والْحَلْفَاءُ : الْأَمَةُ الصَّخَّابَةُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ، ج : حُلُفٌ ، ككُتُبٍ.
وأَحْلَفَتِ الْحَلْفَاءُ : أَدْرَكَتْ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
قال : والمُحْلِفُ مِن الغِلْمَانِ : المَشْكُوكُ في احْتِلامِه ؛ لأَنَّ ذلِك ربَّمَا عادَ إِلَى الحَلِفِ ، وقال اللَّيْثُ : أَحْلَفَ الْغُلَامُ : إِذا جَاوَزَ رِهَاقَ الْحُلُمِ ، قال : وقال بعضُهُم : قد أَحْلَفَ (١) ، وَنَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً كذا ، وزَادَ : فيُشَكُّ في بُلُوغِهِ ، قال الأَزْهَرِيُّ : أَحْلَفَ الغلامُ (١) ، بهذا المعنَى خطأٌ ، إِنَّمَا يُقَالُ : أَحْلَفَ الغلامُ : إذا رَاهَقَ الحُلمَ ، فاخْتَلَفَ النَّاظِرُون إِليه ، فقائلٌ يقولُ : قد احْتَلَمَ وأَدْرَكَ ، ويَحْلِفُ على ذلِكَ ، وقائلٌ يقول : غيرُ مُدْرِكٍ ، ويَحْلِفُ علَى ذلك.
وأَحْلَفَ فُلَانًا : حَلَّفَهُ تَحْلِيفاً ، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
قَامَتْ إِلَيَّ فَأَحْلَفْتُهَا |
|
بِهَدْيٍ قَلَائِدُهُ تَخْتَنِقْ |
وقَوْلُهُمْ : حَضَارِ والْوَزْنُ مُحْلِفَانِ ، قال الجَوْهَرِيُّ : هُمَا نَجْمَانِ يَطْلُعَانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ ، أي مِن مَطْلَعِه ، كما في المُحْكَمِ ، فيَظُنُّ النَّاظِرُ ، وَفي الصِّحاح : النّاسُ بِكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ سُهَيْلٌ ، ويَحْلِفُ أَنَّهُ سُهَيْلٌ ، ويَحْلِفُ آخَرُ أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ ، وفي اللِّسَانِ : وكُلُّ مَا يُشَكُّ فِيهِ فيُتَحَالَفُ عَلَيْهِ فهُوَ مُحْلِفٌ ، وَمُحْنِثٌ عندَ العَرَبِ ، قال ابنُ سِيدَه : لِأَنَّه دَاعٍ إلى الحَلِفِ ، وهو مَجازٌ ، ومِنْهُ كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ ، وَفي الصِّحَاحِ : مُحْلِفَةٌ : أي بَيْنَ الأَحْوَى والأَحَمِّ ، حتى يُخْتَلَفَ في كُمْتَتِهِ ، وكُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفٍ : إذا كان أَحْوَى خَالِصَ الحُوَّةِ ، أو أَحَمَّ بَيِّنَ الحُمَّةِ ، ويُقَال : فَرَسٌ مُحْلِفٌ ومُحْلِفَةٌ ، وَهو الكُمَيْتُ الْأَحَمُّ والأَحْوَى ، لأَنَّهُمَا مُتَدَانِيَان حتى يَشُكَّ فيهما البَصِيرَانِ ، فيحْلِفَ هذا أَنَّه كُمَيْتٌ أَحْوَى ، ويَحْلِفَ هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحَمُّ.
فإِذا عَرَفْتَ ذلك ظهَر لك أنَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ : خَالِصُ اللَّوْنِ إِنَّمَا هو تَفْسِيرٌ لغيرِ مُحْلِفٍ ، فالصَّوَابُ : غيرُ خالِصِ اللَّوْنِ ، ومنه قولُ ابنُ كَلْحَبَةَ اليَرْبُوعِيّ :
كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفَةٍ ولكِنْ |
|
كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ بِهِ الْأَدِيمُ (٢) |
يعني أَنَّهَا خَالِصَةُ اللَّوْنِ ، لا يُحْلَفُ عليها أَنَّهَا لَيْسَتْ كذلِك ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : مَعْنَى مُحْلِفَةٍ هنا ، أَنَّه فَرَسٌ لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يَحْلِفَ أنه رأَى مِثْلَها كَرَماً ، وَالصحيحُ هو الأَوَّلُ.
وحَلَّفَهُ القاضِي تَحْلِيفاً ، واسْتَحْلَفَهُ : بمعنًى واحدٍ ، وَكذلك أَحْلَفَهُ ، وقد تقدَّم ، كأَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه ، وقد اسْتَحْلَفَهُ بالله ما فَعَل ذلك ، وحَلَّفَهُ ، وأَحْلَفَهُ.
ومِن المَجَازِ : حَالَفَهُ على ذلك مُحَالَفَةً وحِلافاً : أي عَاهَدَهُ ، وَهو حِلْفُه ، وحَلِيفُه.
ومِن المَجَازِ : حَالَفَ فُلانًا بَثُّهُ وحُزْنُهُ : أي لَازَمَهُ.
وَقال أَبو عُبَيْدَةَ : حَالَفَها إِلَى مَوْضِعِ كذا ، وخَالَفَهَا ، بالحاءِ والخاءِ ، أي : لَازَمَهَا ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ :
وحَالَفَهَا في بيْتِ نُوبٍ عَوَامِلِ (٣)
وَقيل : الحاءُ خَطَأٌ ، وسيأْتي البَحْثُ فيه في «خ ل ف» إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وتَحَالَفُوا : تَعَاهَدُوا ، وَهو مَجَازٌ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
المُحَالَفَةُ : المُؤَاخاةُ ، ومنهالحديثُ : «حَالَفَ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ» : أي آخَى ، لأَنَّهُ لا حِلْفَ في الإِسْلام.
وَالحَلِيفُ : الحَالِفُ ، وجَمْعُهُ : الحُلَفَاءُ ، وهو حَلِيفُ السَّهَرِ : إذا لم يَنَمْ ، وهو مَجَازٌ.
وَنَاقَةٌ مُحْلِفَةٌ : إذا شُكَّ في سِمَنِهَا حتى يَدْعُوَ ذلك إِلَى الحَلِفِ ، وهو مَجَازٌ.
وَرَجلٌ حَالِفٌ ، وحَلَّافٌ ، وحَلَّافَةٌ : كَثِيرُ الحَلِفِ.
وَحَلَفَ حِلْفَةً فاجِرةً ، وحَالَفَهُ علَى كذا ، وتَحَالَفُوا عَلَيه ، وَاحتَلَفَوا ، كلُّ ذلك مِن الحَلِفِ ، وهو القَسَمُ.
وَالحَلَافَةُ ، بالفَتْحِ : الحِدَّةُ في كلِّ شَيْءٍ ، وكأَنَّهُ أَخُو الحَلْفاءِ ، أي : الأَسَد ، وأَرْضٌ حَلِفَةٌ ، كفَرِحَةٍ ، ومُحْلِفَةٌ : كثيرةُ الحَلْفَاءِ ، وقال أَبو حَنِيفةَ : أَرْضٌ حَلِفَةٌ : تُنْبِتُ الحَلْفاءَ.
__________________
(١) ضبطت عن اللسان ، وضبطت اللفظة في التهذيب بالبناء للمجهول.
(٢) المفضليات ص ٣٣ مفضلية رقم ٣.
(٣) ديوان الهذليين ١ / ١٤٣ وتمام روايته :
إذا لسعته الدَّبرُ لم يرجُ لسعها |
|
وَخالفها في بيت نوبٍ عواسلِ |