أَبي بكرِ بنِ محمدِ بن أَبي بكرِ بنِ عُقَيْلٍ السَّقَّافُ العَلَويُّ الحُسَيْنيُّ المَكِّيُّ ، حَدَّثَ جَدُّه عن الشَّمْسِ البَابِلِيِّ ، وهو بنَفْسِهِ حَدَّثَ عن خَالِه عبدِ الله بنِ سالِمٍ البَصْرِيِّ ، وأَبي العَبَّاسِ النَّخْلِيِّ ، وغيرِهما.
وَسَقْفٌ ، بالفَتْحِ : لُغَةٌ في الْأُسْقُفِّ ، كأُرْدُنٍّ ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا.
[سكف] : الْأَسْكَفُ ، بِالفَتْحِ ، على أَفْعَل ، والْإِسْكَافُ ، بِالكَسْرِ ، والْأُسْكُوفُ بِالضَّمِّ ، وَاقْتَصَرَ عَلَيْهَما الجَوْهَرِيُّ ، والسَّكَّافُ ، كشَدَّادٍ ، والسَّيْكَفُ ، كَصَيْقَلٍ ، لُغَاتٌ أَرْبَعَةٌ : الخَفَّافُ وجَمْعُ الإْسْكَافِ : الأَسَاكِفَةُ.
أَو الْإِسْكَافُ عندَ العَربِ : كُلُّ صَانِعٍ سِوَى الخَفَّافِ ، فإِنَّهُ الْأَسْكَفُ ، كأَحْمَد ، وذلك إذا أَرادُوا مَعْنَى الإِسْكَافِ في الحَضَرِ ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ ، وأَنْشَدَ :
وَضَعَ الْأَسْكَفُ فِيهِ رُقَعاً |
|
مِثْلَ مَا ضَمَّدَ جَنْبَيْهِ الطَّحِلْ |
وَقال شَمِرٌ : رَجُلٌ إِسْكَافٌ ، وأُسْكُوفٌ : لِلْخَفَّافِ.
أَو الإِسْكَافُ : النَّجَّارُ ، قَالَهُ أبو عمرٍو ، وفي المُحْكَمِ : الإِسْكَافُ ، ـ وكذا لُغَاتُهُ الثَّلاثةُ ـ : الصَّانِعُ أَيًّا كَانَ ، وخَصَّ بعضهُمْ به النَّجَّارَ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشَّمَّاخِ :
لَم يَبْقَ إِلَّا مِنْطَقٌ وأَطْرَافْ (١) |
|
وبُرْدَتَانِ وقَمِيصٌ هَفْهَاف |
وشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاهَا إِسْكَافْ
قال : جَعَلَ النَّجَّارَ إِسْكَافاً على التَّوَهُّمِ ، أَراد : بَرَاهَا النَّجَّارُ.
وقال الجَوْهَرِيُّ : قَوْلُ مَن قال كُلُّ صَانِعٍ عندَ العَربِ إسْكافٌ ، فغَيْرُ مَعْرُوفٍ ، وقال أبو عمرٍو : وكلُّ صَانِعٍ بيَدِهِ بِحَدِيدَةٍ إِسْكَافٌ ، وقال ابنُ عَبَّادٍ : الإِسْكَافُ في قَوْلِ ابنِ مُقَبِلٍ :
«يَمُجُّهَا أَصْهَبُ الإِسْكَافِ»
يعني حُمْرَة الخَمْرِ ، أو هذه مِن تَصْحِيفِ ابنِ عَبَّادٍ في اللَّفْظِ ، وتَحْرِيفٍ في المَعْنَى ، وصَوَابُهُ بِالباءِ المُوَحَّدَةُ وسياقُ البَيْتِ :
يَمُجُّها أَكْلَفُ الإِسْكَابِ وَافَقَهُ |
|
أَيْدِي الهَبَانِيقِ بِالمَثْنَاةِ مَعْكُومُ |
أَكْلَفُ : أَسْوَدُ ، والإسْكَابُ والإِسْكَابَةُ : عُودٌ يُدَوَّرُ ، فيُجْعَلُ في مَكانٍ يُتَخَوَّفُ فيه الخَرْقُ مِن الزِّقِّ ، ثم يُشَدُّ حتى لا يَخْرُجَ منه شَيْءٌ ، حَقَّقَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ.
وإِسْكَافُ بَنِي الجُنَيْدِ : مَوْضِعَانِ : أَعْلَى ، وأَسْفَلُ ، بِنَوَاحِي النَّهْرَوَانِ ، مِن عَمَلِ بَغْدَادَ ، كان بَنُو الجُنَيْدِ رُؤَسَاءَ هذه النَاحِيَةِ ، وكان فيهم كَرَمُ ونَبَاهَةٌ ، فعُرِفَ المَوْضِعُ بهم ، وَقد نُسِبَ إِلَيْهِمَا عُلَمَاءُ ، وَطَائِفَةٌ كثيرةٌ مِن الكُتَّابِ وَالمُحَدِّثِين ، لم يَتَمَيَّزُوا لنا. قال ياقُوتُ : وهاتان النَّاحِيَتَانِ الآنَ خَرَابٌ بِخَرَابِ النَّهْرَوَانِ مُنْذُ أَيَامِ الملُوكِ السَّلْجُوقِيَّةِ ، انْسَدَّ نَهْرُ النَهْرَوَانِ ، واشتَغَل المُلُوكُ عن (٢) إِصْلاحِه وحَفْرِه باختِلافِهم ، وتَطَرَّقَها عَسَاكِرُهم ، فخَرِبَتْ الكُورَةُ بأَجْمَعِها.
وَمِمَّن يُنْسَب إِليها : أَبو بكرٍ محمدُ بنُ محمدٍ (٣) الإِسْكَافيُّ ، مِن شُيُوخِ الدَّارَقُطْنِيِّ ، ثِقَةٌ.
وَأَبو الفضلِ رِزْقُ بنُ مُوسَى الإِسْكَافيُّ ، مِن شُيُوخِ البَاغَنْدِيِّ ، والقاضي المَحَامِليِّ ، ثِقَةٌ.
وَأَبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ عبدِ الله الإِسْكَافيُّ ، أَحَدُ المُتَكَلِّمِين مِن المُعْتَزِلَةِ ، ماتَ سنةَ ٢٠٤.
وَأَبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ يحيى بنِ هارونَ (٤) الإِسْكافيُّ ، مِن شُيُوخِ الدَّارَقُطْنِيِّ ، سَمِعَ مِنْهُ بِإسْكَافَ.
وَمحمدُ بنُ عبدِ المُؤْمِنِ الإِسكَافيُّ ، رَوَى عنه الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ.
وَغيرُ هؤلاءِ مَذْكُورون في تاريخ بغداد.
والإِسْكَافُ : الْحَاذِقُ بِالأمْرِ ، نَقَلَهُ شَمِرٌ عن الفَقْعَسِيِّ سَماعاً ؛ وأَنْشَدَ :
حَتَّى طَوَيْنَاهَا كَطَيِّ الْإِسْكَافْ
وحِرْفَتُهُ : السِكَافَةُ ، كَكِتَابَةٍ ، وقال اللَّيْثُ : الإِسْكَافُ
__________________
(١) قوله «مِنْطَق» ، ويروى بفتح الميم وكسر الطاء ، فيريد كلامه ولسانه.
(٢) عن معجم البلدان وبالأصل «في».
(٣) في اللباب : محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي ، وفي معجم البلدان : محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي.
(٤) عن معجم البلدان وبالأصل «مردون».