المَشْرَبُ علَى الشُّرْبِ ، والمَوْضِعِ ، والمَشْرُوبِ ، وكذلِك المَطْعَمُ ، والمَرْكَبُ ، يَقَعَان علَى الطَّعَامِ المَأْكُولِ ، وعلَى المَرْكُوبِ ، فإِذا جازَ ذلك جازَ أَنْ يَقَعَ المَخْرَفُ علَى الرُّطَبِ المَخْرُوفِ ، قال : ولا يَجْهَلُ هذا إِلَّا قَلِيلُ التَّفْتِيشِ لِكَلامِ العَرَبِ ، قال الشاعرُ :
وَأُعْرِضُ عَنْ مَطَاعِمَ قد أَرَاهَا |
|
تُعَرَّضُ لِي وفي الْبَطْنِ انْطِوَاءُ |
قال : وقَوْلُهُ : «عَائِدُ المَرِيضِ علَى بَسَاتِينِ الجَنَّةِ» ، لِأَنَّ علَى لا تكونُ بِمَعْنَى في ، لا يَجُوزُ أَن يُقَالَ : الكيسُ عَلَى كُمِّي ، يُرِيدُ : في كُمِّي ، والصِّفاتُ لا تُحْمَلُ عَلَى أَخَوَاتِهَا إِلَّا بأَثَرٍ ، وما رَوَى لُغَوِيٌّ قَطُّ أَنَّهُم يضَعُون علَى مَوْضِعَ في. انتهى.
وَمِن المَخْرَفِ بمَعْنَى الطَّريقِ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُزَلِيِّ ، يَصِفُ رَجُلاً ضَرَبَهُ ضَرْبَةً :
فَأَجَزْتُهُ بِأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ |
|
نَهْجاً أَبَانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ(١) |
وَيُرْوَى : مِجْزَفِ ، كمِنْبَرٍ ، بالجِيم والزَّاي ، أي : يَجْزُفُ كلَّ شَيْءٍ ، وهي رِوَايَةُ ابنُ حَبِيب ، وقد تقدَّم (٢).
وَقال ثَعْلَبٌ : المَجَارِفُ : الطَّرِيقُ ، ولم يُعَيِّنْ أَيَّةَ الطُّرُقِ هي.
والْمِخْرَفُ ، كمِنْبَرٍ : زِنْبِيلٌ (٣) صَغِيرٌ يُخْتَرَفُ فِيهِ مِن أَطايِبِ الرُّطَبِ ، هذا نَصُّ العَبَابِ ، وأَخْصَرُ منه عبارةُ الرَّوْضِ : الْمِخْرَفُ ، بكَسْرِ المِيمِ : الآلَةُ التي تُخْتَرَفُ بها الثِّمَارُ ، وأَخْصَرُ منه عِبَارَةُ الجَوهَرِيِّ : الْمِخْرَفُ ، بالكَسْرِ : ما تُجْتَنَى فيه الثِّمَارُ ، ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : خَرَجُوا إِلَى المَخَارِفِ بالمَخَارِفِ ، أي : إِلَى البَسَاتِينِ بالزُّبُلِ.
والخُرَفَةُ ، كهُمَزَةَ : ة بَيْنَ سِنْجَارَ ونَصِيبِيْنَ ، مِنْهَا : أَبو العباس أَحمدُ بنُ الْمُبَارَكِ بنِ نَوْفَلٍ النَّصِيبِيُّ الخُرَفيُّ المُقْرِىءُ ، وَله تَصَانِيفُ ، مات في رجب سنة ٦٦٤ ، ويُفْهَم مِن سِياقِ الحافظ في التَّبْصِيرِ أَنَّه بالضَّمِّ فالسُّكُونِ. والإمامُ أَبو عليٍّ ضِياءُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي عليِّ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ الْخُرَيفِ ، كزُبَيْرٍ : مُحَدِّثٌ ، عن القاضي أَبي بكرٍ محمدِ بنِ عبدِ الباقِي بنِ محمدِ البَزَّار النَّصْرِيِّ الأَنْصَارِيِّ ، وعنه الأَخَوان : النَّجِيبُ عبدُ اللَّطِيف ، والعِزُّ عبدُ العزيز ، ابْنَا عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِيِّ ، وقد وَقَعَ لنا طَرِيقُهُ عَالياً ، في كتابِ شَرَفِ أَصْحَابِ الحَدِيثِ ، للحافِظ أَبي بَكرٍ الخَطِيبِ.
