وِالمَنْزَعَةُ ، بالفَتْحِ : القَوْسُ الفَجْوَاءُ ، عَنِ الفَرّاءِ.
وِفِي الصِّحاحِ : المَنْزَعَةُ : ما يَرْجِعُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ مِنْ رَأْيِه وأَمْرِه وتَدْبِيرِه ، وهُوَ مَجَازٌ ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِلَبيدٍ ـ رضياللهعنه ـ :
أَنَا لَبِيدٌ ثُمَّ هذِي المَنْزَعَهْ |
|
يا رُبَّ هَيْجَا هِي خَيْرٌ مِنْ دَعَهْ |
وِالمَنْزَعَةُ : رَأْسُ البِئْرِ الَّتِي يَنْزِعُ عَلَيْهِ ، وقالَ الفَرّاءُ :هِيَ الصَّخْرَةُ يَقُومُ عَلَيْهَا السّاقِي ، زادَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ :والعُقابانِ مِنْ جَنْبَتَيْهَا تُعَضِّدانِهَا ، وهِيَ الَّتِي تُسَمَّى القَبِيلَة.
وِمِنَ المَجَازِ : المَنْزَعَةُ : الهِمَّةُ قالَ الكِسَائِيُّ : يُقَال :والله لتَعْلَمَنَّ أَيُّنَا أَضْعَفُ مَنْزَعَةً. ويُكْسَرُ ، عن خَشَّافٍ (١) الأَعْرَابِيِّ ، قالَ الجَوْهَرِيُّ : حَكَاهُ ابنُ السِّكِّيتِ في بابِ مِفْعَلَة ومَفْعَلَة ، ويُقَالُ : فُلانٌ قَرِيبُ المِنْزَعَةِ ، أَي : قَرِيبُ الهِمَّةِ ، هذا نَصُّ العُبَابِ والصِّحاحِ واللِّسَانِ ، ووَقَعَ في اللِّسَانِ (٢) : وهُوَ قَرِيبُ المَنْزَعَةِ ، أَي : غيرُ ذِي هِمَّةِ ، فتَأَمَّلْ.
وِالنَّزَعَةُ ، مُحَرَّكَةً : ع ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وِالنَّزَعَةُ : نَبْتٌ مِنْ نَباتِ الْقَيْظِ مَعْرُوفٌ ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ ، ويُسَكَّنُ ، وحَكَى الوَجْهَيْنِ أَبُو حَنِيفَةَ ، قَالَ : وهِيَ تَكُونُ بالرَّوْضِ ، ولَيْسَ لَها زَهْرَةٌ ولا ثَمَرَةٌ ، تَأْكُلُهَا الإِبِلُ إِذا (٣) لَمْ تَجِدْ غَيْرَها ، فإِذا أَكَلَتْهَا امْتَنَعَتْ أَلْبانُهَا خُبْثاً ، هكَذَا نَقَلَه أَبُو عَمْرو عَنِ الأَعْرَابِ الأَوَائِلِ.
وِالنَّزَعَةُ : الطَّرِيقُ في الجَبَلِ يُشَبَّهُ بالنَّزَعَةِ وهُوَ :مَوْضِعُ النَّزَعِ مِنَ الرَّأْسِ ، وهُوَ انْحِسَارُ الشَّعَرِ مِنْ جانِبَيِ الجَبْهَةِ ، وهُوَ أَنْزَعُ بَرّاقُ النَّزَعَتَيْنِ ، كأَنَّهُ نَزِعَ عنه الشَّعَرْ ، ففارَقَ ، وقَدْ نَزِعَ ، كفَرِحَ نَزَعاً ، وفي صِفَةِ عَلِيٍّ ـ رَضِي الله عَنْهُ ـ : «البَطِينُ الأَنْزَعُ» والعَرَبُ تُحِبُّ النَّزَعَ ، وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزَعِ ، وتَذُمُّ الغَمَمَ ، وتَتَشَاءَمُ بالأَغمِّ ، وتَزْعُمُ أَنَّ أَغمَّ القَفَا والجَبِينِ لا يَكُونُ إِلّا لَئِيماً ، ومِنْهُ قَوْلُ هُدْبَةَ بنِ خَشْرَمٍ :
وِلا تَنْكِحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا |
|
أَغَمَّ القَفَا والوَجْهِ لَيْسَ بأَنْزَعَا |
وِهِيَ زَعْرَاءُ ، ولا تَقُلْ ، نَزْعاءُ ، كَما في الصِّحاحِ والعُبَابِ ، وأَجَازَهُ بَعْضُهُم.
