كَالْجَرَبِ ، يَتَمَعَّطُ مِنْهُ خُرْطُومُهَا ، وَشَعَرُ عَيْنِهَا ، يُقَال : نَاقَةٌ سَعْفَاءُ ، وبَعِيرٌ أَسْعَفُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عنه ، وخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ به الإِنَاثَ ، وقد سُعِفَتْ ، بِالضَّمِّ ، هكذا في سائرِ النُّسَخِ ، وهو غَلَطٌ ، والصَّوابُ : وقد سَعِفَتْ (١) ، كَفَرِحَ ، وَنَّصُّ الصِّحاحِ : وقد سُعِفَ ، ومِثْلُه في الغَنَمِ الغَرَبُ.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : لا يُقَال السَّعَفُ في الجِمَالِ ، قال أَبو زَيدٍ : وجَوَّزَ ذلك بعضُهُمْ ، وهي لُغَةٌ قَلِيلَةُ ، قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : وإِنَّما هي في النُّوقِ ، وَمِثْلُه عن أَبي عُبَيْدٍ.
والأَسْعَفُ مِن الخَيْلِ : الأَبْيَضُ ، وَنَصُّ الصِّحاحِ : الأَشْيَبُ النَّاصِيَةِ ، وَذلك ما دَامَ فيها لَوْنٌ مُخَالِفٌ لِلْبَيَاضِ ، فإذا ابْيَضَّتْ كلُّهَا فهو الأَصْبَغُ ، كذا في كتابِ الخَيْلِ لأَبِي عُبَيْدَةَ.
والسُّعُوفُ ، بِالضَّمِّ : الأَقْدَاحُ الكِبَارُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
وقال بعضُهُم : السُّعُوفُ : أَمْتِعَةُ البَيْتِ ، وَفُرُشُهُ ، وخَصَّهَا بعضُهم بالمُحَقَّرَاتِ ، كالتَّوْرِ ، والدَّلْوِ ، والحَبْلِ ، ونحوِهَا.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : السُّعُوفُ : طَبَائِعُ النَّاسِ مِن الْكَرَمِ ، وغَيْرِهِ ، وَقال أَبو عمرٍو : يُقَال للضَّرائِبِ سُعُوفٌ ، قال : ولم أَسْمَعْ لها بوَاحِدٍ.
وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : كُلُّ شَيْءٍ جَادَ وبَلَغَ ، مِنْ مَمْلُوكٍ ، أو عِلْقٍ ، أو دَارٍ مَلَكْتَهَا ، فهو سَعَفٌ ، مُحَرَّكَةً (٢).
والسَّعْفُ ، بِالتَّسْكِينِ : السِّلْعَةُ ، يُقَال : إِنَّه سَعْفُ سُوءٍ ، أي : مَتاعُ سُوءٍ.
وقال أَبو الهَيْثَمِ : السَّعْفُ : الرَّجُلُ النَّذْلُ.
وقال اللَّيْثُ : السَّعْفَةُ بِهَاءٍ : قُرُوحٌ تَخْرُجُ بِرَأْسِ* الصَّبِيِّ وَوَجْهِهِ ، وَنَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ ، ولم يذكُر الوَجْهَ ، وقال بعضُهُم : هي قُرُوحٌ تَخْرُج بالرَّأْسِ ، ولم يَخُصَّ به رَأْسَ صَبِيٍّ ولا غيْرِه ، وقال كُرَاعٌ : هو دَاءٌ يخرُج بالرَّأْسِ ، ولم يُعَيِّنْهُ ، وقد سُعِفَ ، كَعُنِيَ ، وهو مَسْعُوفٌ ، وَقال أَبو ليلى : يُقَال : سُعِفَ الصَّبِيُّ : إذا ظَهَرَ ذلك به ، وقال أَبو حاتم : السَّعْفَةُ : يُقال لها : دَاءُ الثَّعْلَبِ ، يُورِثُ القَرَعَ ، والثَّعَالِبُ يُصِيبُهَا هذا الدَّاءُ ، فلذلك نُسِبَ إِليها.
وسَعْفَةٌ ، بِلَا لامٍ : وَالِدُ أَيُّوبَ العِجْلِيِّ الشَّاعِرِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
وسَعَفَ الرَّجُلَ بِحَاجَتِهِ ، كَمَنَعَ سَعْفاً ، عن ابنِ عَبَّادٍ ، وأَسْعَفَ ، إِسْعافاً : قَضَاها لَهُ ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وأَسْعَفَ الشَّيْءُ : دَنَا ، وَكذا أَسْعَفَ بِه ، إذا دَنَا منه ، قال الرَّاعِي :
وَكَائِنْ تَرَى مِنْ مُسْعِفٍ بِمَنِيَّةٍ |
|
يُجَنَّبُهَا أو مُعْصِمٍ ليس نَاجِيَا (٣) |
وَيُرْوَى : «مُجْحِفٍ» ، وهما بمعنًى.
وأَسْعَفَ لَهُ الصَّيْدُ : أَمْكَنَهُ.
وأَسْعَفَ بِأَهْلِهِ : أَلَمَّ بهم.
وَمن الإسْعَافِ بمَعْنى القُرْبِ والإِعَانَةِ وقَضاءِ الحَاجَةِ ، ما رُوِيَ في الحدِيثِ : «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُسْعِفُنِي ما يُسعِفُهَا» أي : يَنَالُنِي ما يَنَالُهَا ، ويُلِمُّ بِي ما يُلِمُّ بها.
والتَّسْعِفُ : تَخْلِيطُ الْمِسْكِ ـ ونَحْوِهِ ـ بِأَفَاوِيهِ الطِّيبِ ، وَالأَدْهَانِ الطَّيِّبَةِ ، يُقَال : سَعِّفْ لي دُهْنِي ، قَالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ.
وقال اللَّيْثُ : سَاعَفَهُ : مُسَاعَفَةً : إذا سَاعَدَهُ ، أو وَاتَاهُ علَى الأَمْرِ ، أي : وَافَقَهُ في حُسْنِ مْصَافَاةٍ ، ومُعَاوَنَةٍ ، وَأَنْشَدَ :
إِذِ النَّاسُ نَاسٌ والزَّمَانُ بِغِرَّةٍ |
|
وَإِذْ أُمُّ عَمَّارٍ صَدِيقٌ مُسَاعِفُ (٤) |
وَأَنْشَدَ غيرُه :
وَإنَّ شِفَاءَ النَّفْسِ لَوْ تُسْعِفُ النَّوَى |
|
أُولَاتُ الثَّنَايَا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجْلِ |
أي : لو تَقْرُبُ وتُوَاتِي ، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
ظَعَائِنُ لَهْوٍ وُدُّهُنَّ مَسَاعِفُ (٥).
__________________
(١) ومثله في التهذيب واللسان.
(٢) ضبطت بالقلم في التكملة بسكون العين.
(*) في القاموس : «على رأس» بدل : «برأس».
(٣) ديوانه ص ٢٨٥ وانظر تخريجه فيه ، وفي الديوان : «فكائن» بدل «وكائن».
(٤) البيت لأوس بن حجر ، ديوانه ط بيروت ص ٧٤ برواية : «بعزّة» بدل «بغرة».
(٥) البيت في ديوانه ص ٦٤ ط بيروت وصدره فيه :
وَقد أنتحي للجهل يوماً وتنتحي