ونشِيطٌ : طابَتْ نَفْسُهُ لِلْعَمَلِ وغَيْرِهِ ، قاله اللَّيْثُ كتَنَشَّطَ لِأَمْر كَذا.
والنَّشَاطُ : ضِدُّ الكَسَلِ ، يَكُونُ ذلِكَ في الإِنْسَانِ والدَّابَّةِ. يُقَال : رَجُلٌ نَشِيطٌ ، أَي طَيِّب النَّفْس ، ودَابَّةٌ نَشِيطَةٌ.
ونَشِطَت الدَّابَّةُ : سَمِنَتْ. وأَنْشَطَهُ الكَلَأُ : أَسْمَنَهُ.
ويُقَالُ : نَشِطَ إِلَيْهِ فهو نَشِيطٌ ، ونَشَّطَهُ تَنْشِيطاً ، وأَنْشَطَهُ ، وهذِه عن يَعْقُوبَ.
وأَنْشَطَ الرَّجُلُ : نَشِطَ أَهْلُه ، أَوْ دَوابُّه ، فهو مُنْشِطٌ ونَشِيطٌ (١).
ويُقَالُ : رَجُلٌ مُتَنَشِّطٌ ، إِذا كانَتْ له دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا ، وإِذا سَئِمَ الرُّكُوبَ نَزَلَ عَنْهَا. ويُقَالُ أَيْضاً : رَجُلٌ مُنْتَشِطٌ ، من الانْتِشاطِ ، إِذا نَزَلَ عن دَابَّتِهِ من طُولِ الرُّكُوبِ ، ولا يُقَالُ ذلِكَ للرَّاجِلِ ، قالَهُ أَبو زَيْدٍ.
ونَشَطَ من المَكَانِ يَنْشِطُ : خَرَجَ ، وكَذلِكَ إِذا قَطَعَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ.
ونَشَطَ الدَّلْوَ من البِئْر ، من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ : نَزَعَها وجَذَبَهَا من البِئْرِ صُعُداً بغَيْرِ (٦) قامَةٍ ، أَيْ بَكَرَةٍ ، فإِذَا كانَ بِقَامَةٍ فهُو المَتْح.
ومن المَجَازِ : نَشَطَت الحَيَّةُ تَنْشِطُ وتَنْشُطُ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ نَشْطاً : لَدَغَتْ وعَضَّتْ بنَابِها ، كأَنْشَطَت.
وفي حَدِيثِ أَبِي المِنْهَالِ ـ وذَكَرَ حَيّاتِ النّارِ وعَقَارِبَها ـ فقالَ :«وإِنَّ لها نَشْطاً ولَسبْاً». وفي رِوَايَةٍ : «أَنْشَأْنَ بِهِ نَشْطاً» أَيْ لَسْعاً بسُرْعَةٍ واخْتِلاسٍ ، وأَنْشَأْن بمَعْنَى طَفِقْنَ وأَخَذْنَ.
ونَشَطَ الحَبْلَ ، كنَصَرَ ، يَنْشُطُه نَشْطاً : عَقَدَهُ وشَدَّهُ ، كنَشَّطَه تَنْشِيطاً ، وأَنْشَطَه إِنْشاطاً : حَلَّهُ. ويُقَال : نَشَطْتُ (٢) العَقْدَ ، إِذا عَقَدْتَهُ بأُنْشُوطَةٍ ، وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ. وأَنْشَطَ البَعِيرَ : حَلَّ أُنْشُوطَتَهُ. وأَنْشَطَ العِقَالَ : مَدَّ أَنْشُوطَتَهُ فانْحَلَّ ، وكذلِكَ الحَبْلُ إِذا مدَدْتَهُ حَتَّى يَنْحَلَّ ، قِيلَ : قَدْ أَنْشَطْتَهُ.
وأَنْشَطَ الشَّيْءَ : اخْتَلَسَهُ ، هكَذَا في سائر النُّسَخِ.
