحاديث ، رواها الثقات باسناد عالية. ولا يرتاب المتتبع فى تواترها اجمالا بل بعضها متواتر تفصيلا ، وانكار جميع هذه الروايات زلة كبيرة فمن اين علم الخطيب ان جميع رواة هذه الاحاديث معروفون بالكذب ومن اين اطلع على جميع تلك الاحاديث ورواتها مع انه لم يسمع من
ـــــــــــــــ
(١) قال العلامة المحدث ابو الفيض احمد بن محمد بن الصديق الحسنى المغربى : قد جمع الحافظ اسماء من روى لهم البخارى منهم (يعنى من الشيعة فسمى نحو السبعين : وما اراه استوعب واما صحيح مسلم ففيه اكثر من ذلك بكثير حتى قال الحاكم : ان كتابه ملان من الشيعة ، راجع كتاب (فتح الملك العلى بصحة حديث باب مدينة العلم على ص١٠٦ من طبعته الثانية) وهذا الكتاب نفيس جداً يجب على الباحث ان يقرأه لان فيه من البحوث العلمية والفوائد الرجالية ما ربما لا يوجد فى غيره.