قائمة الکتاب
إعدادات
تاج العروس [ ج ١٠ ]
تاج العروس [ ج ١٠ ]
المؤلف :محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي
الموضوع :اللغة والبلاغة
الناشر :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :500
تحمیل
ابنُ عَمْرٍو ، وخَالِدُ بنُ قيْسٍ ، وغَنَّامُ بنُ أَوْسٍ ، وعَطِيَّةُ ابنُ نُوَيْرةَ ، الصَّحَابِيُّون ، رَضِيَ الله عنهُم.
وتَقُولُ : هذا أَشَدُّ بَيَاضاً مِنْه ، ويُقَالُ أَيْضاً : هذَا أَبْيَضُ مِنْه ، وهو شَاذُّ كُوفيّ. قال الجَوْهَرِيّ : وأَهْلُ الكُوفَةِ يَقُولُونَه ، ويَحْتَجُّون بقَوْلِ الرَّاجِزِ :
جَارِيَةُ في دِرْعِها الفَضَاض |
|
أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي إِبَاض. |
قال المُبَرَّد : البَيْتُ الشَّاذُّ ليْسَ بحُجَّةٍ على الأَصْل المُجْمَعِ عليه.
قال : وأَمّا قَوْلُ الآخِرِ :
إِذا الرَّجَالُ شَتَوْا واشْتَدَّ أَكْلُهُمْ |
|
فَأَنْتَ أَبْيَضُهُمْ سِرْبالَ طَبَّاخِ (١) |
فَيَحْتَمِلُ أَن لا يَكُونَ بمَعْنَى أَفْعَلَ الَّذِي تَصْحَبُه مِنْ لِلْمُفَاضَلَةِ ، وإِنَّمَا هو بمَنْزِلَة قَوْلك : هو أَحْسَنُهم وَجْهاً وأَكْرَمَهُم أَباً ، تُريد : حَسَنُهُمْ وَجْهاً وكَرِيمُهُم أَباً ، فكَأَنَّه قال : فَأَنْتَ مُبْيَضُّهُم سِرْبالاً ، فَلَمَّا أَضافَهُ انْتَصَبَ مَا بَعْدَه عَلَى التَّمْيِيِز. انْتَهَى.
قُلتُ : البَيْتُ لِطَرَفَةَ يَهْجُو عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ ، ويُرْوَى :
إِن قُلتَ نَصْرٌ فنَصْرٌ كانَ شَرَّ فَتًى |
|
قدْماً وأَبْيَضَهُم سِرْبَالَ طبَّاخِ |
وهكذا رَوَاه صَاحِبُ العُبَاب.
والْبَيْضَةُ وَاحِدَةُ بَيْضِ الطَّائِرِ ، سُمِّيَتْ لِبَيَاضِهَا ، ج بُيُوضٌ ، بالضَّمِّ ، وبَيْضَاتٌ ، وبَيْضٌ. قال عُمْرو بنُ أَحْمَرَ :
أَرِيهِمْ سُهَيْلاً والمَطِيُّ كأَنَّهَا |
|
قَطَا الحَزْنِ قد كانَتْ فِرَاخاً بُيُوضُهَا |
قال الصَّاغَانِيّ : ولا تُحَرَّك اليَاءُ من بَيْضَاتٍ إِلاَّ في ضَرورةِ الشَّعْرِ ، قال :
أخُو (٢) بَيَضَاتٍ رائحٌ مُتَأَوَّبٌ |
|
رَفيقٌ بِمَسْحِ المَنْكِبَيْنِ سَبُوحُ |
وكَذلِكَ البَيْضَةُ وَاحدَةُ الْبَيْضِ من الحَدِيدِ ، على التَّشبِيهِ بِبَيْضَةِ النَّعَامِ ، قاله أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى التَّيْميّ في كِتَاب «الدُّروع» ، وأَنشد فيه :
كَأَنَّ نَعامَ الدَّوِّ بَاضَ عَليْهِمُ |
|
وأَعْيُنُهُمْ تَحْتَ الحَبِيكِ حَوَاجِرُ |
وقال آخَر :
كأَنَّ النَّعَامَ بَاضَ فوقَ رُؤُوسِنَا |
|
بنِهْيِ القِذَافِ أَو بنِهْيِ مُخَفَّقِ |
وقال فيه : البَيْضَةُ : اسمٌ جَامِعٌ لِمَا فِيهَا من الأَسْمَاءِ والصَّفات الَّتِي مِن غيْرِ لَفْظها ، ولَهَا قَبائِلُ وصَفَائِحُ كقبَائلِ الرَّأْسِ ، تُجْمَعُ أَطْرَافُ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ بِمَسَامِيرَ يَشُدُّونَ طَرَفَيْ كُلِّ قَبِيلَتْينِ. قال : ورُبما لم تَكُنْ مِنْ قبَائِلَ ، وكانَت مُصْمَتَةً مَسْبُوكَةً من صَفِيحَةٍ وَاحِدَةٍ ، فيُقَالُ لها صَمّاءُ. ثمّ أَطالَ فِيَها.
والبَيْضَةُ : الخُصْيَةُ ، جَمْعُه بِيضَانٌ ، بالكَسْرِ.
ومن المَجَازِ : الْبَيْضَةُ : حَوْزَةُ كُلِّ شَيْءٍ ، يُقَال : اسْتُبِيحَتْ بَيْضَتُهُم ، أَي أَصْلُهُم ومُجْتَمَعُهُم ، ومَوْضِعُ سُلْطانِهِم ، ومُسْتَقَرُّ دَعْوَتِهِم.
والْبَيْضَةُ : سَاحَةُ القَوْمِ. قال لَقيطُ بنُ مَعْبَدٍ :
يا قَوْم بَيْضَتُكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بِها |
|
(٣) إِنَّي أَخافُ عَليْهَا الأَزْلمَ الجَذَعَا |
يقول : احْفَظُوا عُقْرَ دَارِكُمْ. والأَزلَمُ الجَذَعُ : الدَّهْرُ ، لأَنَّهُ لا يَهْرَم أَبَداً.
وبَيْضَةُ الدارِ : وَسَطُها ومُعْظَمُهَا. وبَيْضَةُ الإِسْلامِ : جَمَاعَتُهُم : وبَيْضَةُ القَوْمِ : أَصْلُهُم ومُجْتَمَعُهُم. يقال : أَتَاهم العَدُوُّ في بَيْضَتِهِمْ. وَبَيْضَةُ القَوْمِ : عَشِيرَتُهم.
وقال أَبُو زيْدٍ : يُقَال لوَسَطِ الدَّارِ : بَيْضَةٌ ، ولجَمَاعَةِ المُسْلِمينَ : بَيْضَةٌ.
__________________
(١) البيت لطرفة يهجو عمرو بن هند وروايته في ديوانه :
أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم |
|
لؤماً وأبيضهم سربال طبّاخ |
(٢) في اللسان : أبو بَيَضات. قال ابن سيده في هذا القول : شاذ لا يعقد عليه باب ، لأن مثل هذا لا يحرك ثانيه.
(٣) ويروى : لا تُفجعُنَّ بها.