وقَدْ جَعَلتْ يوماً بِطِخْفَةَ خَيْلُنا |
|
لآلِ أَبِي قابُوسَ يوماً مُذَكَّرَا (١) |
وابنُ طَخْفَةَ : صحابيٌّ ، ويُذْكَر في طهف» قريباً إن شاءَ الله تعالى.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
الطَّخْفُ ، بالفتح : موضعٌ كما في الفَتْحِ.
[طرخف] : الطِّرْخِفُ ، والطِّرْخِفَةُ ، بكسرهما أَهْمَله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ وأبو حاتِمٍ : هُما ما رَقَّ من الزُّبْدِ وسالَ وهو الرَّخْفُ أَيضاً ، أَو هُو شَرُّ الزُّبْدِ زادَه أَبو حاتِمٍ ، قال : والرَّخْفُ كأَنَّه سَلْحُ طائِرٍ. قلتُ : وكأَنَّه الذي سَبَق للمصَنِّفِ من الطَّخْرِفِ والطِّخْرِفَةِ ، فإنَّهما مَقْلُوبانِ من الطِّرْخِفِ ، فتَأَمَّلْ.
[طرف] : الطَّرْفُ : العَيْنُ ، لا يُجْمَعُ ؛ لأَنّه في الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً ، ويكونُ جماعةً ، قال الله تعالى : (لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ) (٢) كما في الصِّحاح.
أَو هو : اسمٌ جامِعٌ للبَصَرِ قاله ابنُ عبَّادٍ ، وزاد الزَّمَخْشَرِيُّ : لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ لأَنَّه مصدَرٌ ، ولو جُمِعَ لم يُسْمَعْ في جَمْعِهِ أَطْراف ، وقالَ شيخُنا ـ عندَ قولِه : لا يُجْمَع ـ : قلتُ : ظاهِرُه ، بَلْ صَرِيحُه ـ لأَنَّهُ لا يَجُوزُ جَمْعُه ، وَلَيْسَ كذلك ، بل مُرادُهُم أَنَّه لا يُجْمَعُ وُجوباً ، كما في حاشيةِ البَغْدادِيِّ على شرح بانَتْ سُعاد» وبعد خُرُوجِه عن المَصْدَرِيَّةِ ، وصَيْرُورَتِه اسماً من الأَسماءِ ، لا يُعْتَبَرُ حُكْمُ المَصْدَرِيَّة ، ولا سِيَّما ولم يَقْصِدْ به الوَصْفَ ، بل جَعَله اسْماً ، كما هو ظاهِرٌ وقيل : أَطْرافٌ ويَرُدُّ ذلك قولُه تَعالى : (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ) (٣) ولم يَقُل : «الأَطْرَاف» وَروَى القُتَيْبيُّ في حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ قالت لِعائِشَةَ رضياللهعنهما : «حُمادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ» قال : هو جمع طَرْفِ العَيْن ، أَرادَتْ غَضَّ البَصَرِ ، وقد رُدَّ ذلك أَيضاً ، قال الزَّمَخْشَرِيُّ : ولا أَكادُ أَشُكُّ في أَنّه تَصْحِيفٌ ، والصَّوابُ : غَضُّ الإِطْراقِ أي : يَغْضُضْنَ من أَبصارِهِنَّ مُطْرِقاتٍ رامياتٍ بِأَبْصارِهِنَّ إلى الأَرْضِ (٤). وقال الرّاغِبُ : الطَّرْفُ : تَحْرِيك الجَفْنِ ، وعُبِّرَ به عن النَّظَر ؛ إِذْ (٢) كانَ تحريكُ الجَفْنِ يُلازمُه النَّظَرُ ، وفي العُبابِ : قولُه تعالى : (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (٥) قال الفَرّاءُ : معناهُ قبلَ أَنْ يَأْتِيَكَ الشيءُ من مَدِّ بَصَرِكَ ، وقيلَ : بمِقْدارِ ما تَفْتَحُ عينَكَ ثم تَطْرِفُ ، وقيل : بمِقْدارِ ما يَبْلُغُ البالِغُ إلى نِهايَةِ نَظَرِكَ.
والطَّرْفُ أَيْضاً : كَوْكَبانِ يَقْدُمانِ الجَبْهَةَ ، سُمِّيا بذلك لأَنَّهُما عَيْنا الأَسدِ ، يَنْزِلُهُما القَمَرُ نقله الجوهريُّ.
والطَّرْفُ : اللَّطْمُ باليَدِ على طَرفِ العَيْن ، ثم نُقِلَ إلى الضَّرْبِ عَلَى الرَّأْسِ.
والطَّرْفُ : الرَّجُلُ الكَرِيمُ الآباءِ إلى الجَدِّ الأَكْبَرِ.
والطَّرْفُ : مُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ ومُقْتَضَى سِياقِ ابنِ سيدَه أَنَّه الطَّرَفُ ، مُحَرَّكَةً ، فليُنْظَرْ.
وبَنُو طَرْفٍ : قومٌ باليَمَنِ لهم بَقِيَّةٌ الآن.
والطِّرْفُ بالكَسْرِ : الخِرْقُ الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ مِنّا يريدُ الآباءَ والأُمّهاتِ ، وهو مجازٌ. وقولُه : مِنّا ، أي من بَنِي آدَمَ ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الكَرِيمِ ، ولم يُقَيِّدْ بالطَّرَفَيْنِ ، وقالَ : من الفِتْيانِ ، زادَ في اللِّسانِ : ومن الرِّجالِ ج : أَطْرافٌ وَأَنشدَ ابنُ الأَعرابِيِّ لابنِ أَحْمَرَ :
عَلَيْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْمِ لم يَكُنْ |
|
طَعامُهُمُ حَبًّا بزُغْمَةَ أَسْمَرَا |
يَعْنِي العَدَسَ ، وزُغْمَةُ : اسمُ مَوْضِع.
والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ من غَيْرِنا وحِينَئذٍ ج : طُرُوفٌ لا غيرُ.
والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ من الخَيْلِ العَتِيقُ ، قال الرّاغِبُ : وهو الَّذِي يُطْرِفُ من حُسْنِه ، فالطِّرْفُ في الأَصْلِ هو المَطْرُوفُ ، أي : المَنْظُورُ ، كالنِّقْضِ (٦) بمعنى المَنْقُوضِ (٧) ، وبهذا النَّظَرِ قِيلَ له : هو قَيْدُ النَّواظِر ، فيما يَحْسُنُ حَتَّى يَثْبُتَ عَلَيه النَّظَرُ ، وهو مَجازٌ.
__________________
(١) في معجم البلدان برواية : يوماً مكدّرًا.
(٢) سورة إبراهيم الآية ٤٣.
(٣) سورة الرحمن الآية ٥٦.
(٤) انظر الفائق ١ / ٥٨٦.
(٥) عن المفردات وبالأصل «إذا».
(٦) سورة النمل الآية ٤٠.
(٧) بالأصل «كالنفض ... المنفوض» والمثبت عن المفردات.