بمِيضَأَتِه وتَقُومُ على رَأْسِهِ بالسِّرَاجِ. وفي النِّهَايَةِ : تقومُ بأُمُورِهِ في وُضُوئِهِ وسِرَاجِه.
والقِسْطُ : الحِصَّةُ من الشَّيْءِ ، يُقَال : أَخَذَ كُلٌّ من الشُّرَكَاءِ قِسْطَه ، أَي حِصَّتَه.
والقِسْطُ : المِقْدَارُ في الماءِ أَو غَيْرِه.
والقِسْطُ : القِسْمُ من الرِّزْق الَّذِي هو نَصِيبُ كُلِّ مَخْلُوقٍ ، وبه فُسِّرَ الحديثُ : «إِنَّ الله لَا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي له أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه ، حِجَابُه النُّورُ ، لو كُشِفَ طَبَقُهُ أَحْرَقَ سُبُحَاتُ وَجْهِه كُلَّ شَيْءِ أَدْرَكَهُ بَصَرُه» وخَفْضُهُ : تَقْلِيلُه ، ورَفْعُه : تَكْثِيرُه ، وقِيلَ : القِسْطُ ، في الحَدِيثِ : المِيزَانُ ، أَرادَ أَنَّ الله تعالى يَخْفِضُ ويَرْفَعُ مِيزَانَ أَعْمَالِ العِبَادِ المُرْتَفِعَةِ إِليه ، وأَرْزَاقهم النّازِلَةِ من عِنْده ، كما يَرْفَعُ الوَزّانُ يَدَه ويَخْفِضُها عند الوَزْنِ ، وهو تَمْثِيلٌ لما يُقَدِّرُه الله تَعالَى ويُنْزِلُه.
والقِسْطُ : الكُوزُ عِنْدَ أَهْلِ الأَمْصارِ. قلتُ : ويُسْتَعْمَلُ الآنَ فيما يُكالُ به الزَّيْتُ.
والقُسْطُ ، بالضَّمّ : عُودٌ هِنْدِيٌّ يُتَبَخَّرُ به ، لغةٌ في الكُسْط ، وقال اللَّيْثُ : عُودٌ يُجاءُ بهِ منَ الهِنْدِ ، يُجْعَلُ في البَخُورِ والدَّوَاءِ وأَيْضاً عَرَبِيٌّ ، قِيل عَقّارٌ من عَقَاقِيرِ البَحْرِ ، كما في الصّحاحِ ، وقالَ يَعْقُوبُ : القافُ بَدَلٌ ، وقال أَبُو عَمْرٍو : يُقَالُ لهذَا البَخُورِ : قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْطٌ ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لبِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ :
وقَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ وقُسْطٍ |
|
ومِنْ مِسْكٍ أَحَمَّ ومِنْ سَلَامِ (١) |
وفي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ : «لا تَمَسَّ طِيباً إِلاّ نُبْذَةً من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ» قال ابنُ الأَثِير : هو ضَرْبٌ من الطِّيبِ ، وقِيلَ : هو العُودُ ، وقال غَيْرُه : هو عَقّارٌ مَعْرُوفٌ طَيِّبُ الرِّيحِ تَتَبَخَّر (٢) به النُّفَسَاءُ والأَطْفَالُ. قال ابنُ الأَثِير : وهو أَشْبَه بالحَدِيثِ لأَنَّه أَضَافَه إِلى الأَظْفَارِ.
وفي حَدِيثٍ آخَرَ : «إِنَّ خَيْرَ ما تَدَاوَيْتُم به الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ».
