وقَدْ حَقَّقْناهُ فِي هـ س ع فراجِعْهُ ، وقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ فِي جَمْهَرَةِ نَسَبِ حِمْيَرَ : وَلَدَ حِمْيَرُ بنُ سَبَإِ الهَمَيْسَعَ ، ومَالِكاً ، وزَيْدًا ، وعَرِيباً (١) ، ووائِلاً ومَسْرُوحاً ، وعَمِي كَرِبَ ، ودَوْماً ، وأَوْساً (٢) ، ومُرَّةَ ، رَهْطَ مَعْدِيكرِبَ بنِ النُّعْمَانِ ، وهُمْ بحَضْرَمَوْتَ ، انْتَهَى. قلتُ : وفِي المُقَدِّمَةِ الفاضِلِيَّةِ : فوَلَدَ حِمْيَرُ بنُ سَبَإِ بنِ يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ مالِكاً :بَطْنٌ ، وعامِرًا بَطْنٌ ، وعَوْفاً أَبْطُنٌ ، وسَعْدًا بَطْنٌ ، ووائِلَةَ وهَيْسَعاً (٣) : قَبِيلَةٌ ، وعَمْرًا (٣) وفيهِ البَيْتُ والعَدَد ؛ وأَعْقَبَ هَمَيْسَع مِن وَلَدِه : أَيْمَنَ بنَ هَمَيْسَعٍ ، وهُوَ جَدُّ ذِي رُعَيْنٍ ، وعَلَيْهِ أَكْثَرُ العُلَمَاءِ والعَمَلُ ، وكَذا التَّبابِعَةُ يُنْسَبُونَ إِلى أَيْمَنَ بنِ هَمَيْسَعٍ ، وفِيهِ خِلافٌ.
وأَبُو الهَمَيْسَعِ : شاعِرٌ مِنْ أَعْرَابِ مَدْيَنَ ، ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ اسْتِطْرَادًا في «جَحْلَنْجَع».
[همع] : هَمَعَتْ عَيْنُه ، كجَعَلَ ، ونَصَرَ ، وعَلَى الثّانِي اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ ، تَهْمَعُ وتَهْمُعُ هَمْعاً ، بالفَتْحِ ، وَهُمُوعاً بالضَّمِّ ، وهَمَعَاناً ، بالتَّحْرِيكِ ، وتَهْماعاً ، بالفَتْحِ : أَسالَتِ الدُّمُوعَ (٤) كَذا فِي العُبَابِ ، وفِي الصِّحاحِ : أَي دَمَعَتْ ، وفي اللِّسَانِ : أَيْ سالَتْ دُمُوعُهَا ، وكَذَا الطَّلُّ عَلَى الشَّجَرَةِ إِذَا سَقَطَ ثُمَّ سالَ ، يُقَالُ : هَمَعَ.
وِسَحَابٌ هَمِعٌ ، ككَتِفٍ : ماطِرٌ ، كما فِي الصِّحاحِ ، زادَ غَيْرُه : بَنَوْه عَلَى صِيغَةِ هَطِلٍ ، قالَ الطِّرِمّاحُ :
تَنَكَّرَ رَسْمُهَا إِلّا بَقايَا |
|
عَفَا عَنْهَا جَدَا هَمِعٍ هَتُونِ |
وِدُمُوعٌ هَوَامِعُ : سائِلاتٌ.
وِالهَيْمَعُ ، كصَيْقَلٍ : شَجَرٌ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ ، وسَيَأْتِي فِي الغَيْنِ أَيْضاً.
