يَمْنَعُونَه مِنَ الضَّيْمِ والتَّعَدِّي عَلَيْهِ ، لا مُتَعَلِّقٌ بمَنَعَ ، كما تُوُهِّمَ ، وهكَذَا رُوِيَ الحَدِيثُ بالوَجْهَيْنِ : «سَيَعُودُ بِهذَا الدِّينِ (١) قَوْمٌ لَيْسَ لَهُمْ مَنَعَةٌ». وأَمّا عَلَى تَقْدِيرِ السُّكُونِ ، فالمُرَادُ بهِ أَي : قُوَّةٌ تَمْنَعُ مَنْ يُرِيدُه بسُوءٍ.
قلتُ : ويُحْتَمَلُ عَلَى تَقْدِيرِ التَّحْرِيكِ أَنْ يَكُونَ مَصْدَراً ، كالأَنَفَةِ والعَظَمَةِ والعَبَدَةِ ، كما صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ : فيَكُونُ مَعْناهُ ومَعْنَى المَنْعَةِ بالسُّكُونِ سَوَاءً.
وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : المَنْعُ بالفَتْحِ : السَّرَطَانُ ، ج : مُنُوعٌ كبَدْرٍ وبُدُورٍ.
وِالمَنْعِيُّ : أَكّالُ السَّرَطَانَاتِ ، ولَوْ قالَ : أَكّالُهَا ، كانَ أَخْصَرَ.
وِالمَنْعى ، كسَكْرَى : الامْتِنَاعُ.
وِمَناعِ ، كقَطامِ ، أَي : امْنَعْ ، مَعْدُولٌ عَنْهُ ، وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهٌ ـ لِرَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بنِ وائِلٍ ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في كِتَابِ أَيّامِ العَرَبِ : إِنَّه لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ـ :
مَنَاعِهَا مِنْ إِبِلٍ مَناعِها(٢) |
|
أَمَا تَرَى المَوْتَ لَدَى أَرْبَاعِهَا |
كما في العُبَابِ ، وزَعَمَ الكِسائِيُّ أَنَّ بَنِي أَسَدٍ يَفْتَحُونَ مَنَاعَها ودَراكَها ، وما كانَ مِنْ هذَا الجِنْسِ ، والكَسْرُ أَعْرَفُ ، كما فِي اللِّسَانِ.
وِمَناعِ (٣) أَيْضاً : هَضْبَةٌ فِي جَبَلَيْ طَيِّىءٍ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ :قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لزَيْدِ الخَيْلِ ـ إِذْ جاءَهُ يُسْلِمُ ـ : «أَنَا خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ مَناعِ ، ومِنَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ الَّذِي تَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ الله» يَعْنِي صَنَماً مِنْ حَجَرٍ أَسْوَدَ ، ويُقَالُ : المَنَاعانِ ، وهُمَا جَبَلانِ.
وِالمَنَاعَةُ : د ، لهُذَيْلٍ ، أَو جَبَلٌ لَهُمْ ، قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ :
أَرَى الدَّهْرَ لا يَبْقَى عَلَى حَدَثانِهِ |
|
أَبُودٌ بأَطْرَافِ المَنَاعَةِ جَلْعَدُ |
الجَلْعَدُ : الغَلِيظُ.
وِمِنَ المَجَازِ : مَنُعَ الرَّجُلُ ، ككَرُمَ ، مَناعَةً ، ومَنَعَةً مُحَرَّكَةً : صارَ مَنِيعاً وفِي الأَسَاسِ : مَمْنُوعاً (٤) مَحْمِيًّا ، ورَجُلٌ مَنِيعٌ ، وحِصْنٌ مَنِيعٌ.
وِمَنِيعٌ ، ومانِعٌ ، ومَنّاعٌ ، الأَخِير كشَدَّادٍ : أَسْمَاءٌ ، وكذلِكَ : مُنَيْعٌ وأَمْنَعُ ، كزُبَيْرٍ وأَحْمَدَ ، ومَنْعَةٌ بالفَتْحِ.
وأَبُو مَنّاعٍ : أَبُو بَطْنٍ مِنْ هَوّارَةَ بالصَّعِيدِ الأَعْلَى ، وإِلَيْهِم نُسِبَتِ الشَّرْقِيَّة ، وهُمْ أَصْحابُ قُوَّةٍ ومَنَعَةٍ وكَرَمٍ ومُرُوءَةٍ.
وِالامْتِنَاعُ : الكَفُّ عَن الشَّيْءِ ، وهُوَ مُطَاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً.
وِمِنَ المَجَازِ : المُمْتَنِعُ : الأَسَدُ القَوِيُّ فِي جِسْمِهِ ، العَزِيرُ فِي نَفْسهِ ، الَّذِي لا يَصِلُ إِليهِ شَيْءٌ مِمّا يَكْرَهُه ، لِعزَّتِه وقُوَّتِه وشَجَاعَتِه.
وِمانَعَهُ الشَّيْءَ مُمَانَعَةً : رادَعَهُ عَلَى الكَفِّ.
وِتَمَنَّعَ عَنْهُ انْكَفَّ ، وهو أَيْضاً مُطاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً ، وقَدْ تَكُونُ المُمَانَعَةُ بمَعْنَى المُحَاماةِ ، فيَكُونُ مجازًا.
وِقالَ الكِلابِيُّ : المُتَمَتِّعَتان ، وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : «المُتَمَنِّعان» : البَكْرَةُ والعَنَاقُ يَتَمَنَّعانِ وفي الصِّحاحِ : تَمْتَنِعانِ عَلَى السَّنَةِ ؛ لفَتَائِهِمَا ، وفي الصِّحاحِ : بفَتَائِهِمَا ولأَنَّهُمَا (٥) تَشْبَعَانَ قَبْلَ الجِلَّةِ ، أَو هُمَا المُقَاتِلَتَانِ الزَّمَانَ عَنْ أَنْفُسِهِمَا وفي بَعْضِ النُّسَخِ : عَلَى أَنْفُسِهِمَا ، كُلُّ ذلِكَ قَوْلُ الكِلابِيِّ ، وهُوَ مَجازٌ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
المانِعُ : الضَّنِينُ المُمْسِكُ.
وقَوْمٌ مَنَعاتٌ : لا يُخْلَصُ إِليهِمْ.
والاسْمُ المَنَعَةُ مُحَرَّكَةً ، والمَنْعَةُ بالفَتْحِ ، والمِنْعَةُ بالكَسْرِ ، والمَصْدَرُ المَنَاعَةُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : رَجُلٌ مَنُوعٌ : يَمْنَعُ غيْرَه ، ومَنِعٌ : يَمْنَعُ نَفْسَه ، قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِيَكرِبَ :
بَرانِي حُبُّ مَنْ لا أَسْتَطِيعُ |
|
وِمَنْ هُوَ لِلَّذِي أَهْوَى مَنُوعُ |
__________________
(١) في النهاية واللسان : «سيعوذ بهذا البيت» وضبطت فيهما منعة بسكون النون .. قال ابن الأثير : وقد تفتح.
(٢) الخزانة ٢ / ٣٥٤ وكتاب سيبويه ١ / ٢٤٢.
(٣) قيدها ياقوت بوزن نزال ، وحكمة من المنع.
(٤) عن الأساس وبالأصل «منوعاً».
(٥) بالأصل : «أو لأنهما» والمثبت عن القاموس.