والصَّوابُ في هذا انْتَشَطَ الشَّيْءَ ، أَيْ اخْتَلَسَهُ. قال شَمِرٌ :انْتَشَطَ المالُ المَرْعَى والكَلَأ : انْتَزَعَهُ بالأَسْنَانِ كالاخْتِلاسِ.
وأَنْشَطَهُ : أَوْثَقَهُ ، هكَذَا في النُّسَخِ ، وقَدْ تَقَدَّمَ آنِفاً أَنّ النَّشْطَ هو الإِيثاقُ ، والإِنْشاطُ هو الحَلُّ ، فإِنْ صَحَّ ما ذَكَرَهُ المُصَنِّف فَيَكُونُ هذا من بابِ الأَضْدادِ ، فتَأَمَّلْ.
والنّاشِطُ : الثَّوْرُ الوَحشِيُّ الَّذِي يَخْرُجُ مِن أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ ، أَوْ مِن بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. قال أُسَامَةُ الهُذَلِيّ :
وإِلاَّ النَّعَامَ وحَفَّانَهُ |
|
وطَغْيَاً مِنَ اللهَقِ النّاشِطِ |
وكَذلِكَ الحِمَارُ.
وقال ذُو الرُّمَّة :
أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْيِ أَكْرُعُهُ |
|
مُسَفَّعُ الخَدِّ هَادٍ ناشِطٌ شَبَبُ |
وقَولُه تَعَالَى : وَالنّاشِطاتِ نَشْطاً (٣) أَي النُّجُوم تَنْشِطُ من بُرْجٍ إِلَى بُرْجٍ آخَرَ كالثَّوْر الناشِطِ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ : تَنْشِطُ من بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هِيَ النُّجُومُ تَطْلُعُ ثُمَّ تَغِيبُ. أَو النّاشِطَاتُ : المَلائِكَةُ. رُوِيَ ذلِكَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وابن مَسْعُودٍ. وقال الفرّاء أَي تَنْشِط نَفْسَ المُؤْمِنِ بِقَبْضِها (٤) كما في اللِّسَان ، وزادَ ابنُ عَرَفَةَ أَي تَحُلُّهَا حَلًّا رَفِيقاً. وقال الزَّجّاج : هي المَلائِكَةُ تَنْشِطُ الأَرْوَاحَ نَشْطاً ، أَيْ تَنْزِعُها نَزْعاً كما تَنْزِعُ الدَّلْوَ من البِئْرِ ، أَو الناشِطَاتُ : النُّفُوسُ المُؤْمِنَة تَنْشِطُ عِنْدَ المَوْتِ نَشاطاً أَي تَخِفُّ له. وقِيلَ : الناشِطَاتُ :المَلائِكَةُ تَعْقِدُ الأُمُورَ ، من قَوْلِهِم : نَشَطْتُ العُقْدَةَ.
وتَخْصِيصُ النَّشْطِ وهو العَقْدُ الَّذِي يَسْهُل حَلُّهُ تَنْبِيهٌ على سُهُولَةِ الأَمْرِ عَلَيْهِم.
والنَّشِيطَةُ فِي (٥) الغَنِيمَةِ : ما أَصَاب الرَّئِيسُ في الطَّرِيق قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ إِلَى بَيْضَةِ القَوْمِ ، قَالَهُ ابنُ سِيدَه.
وفي الصّحاح : النَّشِيطَةُ : ما يَغْنَمُه الغُزَاةُ في الطَّرِيق قَبْلَ
__________________
(١) في اللسان : ورجل نشيط ومُنشِط : نشِط دوابّه وأهله.
(٦) في القاموس : «بلا» بدل : «بغير».
(٢) عن اللسان ، ومنه ضبطت ، وبالأصل «نطشت» وضبطت بالقلم في التهذيب بتشديد الشين المفتوحة.
(٣) سورة النازعات الآية ٢.
(٤) في التهذيب : وتقبضها.
(٥) في اللسان : «من الغنيمة» والأصل كالتهذيب ، وقد نقله الأزهري عن أبي عبيد عن الأصمعي.