عليهِ رَمضانانِ ، فسَكَت. ثمّ سَأَلَهُ آخَرُ ، فقال : «إِحْدَى مِنْ سَبْع ، يَصوم شَهْرَيْنِ ويُطْعِم مِسْكِيناً (١)». وقال شَمِرٌ : يَقُولُ : اشْتَدَّتْ فِيها الفُتْيَا وعَظُمَ أَمرُهَا. قال : ويَجُوز أَنْ يكُون شَبَّهَهَا بإِحْدَى اللَّيَالِي السَّبْعِ الّتِي أَرْسَلَ الله فِيها العَذَابَ على عادٍ ، فضَرَبَهَا بها مَثَلاً في الشِّدَة ؛ لإِشْكَالِهَا ، وقِيل.
أَرَادَ سَبْعَ سِنِي يُوسُفَ الصِّدِّيقِ ـ عليهالسلام ـ في الشِّدَّةِ.
وِخَلَقَ الله السَّبْعَيْنِ وما بَيْنَهُمَا فِي سِتَّة أَيامٍ ، ومنه قولُ الفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ :
وِكَيْفَ أَخافُ النّاسَ والله قابِضٌ |
|
عَلَى النّاسِ والسَّبْعَيْنِ فِي رَاحَةِ اليَدِ(٢) |
أَيْ : سبْعِ سَموَاتٍ وسَبْعِ أَرَضِينَ.
وِالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ وَهْبٍ الدِّمَشْقِيُّ عن أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ القَطّانِ ، وأَبُو عَلِيِّ بَكْرُ بنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بنِ أَبِي سَهْل النَّيْسَابُورِيُّ ، ماتَ سنة أَرْبَعِمِائَةٍ وخَمْسٍ وسَبْعِينَ ، وابْنُه عُمَرُ بنُ بَكْرٍ : سَمِعَ منه ابنُ ناصِرٍ ، وأَبُو القاسِم سَهْلُ بنُ إِبْرَاهِيمَ ، عن أَبِي عثمان الصابُونِيّ ، وابْنُه أَبو بكر أَحْمَدُ بن سَهْل عن أَبي بَكْرِ بن خَلَف.
وِحَفِيدُه أَبُو المَفَاخِرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ عن جَدِّه المَذْكُور ، سَمِعَ منه مَعْتُوقُ بنُ مُحَمَّد الطِّيبِيّ بمَكَّةَ.
وإِبْرَاهِيمُ بنُ سَهْلِ بنِ إِبراهِيمَ ، أَخُو أَحْمَدَ ، سَمِعَ منه الفُرَاوِيُّ ، وزاهِرُ بنُ طَاهِرٍ السّبْعِيُّون : مُحَدِّثُون ، ظاهِرُ صَنِيعه أَنّه بفَتْحِ السِّين ، وهو خطَأٌ ، قال الحافِظُ في التَّبْصِير ـ تَبَعاً لابْنِ السّمْعَانِيّ والذَّهَبِيّ ـ : إِنّه بضَمِّ السِّينِ ، وأَمّا بفَتْحِ السِّينِ فنِسْبَةُ طائِفَةٍ يُقَالُ لهَا : السَّبْعِيَّةُ ، من غُلاةِ الشِّيعَةِ. ذَكَرَهُ ابْنُ السّمْعَانِي ، فاعْرِف ذلِكَ (٣).
