الكَمْأَةِ ، ويُتَّخَذُ منْهَا الغِسْلُ ، والجَمْع قَصَائِصُ وقَصِيصٌ.
قال الأَعْشَى :
فقُلْتُ ولم أَمْلِكْ أَبَكْرُ بنَ وَائِلٍ |
|
مَتَى كُنتَ فَقْعاً نَابِتاً بقَصَائِصَا |
وأَنشدَ ابنُ بَرِّيّ لامْرِىءِ القَيْس :
تَصَيِّفَها حَتَّى إِذا لَمْ يَسُغْ لَهَا |
|
حَلِيٌّ بأَعْلَى حائِلٍ وقَصِيصُ |
وأَنْشَدَ لِعَدِيّ بْنِ زَيْد :
تَجْنِي له الكَمْأَةَ رِبْعِيَّة |
|
بالخَبْءِ تَنْدَى في أُصولِ القَصِيص |
وقال مُهاصِرٌ النَّهْشَليّ :
جَنَيْتُهَا من مَنْبِت عَوِيصِ |
|
من مَنْبِتِ الإِجْرِدِ والقَصِيصِ (١) |
قال أَبو حَنِيفَةَ : وزَعَم بَعْضُ النَّاس أَنّه إِنَّما سُمِّيَ قَصِيصاً لِدَلالَتِهِ على الكَمْأَة ، كما يُقْتَصّ الأَثَرُ. قال : ولم أَسْمَعْه.
يُرِيدُ أَنّهُ لم يَسْمَعْه من ثِقَةٍ.
وأَقَصَّ الرَّجُلُ من نَفْسِه ، إِذا مَكَّنَ من الاقْتِصاصِ مِنْه.
والقِصَاصُ الاسْمُ منه ، وهو أَنْ يَفْعَلَ به مِثْلَ فِعْلِه ، من قَتْلٍ ، أَو قَطْعٍ ، أَو ضَرْبٍ ، أَو جَرْحٍ. ومِنْه حَدِيثُ عُمَرَ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه : «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوسلم يُقِصُّ مِنْ نَفْسِه».
وأَقَصَّهُ المَوْتُ إِقْصَاصاً : أَشْرَفَ عليه ثُمَّ نَجَا ، ويقال : أَقَصَّتْهُ شَعُوبُ. وقال الفَرَّاءُ : قَصَّهُ من المَوْت وأَقَصَّهُ مِنْه بمَعْنًى. أَي دَنَا مِنْه. وكان يَقَولُ : ضَرَبَه حَتَّى أَقَصَّهُ المَوْتُ. وقال الأَصْمَعِيُّ : ضَرَبَهُ ضَرْباً أَقَصَّه من المَوْتِ (٢) أَي أَدْنَاهُ من المَوْتِ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَيْه ، وقال :
فإِنْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ بِهَا أَمِيرٌ |
|
فقد أَقْصَصْتَ أُمَّكَ بالهُزالِ |
أَي أَدْنَيْتَهَا من المَوْت.
وتَقْصِيصُ الدَّارِ : تَجْصِيصُها. ومَدِينَةٌ مُقَصَّصَةٌ : مَطْلِيَّةٌ : بالقَصِّ ، وكَذلكَ قَبْرٌ مُقَصَّصٌ. ومنه الحَدِيث : «نَهَى (٣) عن تَقْصِيصِ القُبُورِ» وهو بِنَاؤُهَا بالقَصَّة.
واقْتَصَّ أَثَرَهُ : قَصَّة ، كتَقَصَّصَهُ ، وقيل : التَّقَصُّصُ : تَتَبُّعُ الآثَار باللَّيْلِ. وقيل : أَيّ وَقْتٍ كانَ.
واقْتَصَّ فُلاناً : سَأَلَهُ أَنْ يُقِصَّه ، كاسْتَقَصَّه هكذا في سَائِر النُّسَخِ ، وهو وَهَمٌ والصَّوابُ : اسْتَقَصَّه : سَأَله أَنْ يُقِصَّه مِنْه. وأَمّا اقْتَصَّه فمَعْنَاه تَتَبَّع أَثَرَه ، هذا هو المَعْرُوف عنْدَ أَهْلِ اللُّغَة ، وإِنَّمَا غَرَّه سَوْقُ عِبَارَة العُبَاب ونَصُّه : وتَقَصَّصَ أَثَرَهُ مِثْلُ قَصَّه واقْتَصَّه. واسْتَقَصَّه : سَأَلَهُ أَن يُقِصَّه ، فظَنَّ أَن اسْتَقَصَّه مَعْطُوف على اقْتَصَّه وليس كَذلِكَ ، بَلْ هِي جُمْلَة مُسْتَقِلَّة ، وقد تَمَّ الكَلامُ عنْدَ قَوْله : واقْتَصَّه ، فتَأَمَّلْ.
واقْتَصَّ مِنْه أَخَذَ منه القِصَاصَ ، ويُقَال : اقْتَصَّه الأَمِيرُ ، أَي أَقادَهُ.
واقتَصَّ الحَديثَ : رَوَاهُ على وَجْهِه ، كَأَنَّه تَتَبَّعَ أَثَرَه فأَوْرَدَهُ على قَصِّهِ.
وتَقَاصَّ القَوْمُ : قَاصَّ كُلُّ وَاحدٍ منهم صَاحبَهُ في حِسَابٍ وغَيْرِه ، وهو مَجازٌ ، مَأْخُوذٌ من مُقاصَّةِ وَلِيِّ القَتِيلِ. وأَصْلُ التَّقاصِّ التَّنَاصُفُ في القِصَاصِ ، قال الشاعر :
فَرُمْنا القِصَاصَ وكَانَ التَّقَاصُّ |
|
حُكْماً وعَدْلاً على المُسْلِمِينَا |
قال ابنُ سِيدَه : قولُه التَّقَاصُّ شَاذٌّ ، لأَنَّه جَمَعَ بَيْنَ الساكنَيْن في الشِّعْرِ ، ولذلك رَوَاهُ بعضُهم : «... وكان القِصَاصُ» ، ولا نَظيرَ له إِلاّ بَيْتٌ وَاحدٌ أَنْشَدَه (٤) الأَخْفَش :
ولَوْلا خِدَاشٌ أَخَذْتُ دَوابّ |
|
سَعْدٍ ولم أُعْطِه ما عَلَيْهَا |
قال أَبو إِسْحَاق : أَحْسَب هذَا البيت إِنْ كَانَ صَحيحاً [فَهُوَ] (٥).
__________________
(١) ويروى :
جنيتها من مجتنى عويص |
|
من مجتنى الإجرد والقصيص |
ويروى : جنيته.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «في نسخة المتن ، بعد قوله من الموت ، وقصه على الموت : أدناه منه».
(٣) ضبطت بالبناء للمعلوم عن النهاية ، وفي التهذيب واللسان «نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم» وفي المطبوعة الكويتية ضبطت بالبناء للمجهول.
(٤) في المطبوعة الكويتية : أنشد.
(٥) زيادة عن اللسان.