يَذْهَب أَحَدٌ إِلى أَنَّه من النَّبْعِ إِلاّ المُبَرِّد. قلتُ : وقالَ أَبو زِيَادٍ : وتُصْنَعُ القِيَاسُ من الشِّرْيان ، وهي جَيِّدَةٌ إِلاّ أَنَّهَا سَوْدَاءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرَةً ، قال ذُو الرُّمَّةِ :
وفي الشِّمَالِ من الشَّرْيانِ مُطْعِمَةٌ |
|
كَبْدَاءُ في عُودِهَا (١) عَطْفٌ وتَقْوِيمُ |
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ مَرَّةً : الشَّوْحَطُ والنَّبْعُ أَصْفَرَا العُودِ ، رَزِيناهُ ، ثَقِيلانِ في اليَدِ ، إِذا تَقَادَمَا أَحْمَرَّا. والشّوْحَطَةُ : وَاحِدَتُه.
والشَّوْحَطَةُ أَيْضاً : الطَّوِيلَةُ من الخَيْلِ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ ، وكأَنَّه على التَّشْبِيه بالشَّوْحَطَةِ الشَّجَرَةِ.
والشّاحِطُ : د ، باليَمَنِ.
وشُوَاحِطٌ ، بالضَّمِّ : حِصْنٌ بها مُطِلٌّ على السَّحُولِ.
وشُوَاحِطٌ أَيضاً : جَبَلٌ قُرْبَ السَّوَارِقِيَّةِ بينَ الحَرَمَيْن الشَّريفَيْنِ كثيرُ النُّمورِ والأَرَاوِيّ ، وفيه أَوْشَالٌ.
ويَوْمُ شُوَاحِطٍ : م مَعْرُوفٌ في أَيّامِ العَرَبِ.
وشُوَاحِطٌ في قَوْلِ ساعِدَةَ بنِ العَجْلانِ الهُذَلِيِّ :
غَدَاةَ شُوَاحِطٍ فنَجَوْتَ شَدًّا |
|
وثَوْبُكَ في عَبَاقِيَةٍ هَرِيدُ |
قِيل : مَوضِعٌ ، كما في اللِّسَانِ ، وقِيلَ : بَلَدٌ ، كما في العُبَابِ ، وعَبَاقِيَةٌ : شَجرةٌ ، ويروى «عَمَاقِيَةٍ» (٢).
وشُوَاحِطَةُ : ة ، بصَنْعَاء اليمَنِ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وشَحْطٌ ، بالفَتْحِ : أَرْضٌ لطَيِّىءٍ ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
فهَلْ أَنا ماشٍ بينَ شَحْطٍ وحَيَّةٍ |
|
وهَلْ أَنا لاق حيَّ قَيْسِ بنِ شَمَّرَا |
ويُرْوَى «بين شُوطٍ» كما سَيَأْتِي ، وقَيْسُ بنُ شَمَّرَ ، هو ابنُ عَمِّ جَذِيمَةَ بنِ زُهَيْرٍ.
وشِيحَاطُ ، بالكَسْرِ وقيل : سِيحَاطُ ، بالسِّينِ المُهْمَلَةِ : ة ، بالطّائِفِ ، أَو : وَادٍ ، أَو : جَبَلٌ وقد ذُكِر في «سحط» والصَّوابُ بالإِعْجامِ ، كما في العُبابِ.
وشَحَّطَه تَشْحِيطاً : ضَرَّجَه بالدَّمِ ، فتَشَحَّطَ هو ، أَي تَضَرَّج بهِ واضْطَرَب فيه ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقد تَقَدَّم شاهِدُه آنِفاً.
وأَشْحَطَه : أَبْعَدَه ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وأَنْشَد الصّاغَانِيُّ لحَفْصٍ الأُمَوِيِّ :
أَشَحْطَةٌ ما يزالُ مَفْجَؤُها |
|
يُبْدِي تَبارِيحَ كُنْتَ تَخْبَؤُها |
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
شَوَاحِطُ الأَوْدِيَة : ما تبَاعَدَ منها.
ومَنْزِلٌ شاحِطٌ ، أَي بَعِيدٌ ، وشَحّاطٌ ، ككَتّان : بَعِيدٌ ، أَيضاً.
قال العَجّاج يصِفُ كِلَاباً هَرَبت من ثَوْرٍ كَرَّ عليها :
فشِمْنَ في الغُبَارِ كالأَخْطاطِ |
|
يَطْلُبْنَ شَأْوَ هَارِبٍ شَحّاطِ |
[شرط] : الشَّرْطُ : إِلْزَامُ الشَّيْءِ والْتِزَامُه في البَيْع ونحوِه ، كالشَّرِيطَةِ ، ج : شُرُوطٌ وشَرَائطٌ.
وفي الحَدِيث :«لا يَجُوز شَرْطانِ في بيْعٍ» هو كقَوْلِكَ : بِعْتُكَ هذا الثَّوْب نَقْداً بدِينَارٍ ، ونَسِيئَةً بدِينارَيْنِ ، وهو كالبَيْعيْنِ في بَيْعةٍ ، ولا فَرْقَ عند أَكْثَرِ الفُقَهَاءِ في عَقْدِ البَيْعِ بينَ شَرْطٍ وَاحِدٍ أَو شَرْطَيْنِ ، وفَرَّقَ بينَهُما أَحْمَدُ عَمَلاً بظَاهِرِ الحَدِيثِ ومنه الحدِيثُ الآخَرُ : «نُهِيَ عن بَيْعٍ وشَرْطٍ» هو أَنْ يكونَ مُلازِماً في العَقْدِ لا قَبْلَه ولا بعْدَه ، ومنه حَدِيثُ بَرِيرَةَ : «شَرْطُ اللهِ أَحَقُّ» تريد ما أَظْهَرَه وبَيَّنَه من حُكْمِ الله بقوله : «الولاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ». وفي المَثَلِ : «الشَّرْطُ أَمْلَكُ ، عليك ، أَم لك» قال الصّاغَانِيُّ : ويُضْرَب في حِفْظ الشَّرْطِ يَجْرِي بينَ الإِخْوَان.
والشَّرْطُ : بَزْغُ الحَجّامِ بالمِشْرَطِ ، يَشْرِطُ ويَشْرُطُ ، فِيهما ، ويُقَال : رُبَّ شَرْطِ شَارِط ، أَوْجَعُ من شَرْطِ شَارِط.
والشَّرْطُ : الدُّونُ اللَّئِيمُ السافِلُ ، مُقْتَضَى سِيَاقِه أَنَّه بالفَتْحِ ، والصّوابُ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ ، قالَ الكُمَيْتُ :
وَجَدْتُ النَّاسَ غَيْرَ ابْنَيْ نِزَارٍ |
|
ولم أَذْمُمْهُمُ شَرْطاً ودُونَا |
__________________
(١) اللسان : عجسها.
(٢) وهي رواية ديوان الهذليين ٣ / ١٠٩ وقال السكري في شرحه : شواحط : بلد ، وعباقية : شجرة. وهريد : مشقوق.