كما أَنْشَدَه الصّاغَانِيُّ ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الشّطْرِ الأَخِيرِ : ونَصُّهُ : «من الأَقْطَارِ» قلتُ : وبَعْدَه :
فَوْتَ الغِرافِ ضَامِنَ الإِسْفَارِ
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً لأَعْشَى بَاهِلَةَ :
لا تَأْمَنُ البَازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه |
|
بالمَشْرَفِيِّ إِذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ |
وقالَ اللَّيْثُ : اخْرَوَّطَت الشَّرَكَةُ في رِجْلِ الصَّيْدِ ، إِذا انْقَلَبَتْ عَلَيْه فعَلِقَتْ برِجْلِه فاعْتَقَلَتْهُ. قَالَ : واخْرِوَّاطُهَا : امْتِدادُ أُنْشُوطَتِهَا.
والاخْرِوَّاطُ في السَّيْر : المَضَاءُ والسُّرْعَةُ. يُقَال : اخْرَوَّطَ البَعِيرُ ، إِذا أَسْرَعَ في السَّيْرِ ومَضَى.
واخْرَوَّطَت اللِّحْيَةُ : طالَتْ من غَيْرِ عِرَض.
والخَرِيطَةُ : وِعَاءٌ مِنْ أَدَمً وغَيْرِه يُشْرَجُ على ما فِيهِ ، وفي الصّحاحِ : فيها. وقد أَخْرَطَ الخَرِيطَةَ : إِذا أَشْرَجهَا ، كما في الصّحاحِ. وقال اللَّيْثُ : الخَرِيطَة : مثلُ الكِيس مُشَرَّجٌ من أَدَمٍ أَو خِرَقٍ ، ويُتَّخَذُ ما شُبِّه به لكُتُب العُمَّالِ فيُبْعَثُ بها ، ويُتَّخَذُ مثلُ ذلِكَ أَيْضاً فيُجْعَلُ في رَأْسِ النَّاقَةِ الَّتِي تُحْبَسُ عند قَبْرِ المَيِّتِ.
وقالَ أَيْضاً : تَخَرَّطَ الطَّائرُ تَخَرُّطاً ، إِذا أَخَذَ الدُّهْنَ من مُدْهُنِه بزِمِكّاهُ. كذا نصَّ الصّاغَانِيّ. والَّذِي في اللِّسانِ : أَخَذَ الدُّهْنَ من زِمِكّاه.
والمَخَارِيطُ : الحَيّاتُ المُنْسَلِخَةُ جُلُودُها ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ ، أَو هي المُعْتَادَةُ بالانْسِلاخِ في كُلِّ عامٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، الوَاحِدَةُ : مِخْرَاطٌ ، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ ، قِيلَ : هو أَعْرَابِيٌّ من جَرْمٍ ، وفي العُبابِ : هو للمُتَلَمِّسِ :
إِنّي كَسَانِي أَبو قابُوسَ مُرْفَلَةً |
|
كأَنَّهَا سِلْخُ أَبْكَارِ المَخَارِيطِ |
وقد سبق في «ح م ط».
وفي التَّهْذِيبِ : الإِخْرِيطُ ، بالكَسْرِ : نَباتٌ من أَطْيَبِ الحَمْضِ وهو مِثْلُ الرُّغْلِ ، سُمِّيَ به لأَنَّه يُخَرِّطُ الإِبلَ (١) ، أَي يُرقِّقُ سَلْحَها ، كما قالوا لبَقْلةٍ أُخْرَى تَسْلَحُ المَواشِي إِذا رَعَتْهَا : إِسْلِيحٌ.
والخراطُ ، كغُرَابٍ ، وسَحَابٍ ، ورُمَّانٍ ، وسُمَّيْهَى ، وسُمَّانَى ، بالتَّشْدِيدِ ، وذُنَابَى ، بالتَّخْفِيف ، فهي لغاتٌ سِتَّةٌ ، ذَكَرَ منها اللَّيْثُ الأَولَى والثّانِيَةَ والرّابِعَةَ والأَخِيرَة ، وذَكَرَ ابن دُرَيْدٍ الثّالِثَةَ ، وذَكَرَ أَبو حَنِيفَةَ الأُولَى والأَخِيرَةَ ، وأَما الرّابِعَةُ فقد ضَبَطَها الصّاغانِيُّ في قَوْلِ اللَّيْثِ وأَبِي حَنيفَةَ بالتَّخْفِيفِ ، وكَوْنُ سُمَّانَى المَوْزُونُ به اللّغَةَ الخامِسَةَ بالتَّشْدِيدِ هو الَّذِي يَقْتَضِيه صَنِيعُه هنا ، ومَرَّ له في صُوَرٍ مثلُ ذلِك ، ويَأْتِي له في «س م ن» وَزَنَه بحُبَارَى ، فكلامُه فيه غيرُ مُحَرَّرٍ. وقد أَشَارَ إِلَيْهِ شَيْخُنَا فيما سَبَق مِرَاراً. ويُقَالُ : إِنَّ المُصَنِّفَ شَدَّدَها هُنَا بالقَلَم بِيَدِه. والتَّشْدِيدُ غيرُ معروف.
ونَصُّ اللَّيْثِ في العَيْنِ : الخُرَاطُ ، والوَاحِدةُ خُرَاطَةٌ : شَحْمَةٌ بيضاءُ تَتَمَصَّخُ (٢) عن أَصْلِ البَرْدِيِّ ، ويُقَال : هو الخُرَاطَى ، مثل : ذُنَابَى ، والخُرَيْطَى ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : خُرَاطٌ وخُرَاطَى وخُرَيْطَى ، وذَكَر بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الخُرَاطَةَ واحدةٌ ، والجَمْع خُرَاطٌ قال : ويُقَالُ لها أَيْضاً : الخُرَاطَى والخُرَيْطَى ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الخُرّاطُ مثلُ القُلاّمِ (٣) : نَبْتٌ يُشْبِه البَرْدِيَّ ، وبه يَظْهَرُ ما فِي كلامِ المُصَنِّف. فتَأَمّل.
والخِرْطِيطُ ، بالكَسْرِ : فَرَاشَةٌ مَنْقُوشَةُ الجَناحَيْنِ ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
عَجِبْتُ لِخِرْطِيطٍ ورَقْمِ جَنَاحِه |
|
ورُمَّةِ طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِرِ |
قالَ الأَزْهَرِيُّ : هكَذَا قَرأْتُ في نُسْخَةٍ من كِتابِ اللَّيْثِ ، وفَسَّره بما تَقَدَّم ، ولا أَعْرِفُ شَيْئاً مِمّا في هذَا البَيْتِ. قلتُ : وقد تَقَدَّم تفسيرُه في «ض غ د ر».
* ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه :
خَرَطَ الوَرَق ، إِذا حَتَّه ، قالَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَنْ يَقْبِضَ على أَعْلاه ، ثمّ يُمِرّ يَدَه عَلَيْهِ إِلى أَسْفَلِه.
ومن الأَمثال : «دُونَ عُلَيّانَ القَتَادةُ والخَرْطُ» ، قاله كُلَيْبٌ
__________________
(١) في التهذيب : إذا أكلته ، أي : يُسلِّحها.
(٢) في التهذيب : «تمتصخ» وفي إحدى نُسخِه : تمتضخ.
(٣) في الجمهرة ٢ / ٢٠٩ الخراط بضم الخاء ولم تشدد الراء وفسره كما بالأصل. وفي الجمهرة ٣ / ٤١٠ الخراط بضم الخاء وتشديد الراء : نبت ، واقتصر عليه.