قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٠ ]

    20/500
    *

    ابنُ عَمْرٍو ، وخَالِدُ بنُ قيْسٍ ، وغَنَّامُ بنُ أَوْسٍ ، وعَطِيَّةُ ابنُ نُوَيْرةَ ، الصَّحَابِيُّون ، رَضِيَ الله عنهُم.

    وتَقُولُ : هذا أَشَدُّ بَيَاضاً مِنْه ، ويُقَالُ أَيْضاً : هذَا أَبْيَضُ مِنْه ، وهو شَاذُّ كُوفيّ. قال الجَوْهَرِيّ : وأَهْلُ الكُوفَةِ يَقُولُونَه ، ويَحْتَجُّون بقَوْلِ الرَّاجِزِ :

    جَارِيَةُ في دِرْعِها الفَضَاض

    أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي إِبَاض.

    قال المُبَرَّد : البَيْتُ الشَّاذُّ ليْسَ بحُجَّةٍ على الأَصْل المُجْمَعِ عليه.

    قال : وأَمّا قَوْلُ الآخِرِ :

    إِذا الرَّجَالُ شَتَوْا واشْتَدَّ أَكْلُهُمْ

    فَأَنْتَ أَبْيَضُهُمْ سِرْبالَ طَبَّاخِ (١)

    فَيَحْتَمِلُ أَن لا يَكُونَ بمَعْنَى أَفْعَلَ الَّذِي تَصْحَبُه مِنْ لِلْمُفَاضَلَةِ ، وإِنَّمَا هو بمَنْزِلَة قَوْلك : هو أَحْسَنُهم وَجْهاً وأَكْرَمَهُم أَباً ، تُريد : حَسَنُهُمْ وَجْهاً وكَرِيمُهُم أَباً ، فكَأَنَّه قال : فَأَنْتَ مُبْيَضُّهُم سِرْبالاً ، فَلَمَّا أَضافَهُ انْتَصَبَ مَا بَعْدَه عَلَى التَّمْيِيِز. انْتَهَى.

    قُلتُ : البَيْتُ لِطَرَفَةَ يَهْجُو عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ ، ويُرْوَى :

    إِن قُلتَ نَصْرٌ فنَصْرٌ كانَ شَرَّ فَتًى

    قدْماً وأَبْيَضَهُم سِرْبَالَ طبَّاخِ

    وهكذا رَوَاه صَاحِبُ العُبَاب.

    والْبَيْضَةُ وَاحِدَةُ بَيْضِ الطَّائِرِ ، سُمِّيَتْ لِبَيَاضِهَا ، ج بُيُوضٌ ، بالضَّمِّ ، وبَيْضَاتٌ ، وبَيْضٌ. قال عُمْرو بنُ أَحْمَرَ :

    أَرِيهِمْ سُهَيْلاً والمَطِيُّ كأَنَّهَا

    قَطَا الحَزْنِ قد كانَتْ فِرَاخاً بُيُوضُهَا

    قال الصَّاغَانِيّ : ولا تُحَرَّك اليَاءُ من بَيْضَاتٍ إِلاَّ في ضَرورةِ الشَّعْرِ ، قال :

    أخُو (٢) بَيَضَاتٍ رائحٌ مُتَأَوَّبٌ

    رَفيقٌ بِمَسْحِ المَنْكِبَيْنِ سَبُوحُ

    وكَذلِكَ البَيْضَةُ وَاحدَةُ الْبَيْضِ من الحَدِيدِ ، على التَّشبِيهِ بِبَيْضَةِ النَّعَامِ ، قاله أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى التَّيْميّ في كِتَاب «الدُّروع» ، وأَنشد فيه :

    كَأَنَّ نَعامَ الدَّوِّ بَاضَ عَليْهِمُ

    وأَعْيُنُهُمْ تَحْتَ الحَبِيكِ حَوَاجِرُ

    وقال آخَر :

    كأَنَّ النَّعَامَ بَاضَ فوقَ رُؤُوسِنَا

    بنِهْيِ القِذَافِ أَو بنِهْيِ مُخَفَّقِ

    وقال فيه : البَيْضَةُ : اسمٌ جَامِعٌ لِمَا فِيهَا من الأَسْمَاءِ والصَّفات الَّتِي مِن غيْرِ لَفْظها ، ولَهَا قَبائِلُ وصَفَائِحُ كقبَائلِ الرَّأْسِ ، تُجْمَعُ أَطْرَافُ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ بِمَسَامِيرَ يَشُدُّونَ طَرَفَيْ كُلِّ قَبِيلَتْينِ. قال : ورُبما لم تَكُنْ مِنْ قبَائِلَ ، وكانَت مُصْمَتَةً مَسْبُوكَةً من صَفِيحَةٍ وَاحِدَةٍ ، فيُقَالُ لها صَمّاءُ. ثمّ أَطالَ فِيَها.

    والبَيْضَةُ : الخُصْيَةُ ، جَمْعُه بِيضَانٌ ، بالكَسْرِ.

    ومن المَجَازِ : الْبَيْضَةُ : حَوْزَةُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، يُقَال : اسْتُبِيحَتْ بَيْضَتُهُم ، أَي أَصْلُهُم ومُجْتَمَعُهُم ، ومَوْضِعُ سُلْطانِهِم ، ومُسْتَقَرُّ دَعْوَتِهِم.

    والْبَيْضَةُ : سَاحَةُ القَوْمِ. قال لَقيطُ بنُ مَعْبَدٍ :

    يا قَوْم بَيْضَتُكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بِها

    (٣) إِنَّي أَخافُ عَليْهَا الأَزْلمَ الجَذَعَا

    يقول : احْفَظُوا عُقْرَ دَارِكُمْ. والأَزلَمُ الجَذَعُ : الدَّهْرُ ، لأَنَّهُ لا يَهْرَم أَبَداً.

    وبَيْضَةُ الدارِ : وَسَطُها ومُعْظَمُهَا. وبَيْضَةُ الإِسْلامِ : جَمَاعَتُهُم : وبَيْضَةُ القَوْمِ : أَصْلُهُم ومُجْتَمَعُهُم. يقال : أَتَاهم العَدُوُّ في بَيْضَتِهِمْ. وَبَيْضَةُ القَوْمِ : عَشِيرَتُهم.

    وقال أَبُو زيْدٍ : يُقَال لوَسَطِ الدَّارِ : بَيْضَةٌ ، ولجَمَاعَةِ المُسْلِمينَ : بَيْضَةٌ.

    __________________

    (١) البيت لطرفة يهجو عمرو بن هند وروايته في ديوانه :

    أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم

    لؤماً وأبيضهم سربال طبّاخ

    (٢) في اللسان : أبو بَيَضات. قال ابن سيده في هذا القول : شاذ لا يعقد عليه باب ، لأن مثل هذا لا يحرك ثانيه.

    (٣) ويروى : لا تُفجعُنَّ بها.