وِأَنْزَعَ الرَّجُلُ : ظَهَرَتْ نَزَعَتَاهُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
وِأَنْزَعَ القَوْمُ : نَزَعَتْ إِبِلُهُم إِلى أَوْطانِهَا وفي المُفْرِدَاتِ : في مَوَاطِنِهم ، قالَ الشّاعِرُ :
وِقَدْ أَهافُوا ـ زَعَمُوا ـ وأَنْزَعُوا
أَهافُوا : عَطِشَتْ إِبِلُهُم.
وِمِنَ المَجَازِ : شَرَابٌ طَيِّبُ المَنْزَعَةِ ، أَي : طَيِّبُ مَقْطَعِ الشُّرْبِ ، كَمَا قالَ عَزَّ وجَلَّ : (خِتامُهُ مِسْكٌ) (٤) أَي : أَنَّهُم إِذا شَرِبُوا الرَّحِيقَ ، ففَنِيَ ما فِي الكَأْسِ ، وانْقَطَعَ الشَّرَابُ ، انْخَتَمَ ذلِكَ برِيحِ المِسْكِ ، كمَا فِي اللِّسَانِ ، وقالَ الأَصْبَهَانِيُّ فِي المُفْرَدَاتِ ، في تَرْكِيبِ «خ ت م» : (خِتامُهُ مِسْكٌ) مَعْناه : مُنْقَطَعُه وخاتِمَةُ شُرْبه ، أَي : سُؤْرُهُ فِي الطِّيبِ مِسْكٌ ، وقَوْلُ مَنْ قالَ : يُخْتَمُ بالمِسْكِ ، أَيْ : يُطْبَعُ ، فَلَيْسَ بشَيْءٍ ؛ لأَنَّ الشَّرَابَ يَجِبُ أَنْ يَطِيبَ فِي نَفْسِه ، فأَمَّا خَتْمُه بالطِّيبِ فَلَيْسَ مِمّا يُفِيدُه ، ولا يَنْفَعُه طِيبُ خَاتَمِهِ ما لَمْ يَطِبْ في نَفْسِه ، فتَأَمَّلْ ؛ فإِنَّه تَحْقِيقٌ حَسَنٌ ، وسَيَأْتِي إِنْ شاءَ الله تَعَالَى.
وِالنَّزَاعَةُ كسَحَابَة : الخُصُومَةُ وفي الصِّحاح : بَيْنَهُمَا نَزَاعَةٌ ، أَي : خُصُومَةٌ فِي حَقٍّ ، هكَذَا في النّسَخ وفَي بَعْضِها : بَيْنَهُما نِزاعٌ ، بالكَسْر.
وِثُمَامٌ مُنَزَّعٌ ، كمُعَظَّم : مَنْزُوعٌ مِنَ الأَرْضِ ، شُدِّدَ مُبَالَغَةً ، كما فِي الصّحاحِ.
وِانْتَزَعَ الشَّيْءُ : كَفَّ وامْتَنَعَ قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ :
فدَعَانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما |
|
ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي وانْتَزَعْ |
ويُرْوَى : «مِنِّي والرَّيَعْ» أَي : أَوَّلُ الشَّبَابِ ، فحَرَّكَ الياءَ ضَرُورَةً.
وِانْتَزَعَ الشَّيْءُ : اقْتَلَعَ ، وقد انْتَزَعَهُ لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، قالَ
__________________
(١) عن الصحاح وبالأصل «خشان».
(٢) كذا بالأصل ، والعبارة التالية ليست في اللسان.
(٣) بالأصل «إلّا إذا لم تجد غيرها» والمثبت بحذف «إلّا» عن اللسان.
(٤) سورة المطففين الآية ٣٦.