الدَّوابَّ ، ومِنْهُ الكَلأُ الوَبِيلُ ، مثلُ جُدَاعٍ بالدّالِ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ ، وصاحِبُ اللِّسَان.
وِالجُزَيْعَةُ : القِطْعَةُ من الغَنَمِ ، تَصْغِيرُ الجِزْعَةِ ، بالكَسْر ، وهُوَ القَلِيلُ مِن الشَّيْءِ ، هكَذا هو في نُسَخِ الصّحاحِ بخَطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَوِيّ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : وهكَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ مُصغَّراً.
والذِي جَاءَ في المُجْمَلِ لابْنِ فَارِسٍ ـ بفَتْحِ الجِيمِ وكَسْرِ الزَّايِ ـ : الجَزِيعَةُ ، وقَالَ : هي القِطْعَةُ من الغَنَمِ ، فَعِيلَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَة. قال : ومَا سَمِعْنَاها في الحَدِيثِ إِلّا مُصَغَّرَةً. وفي حَدِيثِ المِقْدَادِ : «أَتَانِي الشَّيْطَانُ فقالَ : إِنَّ مُحَمَّداً يَأْتِي الأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ ، ما بِهِ حاجَةٌ إِلى هذِهِ الجُزَيْعَةِ» هي تَصْغِيرُ جِزْعَةٍ ، يُرِيدُ (١) القَلِيلَ مِنَ اللِّبَنِ ، هكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو أَبُو مُوسَى وشَرَحَه ، والَّذِي جاءَ في صَحِيحِ مُسْلِم : «ما به حاجَةٌ إِلَى هذِهِ الجِزْعَةِ» ، غَيْر مُصَغَّرَة. وأَكْثَرُ ما يُقْرَأُ في كِتَابِ مُسْلِمٍ «الجُرْعَة» ، بضَمِّ الجِيمِ وبِالرَّاءِ (٢) ، وهِي الدُّفْعَةُ مِن الشُّرْبِ. وقد تَقَدَّمَ.
[جسع] : الجُسُوعُ ، بالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان. وقال الخَارْزَنْجِيُّ : هو الإِمْساكُ عن العَطَاءِ والكَلامِ.
وِيُقَالُ : سَفَرٌ جَاسِعٌ ، أَي بَعِيدٌ.
قالَ : وجَسَتَ النَّاقَةُ ، كمَنَعَ : دَسَعَتْ (٣) ، كاجْتَسَعَتْ ، وجَسَعَ فُلانٌ : قَاءَ. كَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ في كِتَابَيْه.
[جشع] : الجَشَعُ ، مُحَرَّكَةً : أَشَدُّ الحِرْصِ كما في الصّحاح ، زَادَ في العُبَابِ : وأَسْوَؤُهُ علَى الأَكْلِ وغَيْرِهِ.
وِقال ابنُ دُرَيْدٍ : قال الأَصْمَعِيُّ : قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ : ما الجَشَعُ؟ قَالَ : أَسْوَأُ الحِرْصِ ، فَسَألْتُ آخَرَ فقال : أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ ، وتَطْمَعَ في نَصِيبِ غَيْرِكَ ، وَقَدْ جَشِعَ ، كفَرِحَ جَشَعاً ، فهو جَشِعٌ ، مِنْ قَوْمٍ جَشِعِينَ ، قالَ الشَّنْفَرَى :
وِإِنْ مُدَّتِ الأَيْدِي إِلَى الزّادِ لَمْ أَكُنْ |
|
بأَعْجَلِهِمْ ، إِذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ (٤) |
وقالَ سُوَيْدُ بنُ [أَبِي] كاهِلٍ (٥) اليَشْكُرِيّ ـ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ ـ :
فَرَآهُنَّ ولَمَّا يَسْتَبِنْ |
|
وِكِلابُ الصَّيْدِ فِيهِنَّ جَشَعْ |
وَمُجَاشِعُ بنُ دَارِمِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرٍو ، بالضَّمِّ : أَبُو قَبِيلَةٍ مِنْ تَمِيمِ ، مَشْهُورٌ. قالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الفَرَزْدَقَ :
وُضِعَ الخَرِبرُ فَقِيلَ : أَيْنَ مُجَاشعٌ؟ |
|
فَشَحَا جَحَافِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعُ |
وقالَ الفَرَزْدَقُ :
فيَا عَجَبِي ، حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي |
|
كأَنَّ أَباهَا نَهْشَلٌ أَوْ مُجَاشِعُ |
وِمُجَاشِعُ بنُ مَسْعُودُ بنِ ثَعْلَبَةَ السُّلَمِيّ : صَحَابِيٌّ رضياللهعنه ، نَزَلَ البَصْرَةَ هو وأَخُوهُ مُجَالِدٌ ، وقُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ مع عائِشَةَ ، رضياللهعنها ، رَوَى عنه جَماعَةٌ ، وكانَ بحَاضِرِ «تَوَّجَ» أَمِيراً ، زَمَنَ عُمَرَ ، رضياللهعنه.
وِرُوِيَ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ : تَجَاشَعَا الماءَ ، أَي تَضَايَقا عَلَيْهِ ، وكَذلِكَ تَنَاهَبَاه ، وَتَشَاحَجَاه وتَعَاطَشَاهُ.
وِالتَّجَشُّعُ : التَّحَرُّصُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ، قال : جَشِعَ ، بالكَسْرِ ، وتَجَشَّعَ مِثْلُه.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
الجَشَعُ ، مُحَرَّكَةً : الجَزَعُ لفِرَاق الإِلْفِ. والجَشَعُ أَيْضاً :الفَزَعُ.
وقَوْمٌ جَشَاعَى ، وجُشَعَاءُ ، وجِشَاعٌ بالكَسْرِ.
ورَجُلٌ جَشِعٌ بَشِعٌ : يَجْمَعُ جَزَعاً وحِرْصاً وخُبْثَ نَفْسٍ.
وِالجَشِيعُ ، كأَمِيرٍ : المُتَخَلِّقُ بالباطِلِ ومَا لَيْسَ فيه.
وِالجَشِعُ ، كَكَتِفٍ : الأَسَدُ. قال أَبو زُبَيْدٍ الطَّائيُّ :
وَرْدَيْنِ قد أَخَذَا أَخْلاقَ شَيخِهما |
|
ففِيهِمَا جُرْأَةُ الظَّلْمَاءِ والجَشَعُ |
[جعع] : جَعَّ فُلانٌ : أَكَلَ الطِّينَ ، عن أَبِي عَمْرٍو.
__________________
(١) عن اللسان بالأصل «تريد».
(٢) عن النهاية واللسان وبالأصل : «الجيم والراء».
(٣) دسعت أي دفعت جرتها حتى أخرجتها من جوفها الى فيها وأفاضتها.
(٤) لامية العرب البيت رقم ٨.
(٥) بالأصل «كامل» والزيادة ضرورية. انظر الشعر والشعراء ص ٢٥٠.