فتأَمَّل : كُورَةٌ بالشّامِ. في نُور النِّبْراس : هي : الرَّمْلَة ، وغَزَّةُ ، وبَيْتُ المَقْدِس وما وَالاها. وفي النِّهَايَة هي : ما بَيْن الأُرْدُنِّ ودِيَارِ مِصْرَ (١) وأُمُّ بِلادِهَا بَيْتُ المَقْدِس.
وفِلسْطِينُ : ة وقِيلَ : مَدِينَةٌ بالعِرَاقِ. وفي التَهذيب : نُونُهَا زَائِدَةٌ. وفال غيرُه : بل هي كَلِمَةٌ رُومِيَّةٌ.
والعَرَبُ في إِعرابِها على مَذْهَبَيْنِ ، منهم : مَنْ يَجعَلُهَا بمَنْزِلَةِ الجَمْعِ ، ويَجْعَلُ إِعْرَابَهَا في الحَرْفِ الَّذِي قبلَ النونِ ، تَقُولُ في حالِ الرَّفْعِ بالوَاو : هذِهِ فَلَسْطُونَ ، وفي حال النَّصْبِ والجَرِّ بالياءِ ، رأَيت فَلَسْطِينَ ومَرَرْت بِفَلَسْطِينَ (٢) ، أَو تَجْعَلُهَا بمَنْزِلَةِ ما لا يَنْصَرِفُ وتُلْزِمُهَا اليَاءَ في كُلِّ حالٍ فَتَقُول : هذِه فِلَسْطِينُ [ورَأَيْتُ فِلَسْطِينَ] (٣) ومَرَرْت بفلَسْطِينَ ، والنُّونُ في كُلِّ ذلِكَ مَفْتُوحَةٌ ، قال عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ :
فكَأَنّي من ذِكْرِهم خَالَطَتْنِي |
|
من فِلَسْطِينَ جَلْسُ خَمْرٍ عُقَارُ |
عُتِّقَتْ في القِلَالِ (٤) من بَيْتِ رَأْسٍ |
|
سَنَوَاتٍ ومَا سَبَتْهَا التِّجَارُ |
والنِّسْبَةُ إِليها فِلَسْطِيٌّ (٥) ، قال الأَعْشَى :
مَتَى تُسْقَ مِنْ أَنْيَابِهَا (٦) بَعْدَ هَجْعَةٍ |
|
من اللَّيْل شِرْباً حينَ مالَت طُلَاتُهَا |
تَخَلْهُ (٧) فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَه |
|
على رَبِذَاتِ النَّيِّ حُمْشٍ لِثَاتُهَا |
وقال ابنُ هَرْمَةَ :
كَأْسٌ فَلِسْطَيَّةٌ مُعَتَّقَةٌ |
|
شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنَةِ السَّبَلِ |
[فلط] : فَلَطَ الرَّجُلُ عن سَيْفِهِ ، إِذا دُهِشَ عَنْهُ ، كما في العُبَابِ واللِّسَانِ. وقد وُجِدَ أَيْضاً في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح على الهامِشِ.
والفَلَطُ ، مُحَرَّكةً : الفَجْأَةُ ، يُقَال : لَقِيتُه فَلَطاً ، أَي فَجْأَةً ، هُذَلِيَّةٌ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ :
ومَنْهَلٍ على غِشَاشٍ وفَلَطْ |
|
شَرِبْتُ منه بَيْنَ كُرْهٍ وثَعَطْ (٨) |
والفِلَاطُ ، ككِتَابٍ : المُفَاجَأَةُ ، لغةٌ لهُذَيْل ، قاله الجَوْهَرِيُّ ، وأَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ :
به أَحْمِي المُضَافَ إِذا دَعَانِي |
|
ونَفْسِي سَاعَةَ الفَزَعِ الفِلَاطِ |
ورُفِعَ إِلى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَجُلٌ قال لآخَرَ ، في يَتِيمَةٍ كَفَلَها : «إِنَّك تَبُوكُهَا ، فأَمَرَ بِحَدِّه ، فقال : أَأُضْرَبُ (٩) فِلَاطاً؟ قَال أبو عُبَيْد : أَي فَجْأَةً.
وأَفْلَطَنِي الرَّجُلُ إِفْلَاطاً ، مثل أَفْلَتَنِي. قال الخَلِيلُ : أَفْلَطَنِي : لُغَةٌ قَبِيحَةٌ تَمِيمِيَّةٌ في أَفْلَتَنِي ، كما في الصّحاحِ.
وقد اسْتَعْمَلَه سَاعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ ، فقال :
بأَصْدَقِ بَأْسٍ من خَلِيلِ ثَمِينَةٍ |
|
وأَمْضَى إِذَا ما أَفْلَطَ القَائمَ اليَدُ (١٠) |
أَراد : أَفْلَتَ اليَدَ (١١) ، فقلبَ ، هكذا هو في اللِّسَانِ.
والرِّوايَةُ «بأَصْدَقَ بَأْساً». والَّذِي في شَرْحِ الدِّيوَانِ : أَنَّ أَفْلَطَ هُنَا بمعنَى فَاجَأَ ، أَي أَصابَهُ فَجْأَة ، فتَأَمَّلْ.
وأَفْلَطَنِي الأَمْرُ : فاجَأَنِي ، قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ :
أَفْلَطَها اللَّيْلُ بعِيرٍ فَتَسْ |
|
عَى ثَوْبُها مُجْتَنِبُ المَعْدِلِ |
قالَ الصّاغَانِيُّ : ويُرْوَى «بَعِيراً» ويُرْوَى : «مُخْتَلِفُ المَعْدِلِ» أَي فاجَأَهَا اللَّيْلُ بعِيرٍ تَحْمِلُ بعضَ ما تُحِبُّ ، أَي بُشِّرَت بمَجِيءِ العِير ، وفي اللِّسَانِ : بعِيرٍ فيها زَوْجُها
__________________
(١) عن اللسان والنهاية ، وبالأصل «مضر».
(٢) ضبطت نصاً اللفظات الثلاث عن معجم البلدان بفتح الفاء واللام ، قال : كذا ضبطه الأزهري.
(٣) زيادة عن معجم البلدان.
(٤) في معجم البلدان «في الدنان».
(٥) ضبطت في معجم البلدان بفتح الفاء واللام.
(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «أعنابها».
(٧) في اللسان ومعجم البلدان : تقله.
(٨) الأصل والصحاح ، وفي اللسان «نعط» تحريف. تقول : ثعط اللحم والماء : إذا أنتن.
(٩) عن اللسان وبالأصل «أضرب» ومثله في النهاية.
(١٠) ويروى : بأصدق كيساً ، والكيس : البأس عند هذيل.
(١١) في اللسان : أفلتَ القائمُ اليدَ.