والْخَرُوفَةُ : النَّخْلَةُ يُخْرَفُ ثَمَرُها ، أي : يُصْرَمُ ، فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ ، وقال أَبو حَنِيفَةَ : وكذلك الْخَرِيفَةُ : هي النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرَّجُلُ لنفسِه وعِيَالِهِ ، وفي العُبَابِ : نَخْلَةٌ تَأْخُذُهَا لِتَلْقُطَ رُطَبَهَا. قاله شَمِرٌ : وقيل : الخَرِيفَةُ : هي التي تُعْزَلُ للخَرْفَةِ ، جَمْعُهَا خَرائِفُ ، أَوْ الْخَرَائِف : النَّخْلُ التي ، وَنَصُّ الصِّحاحِ : الَّلاتِي تُخْرَصُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ.
والخَرُوفُ كصَبُورٍ : وَلَدُ الحَمَلِ (٤) ، وقال اللِّيْثُ : هو الذَّكَرُ مِن أَوْلَادِ الضَّأْنِ (٥) ، أو إذا رَعَى وقَوِيَ منه خَاصَّةً ، وَهو دُونَ الجَذَعِ ، وهي خَرُوفَةٌ ، وَقد خَالَفَ هنا قَاعِدَتَهُ ، وَهو قَوْلُه : والأُنْثَى بهاءٍ ، فلْيُتَنَبَّه لذلك ، ج : أَخْرِفَةٌ ، في أَدْنَى العَدَدِ ، وخِرْفَانٌ ، بالكَسْرِ ، في الجَمِيعِ ، وإِنَّمَا اشْتِقَاقُهُ مِن أَنَّهُ يخْرُفُ مِن ههُنَا (٦) وههُنَا ، أي : يَرْتَعُ.
وَقد يُرَادُ بالخِرْفانِ : الصِّغارُ والجُهَّالُ ، كما يُرَادُ بالكِباش. الكِبَارُ والعُلَمَاءُ ، ومنه حديثُ المَسِيح عليهالسلام : «إِنَّمَا أَبْعَثُكُمْ كَالْكِبَاشِ تَلْتَقِطُونَ خِرْفَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ». والخَرُوفُ : مُهْرُ الْفَرَسِ إِلَى مُضِيِّ الْحَوْلِ ، نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ ، وأَنْشَدَ رَجُلٌ مِن بَلحَارِث بنِ كَعْبٍ يَصِفُ طَعْنَةً :
وَمُسْتَنَّةٍ كَاسْتِنَانِ الْخَرُو |
|
فِ قد قَطَعَ الْحَبْلَ بِالْمِرْوَدِ |
دَفُوعِ الأَصَابِع ضَرْحَ الشَّمُو |
|
سِ نَجْلَاءَ مؤْيِسَةِ الْعُوَّدِ |
__________________
(١) ديوان الهذليين ٢ / ١٠٧ برواية : يُحسَبُ أَثرُه.
(٢) كذا ، وقد تقدم في فرغ برواية «مخرف» كالأصل هنا.
(٣) التهذيب : زبيلٌ.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ولد الحمل ، الذي في الصحاح : الخروف : الحمل. ا هـ».
(٥) الذي نقله الأزهري عن الليث : الخروف : الحمل الذكر.
(٦) التهذيب من هنا وههنا.