وِقالَ اللَّيْثُ : الهَيْمَعُ : المَوْتُ الوَحِيُّ ، وأَنْشَدَ لِأَبِي سَهْمٍ [أسامة بن الحارث] (٥) الهُذَلِيِّ :
إِذا بَلَغُوا مِصْرَهُمْ عُوجِلُوا |
|
مِنَ المَوْتِ بِالهَيْمَعِ الذِاعِطِ |
كالهِمْيَعِ ، كحِذْيَمٍ ، قالَهُ العُزَيْزِيّ ، وأَنْشَدَ البَيْتَ «بالهِمْيَعِ الذّاعِطِ» وكذلِكَ ابنُ فارِس ، قال : ويُقَالُ بالغَيْنِ أَيْضاً ، ولم يُنْشِدِ البَيْتَ ، قالَ الصّاغَانِيُّ : وكِلاهُمَا تَصْحِيفٌ ، والصّوابُ : «بِالهِمْيَغِ» المِيمُ قَبْلَ الياءِ ، وبالغَيْنِ المُعْجَمَةِ ، وهكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ ، كَذا فِي العُبَابِ ، وفِي المُحْكَمِ : ولا تَلْتَفِتْ للْهَيْمَعِ ؛ بالعَيْنِ فإِنَّه بالغَيْنِ ، وإِنْ كانَ قَدْ حَكَاهُ قَوْمٌ بالعَيْنِ ، وبالغَيْن والعَيْنِ قَوْمٌ آخُرُونَ ، وفي التَّهْذِيبِ ـ بعدَ ما نَقَلَ قَوْلَ اللَّيْثِ ـ وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ : الهِمْيَعُ (٦) : المَوْتُ ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الهُذَلِيِّ قالَ : هكَذَا رُوِيَ بكَسْرِ الهاءِ ، والياءُ بَعْدَ المِيمِ ، قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهُوَ الصّوَابُ ، قال : والهَيْمَعُ عِنْدَ البُصَراءِ تَصْحِيفٌ. وقالَ اللَّيْثُ : ذَبْحٌ هَيْمَعٌ : سَرِيعٌ.
وِقالَ ابْنُ عَبَادٍ : تَهَمَّعَ الرَّجُلُ ، أَي : تَبَاكَى وقِيلَ : بَكَى.
وِقالَ أَيْضاً : اهْتُمِعَ لَوْنُه ، مَجْهُولاً : إِذا تَغَيَّرَ مِنْ خَوْفٍ أَو فَزَعٍ ، وكَذلِكَ امْتُقِعَ ، قالَهُ الكِسَائِيُّ وغَيْرُه ، كَمَا فِي اللِّسَانِ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
أَهْمَعَ الدَّمْعُ والماءُ ونَحْوُهُما : سالَ ، كتَهَمَّعَ ، وأَهْمَعَ الطَّلُّ كَذلِكَ ، قالَ رُؤُبَةُ يَصِفُ ثَوْرًا :
بادَرَ مِنْ لَيْلٍ وطَلٍّ أَهْمَعَا
ورَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ : «وطَلٍّ هَمَعَا» وقالَ الصّاغَانِيُّ : «طَلّ أَهْمَعَ» : ذِي هَمَعَانٍ.
وعَيْنٌ هَمِعَةٌ : لا تَزَالُ تَدْمَعُ ، بُنِيَتْ عَلَى صِيغَةِ الدّاءِ ، كرَمِدَتْ فَهِيَ رَمِدَةٌ ، وقالَ اللِّحْيَانِيُّ : وزَعَمُوا أَنَّ هَمِعَتْ لُغَةٌ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ : هَمَعَ رَأْسَهُ ، فهُوَ مَهْمُوعٌ : إِذا شَجَّهُ.
قلت : وسَيَأْتِي فِي الغَيْنِ ، هَمَغَ رَأْسَه : إِذا شَدَخَهُ.
وِالهَمُوعُ ، كصَبُورٍ : السّائِلُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
__________________
(١) عن جمهرة ابن حزم ص ٤٣٢ وبالأصل «وعربياً».
(٢) عن جمهرة ابن حزم وبالأصل «وأوسياً» ولم يذكر ابن حزم في أولاده : «دوما».
(٣) بالأصل «وهميسع ... وعمرو».
(٤) في القاموس : الدمع.
(٥) زيادة عن الديوان الهذليين ٢ / ١٩٦ والبيت في شعره برواية : بالهميغ ، وفسره : هِمْيَغ موت وحي.
(٦) الأصل واللسان وفي التهذيب : الهِمْيَغ.