وِالسَّبُع ، بضمِّ الباءِ ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ، وفَتْحِها ، وبِه قَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ ويَحْيَى وإِبْرَاهِيمُ وما أَكَل السَبعُ (٤) قَالَ الصّاغَانِيُّ : فَلَعَلَّهَا لُغَةٌ وسُكُونِها ، وبه قَرَأَ عاصِمٌ ، وأَبو عَمْرٍو ، وطَلْحَةُ بنُ سُلَيْمَانَ ، وأَبُو حَيْوَةَ ، وابنُ قُطَيْبٍ : المُفْتَرِسُ من الحَيَوانِ ، مثْلُ الأَسَدِ والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد ، وما أَشْبَهَها مِمّا له نابٌ ، ويَعْدُو عَلَى النّاسِ والدَّوابِّ فيَفْتَرِسُهَا ، وأَمّا الثَّعْلَبُ وإِن كانَ له نابٌ فإِنه ليسَ بسَبُعٍ ؛ لأَنَّه (٥) لا يَعْدُو إِلّا علَى صِغَارِ المَوَاشِي (٥) ، ولا يُنَيِّبُ فِي شَيْءٍ من الحَيَوانِ ، وكذلِكَ الضَّبُع لا يُعَدُّ من السِّبَاعِ العَادِيَة ، ولذلِكَ ورَدَت السُّنَّةُ بإِبَاحَةِ لَحْمِهَا ، وبأَنَّهَا تُجْزَى إِذا أُصِيبَتْ في الحَرَمِ ، أَو أَصابَها المُحْرِم ، وأَمّا ابنُ آوَى فإِنّهُ سَبُعٌ خَبِيثٌ ، ولحمُه حَرَامٌ ، لأَنَّه من جِنْسِ الذِّئابِ ، إِلّا أَنَّه أَصْغَرُ جِرْماً ، وأَضْعَفُ بَدَناً ، هذَا قولُ الأَزْهَرِيِّ. وقالَ غيرُه : السَّبُعُ من البَهَائِمِ العادِيَةِ : ما كانَ ذَا مِخْلَبٍ. وفي المُفْرَدَاتِ : سُمِّيَ بذلِكَ لتَمَامِ قُوَّتِه ، وذلِكَ أَنَّ السَّبْعَ من الأَعْدَادِ التّامَّة.
ج : أَسْبُعٌ في أَدْنَى العَدَدِ ، وسِبَاعٌ ، قال سَيبِوَيْهٌ : لم يُكَسَّرْ عَلَى غَيْرِ سِبَاعٍ ، وأَما قَوْلُهم في جَمْعِه : سُبُوعٌ ، فمُشْعِر أَنَّ السَبْعَ ليسَ بتَخْفِيفٍ كما ذَهَبَ إِليهِ أَهْلُ اللُّغَةِ ؛ لأَنَّ التَّخْفِيفَ لا يُوجِبُ حُكْماً عند النَّحْوِيِّين ، عَلَى أَنَّ تَخْفِيفه لا يَمْتَنِعُ ، وقد جاءَ كَثِيراً في أَشْعَارِهم ، مِثْل قَوْلِه :
أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا وأَيْنَ نَجَاؤُكُم |
|
فهذَا ورَبِّ الرَّاقِصَاتِ المُزَعْفَرُ |
وأَنْشَدَ ثَعْلَب :
لِسانُ الفَتَى سَبْعٌ عليه شَذَاتُه |
|
فإِنْ لَمْ يَزَعْ من غَرْبِه فهو آكِلُهْ |
وِأَرْضٌ مَسْبَعَةٌ ، كمَرْحَلَةٍ : كَثِيرَتُه ، وفِي الصّحاحِ : ذاتُ سِبَاعٍ ، وقال لَبِيدٌ :
إِلَيْكَ جاوَزْنَا بِلاداً مَسْبَعَهْ
قالَ سِيبَوَيْهٌ : بابُ مَسْبَعَةٍ ومَذْأَبَةٍ ونَظِيرِهما ممّا جاءَ على مَفْعَلَةٍ لازمٌ له الهاءُ ، وليس في كُلِّ شيءٍ يُقَال ، إِلَّا أَنْ تَقِيسَ شَيْئاً وتَعْلَم مع ذلِكَ أَنَّ العَرَبَ لم تَتَكَلَّم به ، وليسَ له نَظِير من بناتِ الأَرْبَعَةِ عنْدَهُم ، وإِنَّمَا خَصُّوا به بَنَاتِ الثلاثَة
__________________
(١) كذا بالأصل.
(٢) البيت من شواهد القاموس ، وهو في ديوان الفرزدق ١ / ١٤٠ تركب من بيتين هما :
فلست أخاف الناس ما دمت سالما |
|
وِلو أجلب الساعي عليّ بحسّدي |
سيأبى أمير المؤمنين بعدله |
|
على الناس والسبعين في راحة اليد |
(٣) انظر اللباب لابن الأثير ٢ / ١٠٠ ـ ١٠١.
(٤) سورة المائدة الآية ٣.
(٥) في معجم البلدان «وادي السباع» : «لأنه لا عدوان له» وفي التهذيب واللسان : لأنه لا يعدو على صغار الحيوان.