* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
تَمْرٌ حَشِفٌ ، ككَتِفٍ : كثيرُ الحَشَفِ ، علَى النَّسَبِ.
وَقد أَحْشَفَتِ النَّخْلَةُ : صارَ تَمْرُهَا حَشَفاً وفي المَثَلِ : «أَحَشَفاً وسُوءَ كِيلَةٍ؟» ، هكذا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ ولم يُفَسِّرْهُ ، وَفي العُبَاب : انْتِصَابُه بإِضْمَارِ الفِعْلِ ، أي : أَتَجمَعُ التَّمْرَ الرَّدِيءَ والكَيْلَ المُطَفَّفَ؟ ، يُضْرَبُ في خَلَّتَيْ إِساءَةٍ تَجْتَمِعان علَى الرَّجُلِ.
وَأَحْشَفَ ضَرْعُ الناقَةِ : إذا تَقَبَّضَ (١) واسْتَشَنَّ ، أي : صار كالشَّنِّ.
وَحَشَفَ خِلْفُ النَّاقَةِ : إذا ارْتَفَعَ منها اللَّبنُ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
وَتَحَشَّفَتْ أَوْبَارُ الإِبِل : طارَتْ عنها وتَفَرَّقَتْ ، لُغَةٌ في السِّينِ.
وَيُقَال : رأَيْتُ فُلانًا مُتَحَشِّفاً : أي سَيِّيءَ الحالِ ، مُتَقَهِّلاً ، رَثَّ الهَيْئَةِ ، وقيل : مُبْتَئِساً مُتَقَبِّضاً ، وقيل : مُشَمِّرًا ثَوْبَهُ.
[حصف] : الْحَصْفُ : الْإِقْصَاءُ والْإِبْعَادُ ، كالْإحصَافِ ، كذا في النَّوادِرِ ، وكذا ، حَصَبَهُ عن كذا ، وأَحْصَبَهُ : إذا أَقْصَاهُ.
والحَصَفُ بِالتَّحْرِيكِ : الْجَرَبُ الْيَابِسُ ، وَقد حَصِفَ جِلْدُه ، كَفَرِحَ : جَرِبَ ، كما في الصِّحاح ، وقيل : الحَصَفُ : بَثْرٌ صِغَارٌ يَقِيحُ ولا يَعْظُمُ ، وربما خَرَجَ في مَرَاقٍّ البَطْنِ أَيَّامَ الحَرِّ.
وحَصُفَ الرَّجُلُ ، كَكَرُمَ : اسْتَحْكَمَ عَقْلُهُ ، فهو حَصِيفٌ : مُحْكَمُ العَقْلِ ، والمَصْدَرُ الْحَصَافَةُ ، ككَرُمَ فهو كَرِيمٌ ، وهو مَجَازٌ ، ويُقَال : الحَصَافَةُ : ثَخَانَةُ العَقْلِ وجَوْدَةُ الرَأْي ، قال :
حَدِيثُكَ في الشِّتَاءِ حَديثُ صَيْفٍ |
|
وَشَتْوِيُّ الْحَدِيثِ إذا تَصِيفُ |
فَتَخْلِطُ فِيهِ مِنْ هذا بِهذا |
|
فمَا أَدْرِي : أَأَحْمَقُ أَمْ حَصِيفُ؟ |
وَفي كِتَابِ عُمَرَ إلى أَبِي عُبَيْدَةَ رضياللهعنهما : «أَنْ لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله إِلَّا بَعِيدُ الغِرَّةِ ، حَصِيفُ العُقْدَةِ» أَراد بالعُقْدَةِ : الرَّأْيَ والتَّدْبِيرَ.
وأَحْصَفَ الْأَمْرَ : أَحْكَمَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وهو مَجَازٌ.
وأَحْصَفَ الْحَبْلَ : أَحْكَمَ فَتْلَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
ومِن المَجَازِ : أَحْصَفَ الرَّجُلُ ، وَكذلِكَ الْفَرَسُ : إذا مَرَّا سَرِيعاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ ، وهو العَجَّاجُ :
ذَارٍ إِذَا لَاقَى الْعَزَازَ أَحْصَفَا |
|
وإِنْ تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفَا (٢) |
وفَرَسٌ مُحْصِفٌ ، كمُحْسِنٍ ، ومِنْبَرٍ ، ومِصْبَاح ، كما في الْمِصْبَاحِ (٣) ، والذي في الصِّحَاحِ نَاقَةٌ مِحْصَافٌ ، وشَاهِدُه قَوْلُ عبدِ الله بنِ سَمْعَانَ التَّغْلِبِيِّ (٤) :
وَسَرَيْتُ لا جَزِعاً ولا مُتَهَلِّعاً |
|
يَعْدُو برَحْلِي جَسْرَةٌ مِحْصَافُ |
أَو هو ، أي : الإِحْصَافُ : أَنْ يُثِيرَ الْحَصْبَاءَ في عَدْوِهِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ ، أَو هو مَشْيٌ فيه تَقَارُبُ خَطْوٍ ، وهو مَعَ ذلِكَ سَرِيعٌ ، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ ، وقال أَبو عُبَيْدَةَ : الإِحْصَافُ في الخيلِ : أَن يُخَذْرِفَ الْفَرَسُ في الجَرْيِ وليس فيه فَضْلٌ ، يُقَالُ : فَرَسٌ مُحْصِفٌ ، والأُنْثَى مُحْصِفَةٌ ، وذلِك بُلُوغُ أَقْصَى الحُضْرِ.
واسْتَحْصَفَ الشَّيْءُ : اسْتَحْكَمَ ، وَهو مَجَازٌ في الرَّأْيِ وَالْأَمْرِ ، حَقِيقَة في الحَبْلِ ، وقد نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
واستَحْصَفَ عَلَيه الزَّمَانُ : أي اشْتَدَّ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وَهو مَجازٌ.
ومِن المَجَازِ : اسْتَحْصَفَ الْفَرْجُ : ضَاقَ ويَبِسَ عِنْدَ الْجِمَاعِ ، وَذلِكَ مما يُسْتَحَبُّ ، فهي مُسْتَحْصِفَةٌ ، قال : النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يَصِفُ فَرْج امْرَأَة :
وَإِذَا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ |
|
رَابِي الْمَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ |
وَإِذَا نَزَعْتَ نَزَعْتَ مِنْ مُسْتَحْصِفٍ |
|
نَزْعَ الْحَزَوَّرِ بِالرِّشَاءِ الْمُحْصَدِ |
__________________
(١) في التهذيب : «انقبض» والأصل كاللسان.
(٢) الذرو : المرّ الخفيف ، والغدر : ما ارتفع من الأرض وانخفض.
(٣) كذا بالأصل ، ولم يرد هذا المعنى في المصباح.
(٤) عن اللسان وبالأصل «البعلي».