وقال البَدْرُ مُظَفَّرُ ابن قاضِي بَعْلَبَكَّ في كِتَابِه «سُرور النَّفْس» : العُودُ : خَشَبٌ يَأْتِي من قِمَارَ (٣) ومن الهِنْد ، ومن مَواضِعَ أُخَر ، وأَجْوَدُه القِمَارِيُّ الرَّزِينُ الأَسْوَدُ اللَّوْنِ الذَّكِيُّ الرَّائِحَةِ ، الذّائبُ إِذا أُلْقِيَ على النّارِ ، الرّاسِبُ في الماءِ ، ومِزَاجُه حارٌّ يابِسٌ في الثّانِيَةِ. انْتَهَى. وهو مُدِرٌّ نافِعٌ للكَبِدِ جِدّاً ، والمَغَصِ (٤) ، والدُّودِ ، وحُمَّى الرِّبْعِ شُرْباً ؛ وللزُّكامِ والنَّزَلاتِ والوَباءِ بَخُوراً ، وللبَهَقِ والكَلَفِ طِلاءً ويَحْبِسُ البَطْنَ ويَطْرُدُ الرِّيَاحَ ، ويُقَوِّي المَعِدَةَ والقَلْبَ ، ويُوجِبُ اللَّذَّة. ويَدْخُل في أَصْنَافٍ كَثِيرَةٍ من الطِّيبِ ، وهو أَحْسَنُ الطِّيبِ رائِحَةً عند التَّبَخُّرِ.
والقَسَطُ ، بالتَّحْرِيكِ : يُبْسٌ في العُنُقِ ، يُقَال : عُنُقٌ قَسْطاءٌ من أَعْنَاقٍ قِساطٍ ، قال رُؤْبَةُ :
حَتَىّ رَضُوا بالذُّلِّ والإِيهاطِ |
|
وضَرْبِ أَعْنَاقِهم القِسَاطِ |
وفي الصّحاحِ : القَسَطُ : انْتِصَابٌ في رِجْلَيِ الدَّابَّةِ ، وذلِك عَيْبٌ ؛ لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ فِيهما الانْحِنَاءُ والتَّوْتِيرُ ، يُقَال : فَرَسٌ أَقْسَطُ بيِّنُ القَسَط. وجَعَلَ ابنُ سِيدَه الانْتِصَابَ المَذْكُورَ ضَعْفاً ، قال : وهُوَ من العُيُوبِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقةً.
وقال غيرُه : القَسَطُ في البَعِيرِ : أَنْ يَكُونَ يَابِسَ الرِّجْلَيْنِ خِلْقةً ، وهو الأَقْسَطُ ، والنّاقَةُ قَسْطَاءُ ، نقله أَبُو عُبَيْدٍ عن العَدَبَّسِ. وقِيل : الأَقْسَطُ من الإِبِل : الَّذِي في عَصَبِ قَوَائِمِه يُبْسٌ خِلْقةً ، وفي الخَيْلِ : قِصَرُ الفَخِذِ والوَظِيفِ ، وانْتِصَابُ السّاقَيْنِ.
وقال أَبُو عَمْرٍو : قَسِطَتْ عِظَامُه ، كسَمِعَ قُسُوطاً ، إِذا يَبِسَتْ من الهُزَالِ ، وأَنشد :
أَعْطَاهُ عَوْداً قاسِطاً عِظَامُه |
|
وهَوَ يَبْكِي أَسَفاً ويَنْتَحِبْ |
فهو أَقْسَطُ ، ورِجْلٌ قَسْطاءُ : مُعَوَّجَةٌ ، وفي التَّهْذِيبِ : الرِّجْلُ القَسْطَاءُ : في سَاقِهَا اعْوِجَاجٌ حَتَّى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السّاقَان ، قال : والقَسَطُ : خِلافُ الحَنَفِ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَصْمَعِيُّ : في رِجْلِه قَسَطٌ ، وهو أَن تكُونَ الرِّجْلُ مَلْسَاءَ الأَسْفَلِ ، كأَنَّها مَالَجٌ. وقيل : القَسَطُ : يُبْسٌ يَكُونُ
__________________
(١) ديوانه براوية : «ومن سلاح».
(٢) النهاية : تُبخَّر.
(٣) في معجم البلدان : قمر بضم فسكون .. جزيرة في وسط بحر الزنج .. يوجد في سواحلها العنبر وورق القماري وهو طيب.
(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : وللمغص.