فإنّه بنى على القبر الشريف قبة وحصناً
ـ سوراً ـ فيه سبعون طاقاً ـ إيواناً ـ .
وبعدها بقليل قام (أبو الهيجاء عبدالله
بن حمدان) ببناء حصار ـ سور ـ ، وقبة عظيمة على القبر رفيعة الأركان من كلّ جانب
لها أبواب ، وسترها بفاخر الستور وفرشها بثمين الحصر الساماني .
(العمارة الثالثة)
وهي من أجمل العمارات وأحسن ما وصل إليه
فن الهندسة في ذلك العصر.
قام ببنائها (عضد الدولة البويهي ت ٣٧٢
هـ) سنة ٣٦٧ هـ ، فقد بذل عليها الأموال الكثيرة ، وجلب لها أمهر الفعلة
والمهندسين مدّة سنة كاملة ، وكان يشرف على البناء بنفسه ، حتّى أتم العمل بها ، ووزّع
الأموال الطائلة على سكان النجف .
وقد طرأت على هذه العمارة اصلاحات كثيرة
وتحسينات من قبل البويهيين أنفسهم ، ووزرائهم ، والحمدانيين ، ومن بني جنكيزخان
وغيرهم حتّى وصلت إلى ذلك الشكل والأثاث والزينة الّتي رآها (ابن بطوطة).
فقد وصفها وصفاً دقيقاً ، وذكر ما فيها
من فن رفيع ، وما حوته من ثمين الفرش والمعلقات ، وما يصنعه السدنة وقوام المشهد
مع الزائرين في (رحلته) .
(العمارة الرابعة)
وهي الّتي حدثت في سنة ٧٦٠ هـ بعد احتراق
العمارة الثالثة ، فقد جددت من قبل عدة من المحسنين ولم ينسب بناؤها إلى أحد.
ويعتقد الشيخ جعفر محبوبه أنّ هذه
العمارة أقامها الأيلخانيون ، ثمّ أصلحها
____________________